إهتزّ الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، مجدداً بعد هدوء “هشّ” إستمر اشهراً قليلة.
وأعربت مصادر فلسطينية، عن مخاوف حقيقية من عودة المخيم الى دائرة الخطر والدخول في النفق المظلم من مسلسل التوتير والتفجير تكرارا لسيناريوات سابقة، وسط معلومات عن دخول “غرباء” او “إرهابيين” وامكان حصول إشكالات مفاجئة تعيد عاصمة الشتات الفلسطيني ومركز القرار الى المربع الاول، لجهة الاقتتال الداخلي او ايقاع الفتنة مع الجوار اللبناني.
ولا تخفي هذه المصادر، ان ثمة مؤشرات غير مُطَمْئنة قد تجعل من عين الحلوة ساحة مفتوحة لتصفية حسابات داخلية وخارجية، في لحظة انشغال القوى السياسية الفلسطينية في برنامج التحركات الاحتجاجية ضد سياسة وكالة “الأونروا” وقراراتها تقليص خدماتها وآخرها الصحية، ومنها دخول مطلوبين غير فلسطينيين الى المخيم هرباً من الأحداث المتسارعة في سوريا ولايجاد موطئ قدم لتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” وانشاء “خلايا نائمة”، تتحرك لاستهداف الأمن الوطني وايقاع الفتنة حين تدعو الحاجة.
وأحبطت القوى الفلسطينية اكثر من محاولة سابقاً في هذا السياق، غير ان “اللجنة الامنية الفلسطينية العليا” نفت ذلك، مؤكدة ان كل نقاط العبور الى عين الحلوة عليها مراقبة مشددة من الجيش اللبناني، مقابل مغادرة الكثير من شباب المخيم الى سوريا للقتال الى جانب التنظيميْن الارهابييْن.
في أروقة المخيم، ترتفع الاحاديث عن ان ما أعاد تسخين الوضع هو مناقلات في حركة “فتح” حيناً واقامة بعض الدشم حيناً آخر في منطقة جبل الحليب التي تشرف على حي الطيرة، الذي يتحصن فيه الناشط الاسلامي بلال بدر، وارتباطاً تنحي العقيد سعيد علاء الدين العسوس عن قيادة “كتيبة شهداء شاتيلا” بعد اسابيع قليلة فقط على تولي مهماته وتعيين العقيد احمد النصر مكانه، علماً ان العسوس معروف بحسن علاقاته مع كل القوى الفلسطينية ولا سيما الاسلامية، وقد جاء تنحيه مؤشراً سلبياً، خلافاً لتعيينه بعد جريمة اغتيال قائد الكتيبة السابق العميد طلال الاردني في خطوةٍ أثارت آنذاك ارتياحاً لدى الاوساط الشعبية وابناء المخيم، اذ ان كتيبته تسيطر على مربع أمني يشهد توترات أمنية مستمرة.
غير ان قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح ، أكد “ان القوى الفلسطينية لا تملك معلومات عن دخول “غرباء” او”إرهابيين” الى مخيم عين الحلوة”، مشيراً في الوقت نفسه الى “ان الاجهزة الامنية اللبنانية لديها المعلومات حول ذلك، وأبلغت بعض القوى الفلسطينية بها”.
وقال المقدح انه ليست هناك معلومات دقيقة حول دخول مصريين او سعوديين الى عين الحلوة ، وقرارنا واضح بعدم استقبال اي مطلوب وعدم احتضان اي ارهابي ومتابعة اي معلومة حتى لا نقع في المحظور.
ومنذ اشتداد الضربات الجوية الروسية على تنظيميْ “داعش” و”جبهة النصرة” في سوريا، والاجهزة الامنية اللبنانية تتوجس من فرار مسؤولين فيهما الى لبنان واللجوء الى المخيمات الفلسطينية وتحديداً عين الحلوة كي تشكل ملاذاً آمناً لها تستطيع العمل من خلاله على انشاء خلايا نائمة تستهدف الامن الوطني اللبناني حين تدعو الحاجة.
الا ان اللواء المقدح طمأن الى “ان القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية متوافقة على عدم دخول اي مطلوب، وعدم تكرار تجربة نهر البارد، وعلى ضبط الوضع الامني في المخيم بكل قوة، وليس هناك حاضنة لمثل هؤلاء ولن تمر اجندتهم على حساب القضية الفلسطينية ومخيماتها التي ترمز الى التمسك بحق العودة”، مؤكدا على عقد اجتماعات متلاحقة لمتابعة اي معلومة والتأكد منها.
وتخشى اوساط فلسطينية من توتير امني في عين الحلوة يحرف الانظار عن الساحة اللبنانية باعتباره “الخصرة الرخوة” او “الحلقة الأضعف”، وهو ما بدأت مؤشراته بإلقاء قنابل دون هدف محدد، وإطلاق نار عشوائي، واستهداف ناشط اسلامي، والحديث عن دخول غرباء وارهابيين الى المخيم، فيما عمد الجيش اللبناني الى اتخاذ المزيد من اجراءات امنية على نقاط تفتيشه ونصب كتل اسمنتية ودشم في منطقة “الفيلات” المحاذية للمخيم.
ويستبعد اللواء المقدح “أن يكون للازمة اللبنانية اي تداعيات سلبية على عين الحلوة وجواره اللبناني رغم بعض المحاولات لزج البعض في أتونها”، مؤكداً ان “لبنان بمر بعواصف سياسية وأمنية واستطعنا بفضل الموقف الفلسطيني الموحد، ونشر القوة الامنية المشتركة والتنسيق مع الجيش اللبناني وبقية الاجهزة الامنية تحويل النار الى برد وسلام، ونعتبر ان المخيم اليوم يعيش حالة هدوء افضل من غيره ومن كثير من المناطق اللبنانية او العربية”.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News