أقامت "الجماعة الرهبانية المارونية رسالة حياة" لقاء لأكثر من 150 عائلة فقيرة لبنانية وسورية وعراقية وزعت خلاله الحصص الغذائية والثياب والحرامات والألعاب جريا على عادتها سنويا في زمن الصوم، ولا سيما في سنة الرحمة الإلهية، بمبادرة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وبرعايته، في المقر العام لدير الحياة الجديدة في إنطلياس.
وقال الراعي: "يسعدنا أن نلتقي اليوم في البيت الأم لجماعة رسالة حياة كي نكرم بعضا من العائلات التي وقعت ضحية الحرمان في وطننا وضحية الحروب في سوريا والعراق، لكي نكون مع جماعة رسالة حياة نعبر عن محبة المسيح التي اختارتها الجماعة منذ تأسيسها وانطلاقها بحسب قوانينها وروحانيتها من سر الثالوث الأقدس، من محبة الآب وحنانه، من نعمة الإبن الذي دعاهم الى نشر كلمة محبته وتجسيدها بالأفعال على هدي الروح القدس، وطريقهم السير على خطى المسيح بالنذور الرهبانية: الطاعة والعفة والفقر نحو المحبة الكاملة.
وأضاف: "هذه هي رسالة حياة، الجماعة التي انطلقت من الإيمان وبإيمانها الكبير تمكنت في زمن قليل، من تأسيس هذه المؤسسة، والتي هي وغيرها من المؤسسات من فضل النعمة الإلهية والمحسنين. لكن الأساس هو إيمان هذه الجماعة العميق بالعناية الإلهية، ومعكم جميعا نحن نحيي هذه الجماعة ونباركها ونشكر الرب عليها، التي تدخل الى جانب رهبانياتنا، مع الكنيسة وبالكنيسة ومؤسساتنا الخيرية والإنسانية والإجتماعية العديدة، حيث أن مؤسسة وجماعة في قطاعها تحمل كلمة الله المعزية، كلمة الإنجيل، الكلمة في خدمة المحبة والرحمة، والتي تنطلق باستمرار، ولولاها، لولا أبرشياتنا ورهبانياتنا، لولا المؤسسات التربوية والإستشفائية والإجتماعية والإنسانية، لما كان بوسع أحد الإلتفات لأي إنسان في حاجته".
وحيا "الجماعة والكنيسة وكل الإرادات الطيبة للمجتمع الأهلي والمجتمع المدني من بلديات ومخاتير ومؤسسات أهلية، التي تضع يدها لمواجهة الكارثة الداخلية التي أشار إليها سيادة راعي الأبرشية في كلمته"، وقال: "ما وصلنا إليه بسبب نوع من السياسة نرفضه، لأنها سياسة الهدم وتفكيك البلد وإفقار المواطنين وتهجيرهم من دون اهتمام أو عناية وكأن العمل السياسي بات عندنا إستبدادا بالشعب".
وتابع الراعي: "نحن نقول شكرا للرب على وجود كل المؤسسات التي تحتضن شعبا ولكننا لا نقبل بإستمرارية هذه السياسة الهدامة للوطن ولشعبه".
ونوه بالمؤسسات "التي وجدت للملمة ضحايا الحروب والإهمال"، موجها كلمة الى الضمير العالمي قائلا: "لا يحق لأحد فرض حروب على بلدان وتهجير شعوب من أرضها وقهرها وتشتيتها".
أضاف: "نحن اليوم نلتقي حفنة صغيرة من إخواننا المشردين من سوريا والعراق، في وقت هناك الملايين من المشتتين على دروب العالم وتحت الخيم وكأنم لا قيمة لهم، فالكبار من أجل مصالحهم السياسية والإستراتيجية والإقتصادية يفرضون الحروب والأسلحة ويهيئون المرتزقة ويعملون على هدم الشعوب.
إنها علامة صغيرة متواضعة من محبة المسيح، من رحمة الله التي يطلب منا جميعا أن نعيشها، وليس فقط جماعة رسالة حياة، أو المؤسسات الإجتماعية والخيرية، وعلى رأسها كاريتاس لبنان، جهاز الكنيسة، بل ومن المسؤولين السياسيين المؤتمنين على الخير العام وعلى مقدرات البلاد، هم مسؤولون عن الرحمة وعن خدمة المحبة".
واردف: "من هذا المكان الذي تمارس فيه المحبة والرحمة في سنة يوبيل الرحمة التي أعلنها قداسة البابا، نوجه هذا النداء الى الضمير العالمي: كفى حروبا وهدما وتهجيرا للمواطنين الآمنين من منازلهم. كفى حرمانهم من جنى عمرهم. وكفى لحكامنا في لبنان مواصلة ما يمارسونه من هدم لمؤسساتنا بدءا من رئاسة الجمهورية، والفراغ بلغ نحو سنتين، وصولا الى تعطيل المجلس النيابي كليا، والى تعطيل الحكومة وتفشي الفساد وهذا ما نرفضه كليا".
وختم الراعي: "جئنا الى هنا كي نعبر عن تقديرنا لهذه المؤسسة الرهبانية في العالم ولكي نلتزم جميعنا، كل من موقعه بخدمة محبة الله ونغرف من سنة الرحمة المقدسة مع البابا فرنسيس المزيد من الرحمة لكي تخرج كل القلوب من تحجرها".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News