ليبانون ديبايت - ميشال نصر
عقب الاعلان عن انسحاب القوات الروسية من سوريا، خرج من يقول ان الانعكاسات ستكون سلبية على الساحة اللبنانية، ذلك ان العمليات العسكرية التي دعمتها القيادة الروسية دفعت بحشود داعش والنصرة الى الجرود الحدودية اللبنانية-السورية بعد ابعاد خطرها عن دمشق، من جهة،كما ان المتضررين من التراجع الروسي سيعمدون اما الى تفجير الوضع على الجبهة الجنوبية مع اسرائيل، او الشرقية مع الجماعات المسلحة بحجة محاربة الارهاب.
عزز هذه الفرضية الانجازات الامنية الاخيرة والتقارير التي تتلقاها الاجهزة اللبنانية معنية عن نجاح عدد من مسلحي " داعش" من جنسيات عربية واجنبية الى الهجرة باتجاه لبنان، بحسب تقارير استخباراتية المانية، وما توقيف القياديين الخمسة في شتورة وما عثر عليه من احزمة ناسفة، سوى خير برهان، رغم تاكيد المحققين انه لم يثبت حتى الساعة ان الخمسة كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات انتحارية، وان الاحزمة هي من "لوازم "عدة الهروب، اذ درجت العادة على ان يفخخ المقاتل نفسه حتى اذا ما كشف أمره عمد الى تفجير نفسه.
اللافت وسط كل تلك المعمعة عودة جبهة النصرة الى الساحة، بعد تراجعها عقب عملية تبادل الاسرى والضربة التي تلقتها من "داعش" ما ادى الى انحسار نفوذها،عبر الشريط المسجل لمدة 36 دقيقة تحت عنوان "ورثة المجد2"، الذي بثته وظهره خلاله امير الجبهة في القلمون جمال حسين زينية المعروف بأبي مالك التلي في مقطع لم يتجاوز الدقيقة.
غير ان الشريط الاعلاني طرح اكثر من علامة استفهام حول مكان تصويره، اذ بحسب المحللين فقد جرت العملية في اكثر من مكان، قبل ان يصار الى "منتجته" بعد تجميع مقاطعه التي تم ارسال الجزء الخاص بالتلي منها والتي صورت في مبنى سكني قريب من مدينة الملاهي سبق له ان اجرى فيه اكثر من مقابلة، وتواجد فيه يوم عملية التبادل، عبر الانترنت الى المسؤول الاعلامي في ادلب، حيث تكشف المعلومات ان احدى وحدات الرصد التابعة للجيش تمكنت يومها من اخذ صورة للتلي كما انه كان تحت مرمى قناصي الجيش الذين تواجدوا في المنطقة، علما ان الاخير كان كثير الحيطة خلال لقاءاته واهالي العسكريين حيث كان يظهر ملثما حرصا منه على ابقاء شكله مخفيا.
واذا كان الخبراء قد اعتبروا ان من بين اهداف النصرة "ايصال رسالة مفادها أن تنظيم القاعدة لم يعد يتخذ من السلاح نهجه الوحيد دون إدراك الواقع المحيط"، بخلاف شريط داعش الذي هدف الى تحريك خلاياه النائمة، فان مصادر عسكرية تطمئن الى ان كل الكلام والسيناريوهات المشبوهة التي ترسم عن عملية من هنا لرفع اسهم مرشح او خرق من هناك غير واقعية وغير صحيحة، لان كل المعطيات تشير الى ان المسلحين عاجزون عن تنفيذ اي هجوم كبير على غرار معركة عرسال،كما ان مواقعهم وتحركاتهم تحت الرصد المباشر للجيش على مدار الساعة، فضلا عن تراجع القدرة العملية الامنية لجبهة النصرة في الداخل الى درجة كبيرة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News