لقاءات الحريري: ترتيب "البيت" ام تحالفات انتخابية؟

منذ عودته الى لبنان في 14 شباط، يحفل جدول لقاءات الرئيس سعد الحريري في "بيت الوسط" باستقبالات لشخصيات سياسية، دبلوماسية، اقتصادية، اجتماعية وحتى وفود شعبية لا يُمكن وضعها الا في اطار "اللقاءات الطبيعية" التي يُجريها اي زعيم سياسي، خصوصاً اذا ما امضى وقتاً طويلاً خارج بلاده.

لكن ما شكّل "حدثاً سياسياً" في جدول لقاءات "بيت الوسط"، الزيارة "اللافتة" التي قام بها رئيس حزب "الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد منذ ايام، وهي الشخصية السنّية في الفريق السياسي "الخصم" للرئيس الحريري، كما انه من الشخصيات التي طُرح اسمها لتولّي رئاسة الحكومة.

وتوقّف مراقبون عند توقيت الزيارة، ليس من ناحية ارتباطها بوجود الحريري شخصياً في لبنان وانما في سياق الصراع الاقليمي المُحتدم، بدءاً بالازمة اليمنية التي تُعتبر "مسرحاً" للخلاف السعودي-الايراني، مروراً بقطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، ووصولاً اخيراً الى "الحصار العربي" على لبنان لانه "نأى بنفسه" عن الاجماع العربي في ادانة التدخلات الايرانية في شؤون دول عربية".

تساؤلات كثيرة يطرحها المراقبون وتُعزّزها ايضاً لناحية ترتيب "البيت السنّي"، زيارة الوزير السابق فيصل كرامي الى "بيت الوسط" امس، وقوله "ما يجمعنا والرئيس الحريري، اكثر بكثير مما يفرقنا، ما يجمعنا المصلحة الوطنية، وبالطبع مسألة ترتيب "البيت السنّي" إذا صحّ التعبير".

وبإنتظار اكتمال "بازل" ترتيب البيت السنّي بزيارات لاحقة لشخصيات سنّية، تمنّى النائب احمد كرامي عبر "المركزية" عقد لقاء يجمع الرئيسين الحريري ونجيب ميقاتي، مفضّلاً القول "ترتيب البيت اللبناني وليس السنّي" وهذا ما يهمّنا"، ومؤكداً ان "الرئيس الحريري ليس بعيداً منّا".

واعتبر كرامي ان "اللقاء من مصلحة لبنان وليس فقط من مصلحة السنّة". اما لقاء الحريري برئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق اسامة سعد، فأكد مصدر مقرّب منه انه غير مُدرج في الاجندة حالياً".

ورداً على سؤال عن ان هذه اللقاءات تأتي في سياق ترتيب البيت السنّي، لفت المصدر الى اننا "لا نعتبر انفسنا سنّة بل وطنيون ننتمي الى كل لبنان"، واشار الى ان "التنظيم الشعبي لم يتلقَ دعوة لزيارة "بيت الوسط" غداً مع فاعليات صيدا، وحتى لو زار الرئيس الحريري صيدا كما ذكرت المعلومات فحتماً لن يلتقي رئيس التنظيم".