ليبانون ديبايت - فادي عيد
هل صرف النظر عن زيارة رئيس الحكومة تمام سلام إلى المملكة العربية السعودية لمعالجة الإشكال القائم بينها وبين لبنان. سؤال ما زال قيد التداول وبقوة في الأوساط السياسية والديبلوماسية غداة المواقف الأخيرة الصادرة عن أكثر من مسؤول أميركي وأوروبي في الأسبوع الماضي.
وفي حين كشف وزير الإعلام رمزي جريج، أن هذه الزيارة لن تتم قبل أن تستكمل ظروفها مع القيادة السعودية، فقد قالت مصادر ديبلوماسية مطّلعة على الإتصالات الجارية بين بيروت والرياض، أن أكثر من رسالة قد وصلت إلى المعنيين في بيروت تفيد أن اللحظة الراهنة غير مناسبة لأي تحرّك من هذا النوع، وأن رئيس الحكومة لن يبادر إلى طلب موعد لهذه الزيارة قبل أن تتوافر لديه معلومات مؤكدة بتحقيقها نتائج إيجابية.
لكن المصادر نفسها، لم تلغِ إمكانية حصول خرق إيجابي تترتّب بنتيجته العلاقات الثنائية بين بيروت والرياض، ولكن ذلك لن يتم قبل أن تتّضح مناخات الإدارة الأميركية تجاه الساحة اللبنانية والتي دخلت، وبحسب المصادر نفسها، منعطفاً بالغ الخطورة نتيجة الإحتقان المذهبي المتنامي، وذلك منذ اندلاع المواجهة بين طهران والرياض.
وتوقّعت التوصّل إلى مخرج في نهاية المطاف مهما كانت التحدّيات كبيرة في هذه المرحلة، مشيرة إلى وجود حرص متبادل بين المملكة والحكومة على الحفاظ على استقرار لبنان على كل الأصعدة، وعدم السماح لأي غيمة عابرة في تخريب العلاقة، وذلك انطلاقاً من تاريخ الدعم السعودي والخليجي للبنان في كل الأوقات الصعبة والمصيرية التي مرّ بها، خصوصاً إبان الإعتداءات الإسرائيلية عليه.
واعتبرت المصادر عينها، أنه انطلاقاً من هذه الخلفية، تتواصل الجهود على أكثر من مستوى ديبلوماسي، وعلى الرغم من غياب المؤشّرات الإيجابية حتى الساعة، مؤكدة أن المراجعة السعودية والخليجية للعلاقة مع لبنان يجب أن تدفع نحو المزيد من بلورة الموقف اللبناني الرسمي المتضامن مع المملكة.
وشدّدت هذه المصادر على وجوب الإلتفات إلى المشهد الداخلي الذي انتقل بسرعة من المبادرات الرئاسية إلى الخلاف في الشارع، وإلى التهديد باستحضار مراحل سابقة من الصراع المذهبي في الشارع اللبناني.
وركّزت على أن الإتفاق بين كل القوى السياسية على تحييد لبنان عن الصراعات الجارية في المنطقة، هو الذي سيكرّس الوحدة الوطنية أولاً، ويؤدي إلى ترميم العلاقة مع السعودية وإعادة بناء جسور الثقة مع المملكة ودول الخليج لإعادة الأمور إلى طبيعتها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News