اقليمي ودولي

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الأربعاء 09 آذار 2016 - 16:54 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

مطلق فتوى "أكل القطط".. ضيفًا في قاعدة "حميميم"

عبدالله قمح – ليبانون ديبايت

حضر الداعية الإسلامي المعارض، الشيخ صالح الخطيب، إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في منطقة اللاذقية السورية إلى جانب وفد من معارضة الداخل الذي ضمّ شخصيات سياسية ورجال دين، وذلك يوم السبت الماضي.

وشمل الوفد شخصيات سوريّة محسوبة على “المعارضة الداخلية" المقبولة من النظام وضمّ إليان مسعد، ميس كريدي، والشيخ أنس الطويل. وبحسب الصحافة الروسية، فإن الجميع "إتفقوا على الدور الروسي الهام في سوريا، وإقترحوا تشكيل فريق لصياغة دستور سوري جديد".

الشيخ "صالح الخطيب" الذي ذاع سيطه في بدايات الأزمة السورية محرضاً على التظاهر في مناطق جنوب العاصمة كان من أشدّ المعارضين للنظام السوري قبل أن ينقلب لصالحه عام 2014 بذريعة إجتياح المناطق الجنوبية من قبل تنظيمات كـ "النصرة – داعش". "صالح الخطيب" الذي سرعان ما تحوّل إلى أداة سِلم في وزارة المصالحة الوطنية بعد أن كان داعياً للحرب، جدّد إنقلاباته يوم أول من أمس الأثنين بعد تنصّله من تصريحاته على شاشة قناة "روسيا اليوم" خلال زيارته إلى "حميميم" لابل ذهب حدّ التنصّل من زيارته إلى القاعدة الروسية أساساً المثبّتة بالصوت والصورة!.

وبعد أن صرّح مشدداً على "أهمية الحوار السياسي بالنسبة إلى السوريين" ويقينه بـ "أهمية دور روسيا في سوريا" التي وبحسب الخطيب "بادرت إلى اتفاق الهدنة، وتلعب دور الوسيط بين جميع أطراف النزاع"، عاد ليلتف على تصريحاته معتبراً أنّ "ما عُرض من تصريح على القناة "مجتزأ" مشيرًا إلى أن جوابه كان “لا دستور ولا حل ولا مفاوضات ولا انتخابات قبل إطلاق سراح المعتقلين، وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار”، على حد قوله!.

وبعد موجه السخط التي تلت إنعقاد الإجتماع، خاصة من قِبل الجماعات المسلحة في الجنوب الدمشقي، حاول "الشيخ المعتدل"، بحسب توصيفه الجديد، أن يرأب الصدع مدعياً أن "النظام طلب منه أن يحضر لمناقشة ملف المعتقلين، ولكنه فوجئ بوجود الروس وبعض رموز المعارضة الداخلية"، مؤكدًا أنه "لم يوقع على أي شيء ولم يتم الإتفاق على أي قرار"، وذلك بحسب بيان صدر يوم أول من أمس الأثنين. لكن العجيب في الأمر عبارة " فوجئ بوجود الروس" بينما كان يعلم أنه يزور قاعدتهم!.

ظهور "الداعية الخطيب" مجدداً، والذي ينشط حالياً ضمن لجنة المصالحة في مناطق ببّيلا – يلدا في جنوب دمشق، يعيد إلى الأذهان يوم إطلاقته الفتوى الشهيرة التي تُبيح "أكل لحم القطط والكلاب والحمير والميتة" والتي خصّها لأهالي جنوب دمشق والغوطة الشرقية مبرراً ذلك بـ "حصار النظام للمناطق المدنية". يومها، لُقيت الفتوى رواجاً وتغطية إعلامية واسعة كانت نابعة من خلفية إستغلال المعاناة في سياق حرب تشويه السمعة ضد الدولة السورية، حيث خرج "اليلداني" كما يُطلق عليه على شاشات كـ "العربية" معلّلاً أسباب الفتوى دينياً بعد سلسلة من الشتائم الموجهة نحو النظام السوري.

كما كان لافتاً ظهور "الشيخ المعتدل" في عدة تسجيلات يطلب فيها من الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية، " الوقوف في وجه المجوس والرافضة (اي الشيعة) وفك الحصار عن جنوب دمشق"، وذلك في تشرين الثاني 2013، حيث كان يستغل زوجاته وأطفاله كـ "كونبارس" في فيديوهاته.

لكن لم يمضي على ذلك كلّه عامٌ واحد حتى إنقلب "الداعية المتشدّد" على نفسه واضعاً يده في يد "النظام" الذي وصفه يوماً بأنه "كافر مجرم" ويصبح عراباً للمصالحات في جنوب دمشق كان أهمها مصالحة "ببّيلا – يلدا – القدم – العسّالي" وهي كانت من أشدّ المناطق معارضة للرئيس بشّار الأسد، ويصبح "الخطيب" أماماً لمسجد في يلدا بحماية من قوات الدفاع الوطني!.

"الداعية اليلداني" الذي يقال عنه أنه صاحب "فكر وهّابي متشدّد" نقل البندقية من كتف قناتي الجزيرة والعربية إلى كتف الإخبارية السورية والتلفزيون السوري حيث بات ضيفاً دورياً "فوق العادة" يُحاضر في أهمية "الإعتدال والعيش المشترك والمصالحة" وواعظاً من "مخاطر تنظيمات مثل داعش – النصرة" التي وصفها خلال زيارته إلى حميميم بأنها "جماعات إرهابية".

وفي معلومات "ليبانون ديبايت" انّ السرّ الكامن خلف إنقلاب الشيخ صالح الخطيب من ضفّة المعارضة المسلحة – المتطرفة إلى صفة الدولة السورية، كان دخول تنظيم "داعش" إلى منطقة الحجر الأسود القريبة من يلدا – مسقط رأسه ما حتّم عليه الشعور بالتهديد كونه كان ميالاً لتنظيمات مثل "جبهة النصرة – جيش الإسلام" سابقاً. الخوف هذا دفعه للأرتماء بأحضان النظام السوري الذي عرف كيف يُدغدغ مشاعر "الشيخ" عبر تقديمه كـ "أحد وجهاء جنوب دمشق" ما أدى لتغيير جذري بأفكاره السياسية لاحقاً، هنا، عرفت الدولة السورية كيف تستميل "دعاة الوهّابية" إليها من خلال محاكاة شهواتهم الدنيويّة وحب المراكز المدعّمة بصلاحيات واسعة، وهذا ما كان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة