متفرقات

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الثلاثاء 08 آذار 2016 - 18:56 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

الراعي: يسوع أظهر أن قيمة الإنسان ليست بدينه

الراعي: يسوع أظهر أن قيمة الإنسان ليست بدينه

ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم، في كنيسة القيامة في الصرح البطريركي في بكركي، لقاء بعنوان "كرامة المرأة"، نظمه مكتب رعوية المرأة في الدائرة البطريركية في بكركي، بمناسبة يوم المرأة العالمي، وشارك فيه رؤساء عامون ورئيسات عامات، لجان الأهل وطلاب الصفوف الثانوية في 13 مدرسة كاثوليكية، المنسقون في الدائرة البطريركية، اللجان الأبرشية، شبيبة من: حركة True Love Waits، "أنت أخي"، "سيسوبيل" و"دليلات لبنان"، في حضور المطارنة: بولس الصياح، سمعان عطالله وطانيوس الخوري، أمين عام الدائرة البطريركية الأباتي انطوان خليفة وعدد من الكهنة والراهبات.

و ألقى الراعي كلمة شكر فيها مكتب رعوية المرأة على تنظيم هذا اللقاء، ووجه تحية تقدير لكل المشاركين من لجان الأهل ولجان المرأة في الأبرشيات المارونية في لبنان، وقال: "نحن نحتفل اليوم وبفرح كبير مع طلابنا في الصفوف الثانوية الذين يمثلون 13 مدرسة كاثوليكية في لبنان باليوم العالمي للمرأة. لذلك نحن نهنىء كل إمرأة ونقول لها شكرا على ما هي وشكرا على ما تعطي. يقول الكتاب المقدس "خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، ذكرا وأنثى". من هنا انطلقت صورة الله مرسومة في كل رجل وامرأة. البابا فرنسيس في براءة يوبيل الرحمة يشرح من جديد مفهوم الرحمة البيبلي، في الكلمتين الأساسيتين: كلمة رحمة في الكتاب المقدس هي "رحميم" وتذكرنا بالرحم. المرأة الأم التي تحمل مولودها في رحمها هي مدرسة الرحمة. انها تعيش كل الحنان والحب وكل المشاعر الإنسانية. مساعدة فقير أو محتاج نسميه عمل رحمة، وهذا جزء من مفهوم الرحمة".

أضاف: "الرحمة هي الحنان، هي المشاعر الإنسانية التي يتعلمها الإنسان من رحم أمه من حيث لا يدري. هذه الكلمة تفقدها البشرية اليوم رويدا رويدا. والبابا فرنسيس ركز عليها وهو يقول دائما: "العالم بحاجة إلى حنان". غدت القلوب قاحلة، يسكنها الحقد والبغض وأصبحت من حجر. على الإنسان أن يتذكر أنه عندما كان في بطن أمه لمدة تسعة أشهر كان يتعلم الرحمة، ومن ثم خرج وعاش في حضنها، يعني أنه كان يتعلم الحنان. حتى أن يسوع المسيح الإله، إضطر، كي يعيش الحنان في حياته وفي رسالته، أن يعيش 9 أشهر في بطن أمه مريم. لم نقرأ يوما في الإنجيل أن يسوع رحم فلانا أو فلانا، بل كان الناس يصرخون: "يا ابن داود ارحمني، ارحمنا". وكان الإنجيل يقول دائما: "وتحنن يسوع وأشفق"، يعني أن قلبه كان مليئا بالرحمة والحنان. هذا هو المفهوم الأول للرحمة والحنان المنبثق من رحم الأم".

وتابع: "أما المفهوم الثاني والإضافي فهي اللفظة العبرية "حاسات" التي هي الأمانة لهذا الجوهر. "حاسات" هي الأمانة لطبيعة الله، والأمانة للحنان والأمانة للعاطفة الإنسانية. الله رحوم، يعني أن الله مليء بالحنان وهو دائما رحوم مهما فعل الإنسان. هذه هي الأمثولة التي أراد البابا فرنسيس أن نتعلمها في يوبيل سنة الرحمة، سنة الحنان. وبالمناسبة أردت أن أختار وجه الرحمة التي تعامل بها مع المرأة، وفي الكتاب المقدس هناك تسعة مواقع ظهر فيها يسوع مع المرأة. أولا، لقاؤه مع الأرملة، لم يقل أحد شيئا ليسوع، ولكن الإنجيل يقول: "عندما رأى المرأة الأرملة وابنها الوحيد ميتا، تحنن ورق قلبه وقال لها: لا تبكي، فلمس التابوت وقال لابنها قم". ثانيا، لقاؤه بالمرأة الكنعانية غير المؤمنة التي كانت تود ان يشفي لها ابنتها المريضة. لقد أراد يسوع ان يظهر إيمان هذه المرأة الكنعانية التي راحت تتوسله لأن ابنتها مشرفة على الموت. تحنن عليها يسوع، بعد ان أظهر للجماعة غير المؤمنة و لجماعة اليهود أن قيمة الإنسان ليست بدينه، هي تكمن في إنسانيته، وفي قلبه. هذا هو الوجه الإنساني، حيث نختلف على أمور كثيرة إلا في ما يتعلق بالإنسانية. وفي النهاية، يسوع شفى ابنتها وأراد أن يبين لكل الناس أن الإيمان يكمن في كيفية أن يفتح الإنسان قلبه لله".

وأردف: "ثالثا، إبنة يائيروس رئيس المجمع الذي هو على خلاف مع يسوع. لقد جاء يستنجد يسوع لأن ابنته تنازع، فتحنن عليه يسوع ومشى معه. وفي الطريق، تبرز حالة أخرى مع المرأة النازفة التي هي رمز لوجه الله، هذه المرأة التي كانت نجسة بحسب الشريعة. لقد أصبح محكوما عليها أن تعيش في الخارج وحيدة. وفيما كان يسوع سائرا مع يائيروس دفعها ايمانها للمس ثوبه كي تشفى. وأراد يسوع أن يعلن إيمانها، بقوله: "من لمسني، لأني شعرت بحنان خرج مني، شعرت بأحد سرق مني عاطفتي". وفي هذا الوقت، ماتت ابنة يائيروس، ولكن يسوع تحنن من جديد، وقال ليائيروس "أثبت في إيمانك، تحيا ابنتك".

وقال الراعي: "رابعا، المرأة التي كانت مأخوذة بزنى، ورماها الشعب أمام يسوع، لأن الشريعة كانت تنص على ضرورة رجم المرأة. أما يسوع الحنون، لم ينظر إليها لأن حنانه غطى خجلها. لم يشأ أن ينظر إليها، تجنبا من أن يخجلها، فأجابهم: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بالحجر الأول". وهنا البابا يوحنا بولس الثاني يفسرها أكثر، "من منكم لم يعتد عليها ليرجمها بحجر". غير أنهم انسحبوا ونظر يسوع إلى المرأة، وأزال عنها كل خجلها، ولم يدنها، شرط أن لا تعود إلى الخطيئة. هذه هي قمة الرحمة. لم يكن يسوع يوما ديانا على الأرض، بل في العالم الآتي اي عندما ينتهي مسار حياتنا ويكون قد انتهى كل شيء هناك حساب. خامسا، اللقاء مع مريم المجدلية، التي قررت ان تتوب. الرب لا يهمه خطيئة الإنسان، إنما توبته. وعظمة الإنسان في توبته وليس في خطاياه. الرب يريدني أن أتوب، وعندما غفر لها الرب يسوع، كانت الشاهد على القيامة. ليس صدفة أن تكون الشاهد على القيامة، لقد تم هذا لأنها اختبرت القيامة قبل القيامة. فهي عاشت حياة جديدة قبل أن يقوم يسوع من الموت ويعطينا الحياة. كانت الشاهد الأول، التي وصلت إلى القبر ورأته وراحت تخبر عنه".

أضاف: "هنالك أيضا النساء اللواتي بالأمانة الكبيرة رافقن يسوع، وأظهرن وجه المرأة القوية. ويقول البابا يوحنا بولس الثاني انه "في وقت الصعوبة، المرأة أقوى من الرجل". وكلنا اختبرنا هذا. عندما يكون أحدنا مريضا في البيت، الأم أو الزوجة لا تنام ولا تنعس، بل تقوى بالبطولة. هؤلاء النساء هن اللواتي تحدين وبقين بالقرب من الصليب. وعندما جاء يوسف الرامي واستأذن السلطة أن ينزل يسوع عن الصليب، كانت النسوة تراقبن أين سيوضع جثمان يسوع. هذه هي الأمانة والرحمة والحنان والحب والإخلاص. وبعد أن اكتشفن أين دفن يسوع، جاءت النسوة نهار الأحد باكرا يحملن الطيوب كي يحنطنه، فرأين القيامة. وننهي مع هذه الصورة من الإنجيل. من أين كان يعتاش يسوع وتلاميذه كيف كانوا يؤمنون النقود والحاجات الضرورية من مأكل وملبس للعيش، بعد أن تركوا كل شيء ومشوا. يقول القديس لوقا في الفصل الثامن، الآية الأولى: "مجموعة من النساء كن يؤمن الطعام والأكل واللباس ويجمعن الأموال من بعضهن لتأمين الرسالة".

وختم: "من أجل كل هذا نقول لتحي المرأة. ولولا المرأة لما كنا هنا اليوم، لولا أمهاتنا لما عرفنا معنى الحب والحنان والسخاء. شكرا لكل زوجة ولكل أم ولكل أخت. شكرا لمريم التي هي أم وأخت لكل البشرية. وشكرا للأخت دومنيك ومكتب رعوية المرأة لهذا المولود الثالث، كتاب Presence incisive de la femme selon le pape Francois الذي يجمع في أوراقه كل ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلماته وعظاته عن المرأة، اضافة الى الكتابين اللذين صدرا قبله وهما يحملان العنوانين التاليين: "دعوة المرأة في الكنيسة" وإعادة نشر رسالة البابا يوحنا بولس الثاني بعنوان "كرامة المرأة".

وتمنى "العمل على جمع كل مداخلات قداسة البابا فرنسيس المتعلقة بالسلام في الشرق الأوسط وبمسيحيي الشرق الأوسط، في كتاب خاص على غرار الكتاب الجديد لمكتب الرعوية".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة