نظرة دولية ضبابية الى لبنان لا تخلو من التفاؤل

الاقتصاد اللبناني يبقى في رأي المراجع الدولية رهن التوترات الإقليمية من جهة وانعكاسها على الوضع السياسي الداخلي وإنّ تسجيل أيّ تحسّن إقليمي سوف ينعكس داخلياً وبالتالي على الاقتصاد، والعكس صحيح أيضاً. وانطلاقاً من هذه المعادلة جاء تقرير مؤسسة التمويل الدولية عن لبنان في العام 2016.إنها مؤسسة التمويل الدولية هذه المرة التي أصدرت تقريراً جديداً عن لبنان للعام 2016 الجاري وبحسب هذا التقرير ترى المؤسسة أنّ الضبابية تحيط بالتطورات الاقتصادية في لبنان خلال هذا العام . غير أنّ احتمالات النموّ والنهوض الاقتصادي تبقى ممكنة إذا ما تراجع التوتر الإقليمي.

ترتبط الضبابية بالوضع السياسي والأفق المسدود والذي يعكسه الجمود على مستوى الانتخابات الرئاسية وإذا ما استمرّ الأمر على ما هو عليه فإنّ النموّ الاقتصادي في لبنان قد يتراجع الى ما دون الواحد في المئة في العامين 2016 و2017 وسوف يترافق ذلك مع ارتفاع العجز في الموازنة وزيادة نسبة الدين العام الى الناتج القومي العام وكذلك مع تراجع النموّ على مستوى الودائع والقروض المصرفية.

غير أنه إذا ما سجّل انفراجاتٍ على المستوى الإقليمي فإنّ الأوضاع والتوقعات سوف تكون أفضل في أنّ النموّ الاقتصادي سيرتفع الى 2,3 % في 2016 الى اكثر من 5 % في العام 2017، وذلك بدعم مباشر من الاستثمارات الخاصة التي أبعدتها التوترات الاقليمية والشلل الساسي الداخلي وسوف يقود ذلك الى تراجع العجز في الموازنة وتستقرّ نسبة الدين الى الناتج القومي.

الأسواق العالمية

تراجع الذهب بقوة أمس نتيجة قوة الدولار الأميركي وعودة الأسواق للتكهن برفع أسعار الفائدة الأميركية الشهر المقبل بعد التقارير الاقتصادية الأميركية القوية الاسبوع الماضي. وفي تداولات بعد الظهر كان الذهب منخفضاً بنسبة 1,84 % الى 1208,20 دولارات للاونصة وتراجعت الفضة بدورها بنسبة 1,97 % الى 15,07 دولاراً للأونصة، غير أنه بقي محتفظاً بمكاسبه فوق مستوى 1200 دولار

بعد أن كان بلغ مستوى 1260 دولاراً في 11 شباط الجاري وكانت الأموال التي تدفقت الى صناديق الاستثمار بالذهب خلال شهر كانون الثاني الماضي تجاوزت جميع الأموال التي كانت خرجت منها طوال العام 2015 ويبدو أنّ المستثمرين في الصين يقبلون على بيعه إذ يعتقدون أن ليس هناك إشارات لإمكانية ارتفاعه في المدى المنظور.

تركزت الاهتمامات أمس على الجنيه الاسترليني الذي تراجع بنسبة 2,24% الى 1,4083 دولار وسط توقعات بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

رغم أنّ آخر الإحصاءات أشارت الى 51 % مع البقاء و49 % مع الخروج من الاتحاد، لكنّ إعلان محافظ مدينة لندن انضمامه الى الفريق المطالب بالخروج من الاتحاد الأوروبي أشاع المزيد من القلق أمس.

وكان الدولار ارتفع بقوة أمس مقابل غالبية العملات الرئيسة مدعوماً ببيانات اقتصادية أميركية قوية، ومخاوف بشأن النموّ الاقتصادي خارج الولايات المتحدة الأميركية. فتراجع اليورو بنسبة 0,53% الى 1,1027 دولار وارتفع بنسبة 0,52% الى 113,2 يناً وبنسبة 0,80 % الى 0,9978 فرنك سويسري.

أما الدولار الأوسترالي فزاد بنسبة 0,62 % الى 0,7193 دولار واستفادة هذا الأخير من عودة أسعار السلع للارتفاع أمس.

صعود النفط

ارتفعت أسعار النفط أمس بدعم من ارتفاع البورصات ومع تراجع عدد منصات الإنتاج في الولايات المتدة الأميركية. غير أنّ التوقعات تبقى ضدّ أسعار النفط والتي لن تعود الى التوازن قبل العام 2017. وارتفع سعر النفط نايمكس أمس بنسبة 3,95 % الى 30,81 دولاراً للبرميل كما زاد سعر نفط برنت الخام في لندن 4,18 % الى 34,39 دولاراً للبرميل.

بورصات الاسهم

ارتفعت الأسهم الآسيوية أمس بقيادة مؤشر شانغهاي الذي زاد بنسبة 2,4 % الى 2928 نقطة وزاد مؤشر نيكي في بورصة طوكيو بنسبة 0,90 % الى 16111 نقطة كما زاد مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ بنسبة 0,93 % الى 19464 نقطة.

وارتفعت بورصات الأسهم الأوروبية بدعم من ارتفاع النفط فزاد مؤشر داكس الألماني 1,70 % الى 9548 نقطة كما ارتفع مؤشر فوتسي البريطاني 1,31 % الى 6028 نقطة ومؤشر كاك الفرنسي 1,59 % الى 4290 نقطة. لكنّ بورصة وول ستريت اتجهت للفتح على هبوط مع تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 0,13 % الى 16392 نقطة.

بورصة بيروت

في بورصة بيروت كان التداول أفضل أمس فبلغ 244726 سهماً قيمتها 2,09 مليون دولار مع تبادل 91 عملية بيع وشراء تناولت خمسة أسهم ارتفع منها ثلاثة أسهم وتراجع سهم واستقرّ سهم آخر. وانخفض سعر أسهم بنك عودة فئة (GDR) 2,43 % الى 6 دولارات وارتفعت أسهم سولدير الفئة (أ) 2,14 % والفئة (ب) 1,08 % الى 10,46 و10,23 دولارات. كذلك ارتفع سعر أسهم بيبلوس (2009) بنسبة 0,39 % الى 101,40 دولار.