المحلية

placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت
الجمعة 18 آذار 2016 - 08:35 ليبانون ديبايت
placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت

14 آذار في ذمة الله

14 آذار في ذمة الله

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

اذا كانت محطة الثامن من آذار استباقاً لحدث 26 نيسان، فان الرابع عشر من آذار لم تكن الا امتدادا لغضب 14 شباط. فمن بدايتهما الى نهايتهما حافظت الحركتان على النمط نفسه من الفعل ورد الفعل تجاه الاحداث منذ 2005 وحتى الامس، حيث تظهر المراجعة الواقعية لتجربة "ثورة الارز"، في المقارنة مع غريمتها الشاكرة لسوريا، بوضوح اسباب سقوطها المدوي بعد 11 عاما وعجزها حتى عن تلبية متطلبات وظيفتها الشكلية.

فنعمة القيادة المعقودة لحزب الله في الثانية تحولت نقمة للاولى، التي "تناتشتها" أهواء الهيمنة على قرارها وتسييرها وفقا لحسابات ومشاريع شخصية، فشل تيار المستقبل الذي شكل عامودها الفقري في ارساء التوازن المطلوب، فتحولت الثنائية الجنبلاطية-الحريرية الى عبء هيمن على القرار العام للحركة دون اعتبار للمصالح المسيحية، بحسب ما تقر به القيادات المسيحية، فيما نجحت حارة حريك في المقابل في الخروج من "شرنقة" الثنائية الشيعية، مريحة حليفها العوني في كل معاركه، حتى مع غريمه بري.

أمر شكل عصب الخلافات بالجملة التي لم تستثن ملفا حتى منها تلك المرتبطة بالسيادة والاستقلال، والا كيف يمكن تفسير التناقضات الى درجة التعارض في ما خص سلاح حزب الله، والتي أقل ما يقال فيها "صقور على المنابر ونعاج في الحوارات المغلقة"؟

غير ان رحلة الانقلابات، التي دقت المسامير في نعش التجمع السيادي، والتي دشنها بيك المختارة الذي حرك "وكر الدبابير" في ايار 2008 عن سبق اصرار وتصميم، لم تنته بانفخات دف العشاق الرئاسي، انما في "الحركة التصحيحية" التي قادها "الشيخ سعد" ضد الوزير اشرف ريفي، آخر رموز زمن التحرير، وما تبقى من انجازات ال2005 المتواضعة، بعدما تكفل "الممانعون" باسقاط الراس الامني اللواء الشهيد وسام الحسن.

قد يكون شهر آذار من الاشهر التي حفرت في الوجدان والتاريخ اللبناني السياسي. اما اليوم وقد دقت ساعة الحقيقة، فان سقوط الثامن من آذار سيسبق خروج مرشحيها من السباق الرئاسي، فيما دفنت الرابع عشر في صورة ذكرى 14 شباط 2016 "الجامعة شكلا".. انه عود الى بدء.. فهل تعود 14 آذار "الاصلية" للعماد عون ويعود اليها بعد أن هجر نسختها "التايوانية"؟

وبعد، الاكيد ان ثورة الارز اصبحت في ذمة الله بعدما ضربت من بيت أبيها وصلبت دون أن تكون لها قيامة لينتصر الرهان السوري على لعبة الوقت وعلى قادة خبر تربيتهم، ولتبقى ذكرى تجسدها صور شهداء معلقة على جدران تتوسطها لوحة ضخمة لمليون ونصف علم لبناني حضروا ذات يوم الى "ساحة حرية" ينفض بعض من يتذكر غبارها كما غبار ذاكرته.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة