ليبانون ديبايت – ميشال نصر
اذا كان بيك المختارة قد اخرج جزءا مما في جعبته، مصيباً بين سطور تغريداته وخطوط صوره "التويترية" عصفوري "المخابرات" و"الاقليم" بحجر واحد، فان ثمة من يرى خلف الاحداث الاخيرة التي تشهدها البلاد مشروعا كبيرا يجري الاعداد له لقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع .
فجنبلاط المتخوف من فشل "مبادرته الباريسية" باخراجها الحريري، بوصفها اتت لقطع الطريق امام قائد الجيش العماد جان قهوجي للوصول الى بعبدا، مرتاب من تعيين العميد كميل ضاهر بالاجماع، وان اختلفت، مدير مكتب القائد وكاتم أسراره، على رأس مديرية المخابرات، في هذا الظرف بالذات، في خطوة يمكن ان تحمل في طياتها اجهاضا لما اعتبره انجازا لطاولة الحوار الوطني في قطع الطريق على رحلة قهوجي الرئاسية،كما غرد يوما، في مرحلة "تشويش" اقليمي-دولي نتيجة "العقوبات" السعودية ومن خلفها الخليجية ضد لبنان، والموقف الاميركي الملتبس حتى الساعة من الموضوع.
وسط ذلك ثمة من يتحدث عن حملة سعودية ضد "القائد"، بدأت باستبعاد أحد أبرز المتحمسين والمروجين لانتقاله الى بعبدا، ولم تنته بتسريب الرياض ان من ابرز اسباب اجراءاتها "التاديبية" مواقف قيادة الجيش من بعض "الطلبات والتسهيلات" والتعهدات، الامر الذي تنكره الاخيرة بطبيعة الحال.
برودة سعودية تقابلها حماسة أميركية ارتفع منسوبها ، ليتخطى مسالة "تاديب "الملكة او الضغط عليها لعودتها عن قراراتها، خاصة ان المدير المعين قد نجح خلال الفترة القليلة الماضية ببناء علاقة قوية مع الاميركيين وحاز ثقتهم التي سمحت "بازاحة" السلف.
اما الامر الثاني "المرعب" بنظر المختارة، وهو "بيت القصيد الاستراتيجي"، فيتمثل في انتظار الضابط الذي سيجري تعيينه كمساعد اول لمدير المخابرات، بعدما انحسرت المنافسة بين رئيس مكتب أمن الضاحية والقائد السابق لفرع مكافحة الارهاب والتجسس، المركز الذي طالما ترك شاغله بصماته على الاحداث السياسية وغير في مجراها، منذ ما بعد الطائف مع اللواء جميل السيد وحتى الامس القريب.
يضاف الى كل ذلك هاجس قرب العماد قهوجي من مشاغبين دروز طالما شكلوا "وجعة راس" للمختارة، فكيف اذا ما جرت الانتخابات البلدية والنيابية في ظل الدور المعروف لمديرية المخابرات، التي ستبقى "تابعة" لقهوجي وان كان غادر مركزه ايلول المقبل، هذا في حال لم يتم التمديد له وسط الفراغ المرشح للاستمرار.
لا شك ان "الكره" الجنبلاطي لدور العسكر في السياسة متجذر في فكر ووجدان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، كما كان والده من قبله، لا ينافسه في داخله سوى خوف آخر "مستور" من التمدد "الشيعي الفارسي" الذي تفترض مواجهته في لحظة ما مدير من نوع خاص يعيد مساعده الى حجمه الطبيعي، والا فان ٧ ايار آخر ممكن في أي لحظة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News