اقليمي ودولي

placeholder

روسيا اليوم
الاثنين 21 آذار 2016 - 18:23 روسيا اليوم
placeholder

روسيا اليوم

لماذا تماطل واشنطن في الحفاظ على الهدنة في سوريا؟!

لماذا تماطل واشنطن في الحفاظ على الهدنة في سوريا؟!

من الواضح أن الولايات المتحدة اعتمدت نظام "المماطلة" في الحفاظ على الهدنة في سوريا على الرغم من ترحيباتها السياسية بما تم التوصل إليه.

يبدو أن شروع روسيا في تنفيذ مبادرتها بسحب الجزء الأساسي من قواتها من سوريا أحبط بعض الخطط والسيناريوهات التي كانت تحاك للإبقاء على القوات الروسية لأطول فترة ممكنة في سوريا. ولكن موسكو اعتمدت سيناريو مغاير تماما يحافظ على مواردها من جهة، ويضمن شكلا من أشكال التوازن على الأرض من جهة أخرى. إضافة إلى الحفاظ على مواقع روسيا كدولة كبرى لها مصالح مختلفة ومتنوعة في المنطقة، والحفاظ أيضا على دور روسيا في أي تسويات سياسية في الأزمة السورية أو في غيرها من الأزمات التي تشعل الشرق الأوسط والمناطق المجاورة له.

وعلى الرغم من استمرار مفاوضات "جنيف 3"، إلا أن انتهاك الهدنة مستمر ومتواصل. وفي الوقت نفسه يماطل العديد من الأطراف في مناقشة المقترحات الروسية للحفاظ على تلك الهدنة والرد على منتهكيها. ما دفع هيئة الأركان الروسية إلي التحذير بأنها ستتحمل بمفردها مراقبة وقف إطلاق النار فى سوريا، اعتبارا من 22 مارس/ آذار الجارى، إذا لم تتلق ردا من واشنطن على ذلك. وأسست هيئة الأركان الروسية تحذيرها هذا على أن "واشنطن غير مستعدة لمناقشة نص مشترك بشأن مراقبة وقف إطلاق النار فى سوريا".

بل وذهبت هيئة الأركان إلى دعوة مسؤولين أمريكيين إلى عقد لقاء لبحث تطورات وقف إطلاق النار. وفي الحقيقة فهذه المقترحات ليست جديدة على الإطلاق، لأن موسكو طوال الأشهر الأخيرة تدعو واشنطن وغيرها من العواصم الغرية والعربية إلى إقامة أشكال مختلفة للتعاون من أجل إيجاد سبل لتسوية الأزمة السورية. ولكن يبدو أن هذه العواصم كانت تعوِّل على بقاء القوات الروسية لفترة طويلة في سوريا، ومن ثم يمكن التعامل مع الأزمة وفق معادلات أكثر مكرا.

إن مماطلة الولايات المتحدة في التعامل مع المقترحات والدعوات الروسية للمضي قدما في تنفيذ الاتفاق الروسي – الأمريكي تعطي انطباعا بأن واشنطن لم تفق بعد من صدمة قرار بوتين بسحب الجزء الأساسي من القوات الروسية. وعلى الرغم من أن الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة لقى ترحيبا واسعا، إلا أن ذلك لا يعني إطلاقا أن واشنطن قد تخلت عن خططها وسيناريوهاتها السابقة، أو حتى التخلي عن حلفائها من "الصقور". بل على العكس تماما: تحاول الولايات المتحدة الالتفاف على الاتفاق للحفاظ على وضع خاص لها من جهة، وكبح جماح الحلفاء لا للضغط عليهم، بل لعدم إفساد الطبخة الأمريكية نفسها من جهة أخرى.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة