بحسب معلومات مطلعين على التوجهات السعودية الاخيرة، في شأن لبنان، فانه من المستحيل ان تتراجع الرياض عن ضرورة استعادة لبنان من الحضن الايراني. فالسعودية، التي تستعد مع دول الخليج للدخول من ضمن قوة عربية ضخمة الى سوريا، لن تسلّم بسهولة بأن تقصي نفسها وتجعل القوى السنية الحليفة لها في لبنان ضحية الاستقواء الايراني وتمسك حزب الله بفرض قوته في الداخل. وتبعا لذلك، من المستحيل التصور ان الرياض ستقف متفرجة على امساك حزب الله بمفاصل الوضع اللبناني الداخلي، وهي تضاعف من تمتين علاقاتها مع القوى الحليفة لها في لبنان استعدادا لمرحلة جديدة.
ومن جملة اسلحة الضغط التي تستخدمها السعودية، اضافة الى تحويل حزب الله على قائمة المنظمات الارهابية، لا يستبعد ان تعيد القوى الداخلية المؤيدة للسعودية قراءة الموقف السعودي كما هو عليه حقيقة، وان تصل تطورات التأزم في العلاقات الداخلية الى تعطيل الحكومة واستقالتها. فالائتلاف الحكومي الذي نشأ في اطار التهدئة السنية ــــ الشيعية بات يصب في مصلحة حزب الله وحده، وهو يأخذ الامور في الاتجاه الذي يريده، فيما تيار المستقبل ككتلة سنية ممثلة في الحكومة، لم يستفد شيئا من مشاركته فيها حتى الساعة. لا بل إن وجوده فيها في خضم الازمة السعودية اللبنانية لم يفد شيئا ولم يترك اي اثر ايجابي في تفادي الازمة او حتى اصلاح اضرارها.
من هنا، فان ثمة توقعات بمرحلة جديدة من الخلاف "غير الامني وغير المسلح" مع حزب الله، حضور اقوى شعبيا ومدنيا في المناطق ذات الاغلبية السنية، فرض ايقاع جديد في تظهير المشكلة مع حزب الله على اكثر من مستوى، في انتظار ما ستؤول اليه التطورات في سوريا وتحضير السعودية مواجهتها مع حزب الله عربيا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News