خاص "ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
لم يتفاجأ الناس عندما علموا بأن الاعلامية غادة عيد، تخوض تجربة الكتابة الدرامية، لتعالج قضايا الفساد، والافات التي يعاني منها المجتمع.. هي التي عودّتهم دوما على الجرأة في طرح المواضيح، ومعالجتها، هي التي كانت السباقة في برنامج الفساد فرفعت الصوت، وازالت كل الحدود، والخطوط الحمراء، واعلنت حربها على الفاسدين، بالاسماء، والافعال. كذلك لم يشكك احد بامكان فشل تجربة غادة عيد الجديدة، فمن استطاع ان يحصد ويحافظ على اعلى نسب مشاهدة، طوال سنوات طويلة في "الفساد"، سيعود ليحطم الارقام بمسلسل "مبكّل تماماً"، لناحية النص، الاخراج، الانتاج، والممثلين النجوم المشاركين فيه.
وهذا ما حصل، فمنذ عرض الحلقة الاولى من مسلسل "كواليس المدينة" عبر قناة الجديد، اتجهت الانظار كلّها الى الشاشة، زادت الارقام ونسب المشاهدة، وارتفعت اسهم المحطة لتعود بقوة الى الساحة المزدحمة بعد جمود طويل وانحدار, فحصلت النهضة والقفزة النوعية، وانتصرت "الجديد" بفضل غادة عيد مرة جديدة... هذا بحسب قول المراقبين، والمتابعين.. فماذا تقول "الكاتبة" غادة عيد لموقع "ليبانون ديبايت"، عن تجربتها الاولى؟!
" عندما كنت اراقب الدراما اللبنانية، وجدت انها لا تحاكي كثيراً الواقع اللبناني، الذي يعدّ ارضاً خصبة، لاستخراج الموتضيع والافكار والنصوص. فواقعنا فيه الكثير من المفارقات في الطبقات الاجتماعية، كيف هناك فقراء واثرياء جدد، كيف ان السلطة تشترى بالمال، والظلم الكبير الذي يتعرض له الناس، فارتأيت ان انقل الواقع الحقيقي المؤلم كما هو الى الدراما، لما لها من دور مؤثر وجاذب للمشاهدين".
وتحدّثت عيد عن قصة حقيقية، اثرت فيها كثيراً، فقالت:" لمست تجربة انسان قضى خمس سنوات داخل السجن ظلماً، فعانى الوجع، والقهر، وانقلبت حياته كما حياة عائلته رأسا على عقب، فوجدت كم هناك اشخاص يظلمون، ولا احد يشعر بوجعهم، وهذه القصة دفعتني الى عرض 3 قضايا حقيقية، بطريقة مهنية، ومحبوكة جيداً من كل النواحي".
عيد التي اعتادت على طرح الملفات بجرأة، والتي احبها الناس بشجاعتها وقدرتها على اثارة مواضيع "محرّمة"، لم تخف من الضغوطات التي قد ترافق عرض "كواليس المدينة"، وكشفت عن اتصالات عتب تلقتها من بعض القضاة عند عرض الحلقة الاولى، الذين اسفزّهم مشهد " القاضي الشرير"، و"الضابط النزيه"، فقالت لهم " عليكم انتظار الحلقات القادمة، فالمشهد سينعكس لنظهر القاضي النزيه وسنعرض الواقع كما هو من دون تمييز".
واكدت عيد ان " كل شخصية يتناولها المسلسل، تعرف نفسها جيداً، ولن تجرؤ على الاعتراف بذلك، وهي بالتحديد الفئة التي لن يعجبها العمل"، معتبرة ان "المسلسل هو نتاج خبرة طويلة في المهنة، ونضوج، بعد احتكاك لسنوات في قضايا اظهرت الصراع الكبير بين الخير والشر، وفي ملفات شكلت صدمة كبيرة وخضة تماما كملف بنك المدينة، الذي له حصته ايضا في هذا المسلسل".
ورأت عيد ان " من واجبات كل صحافي واعلامي وكاتب ان ينقل واقع المجتمع الحقيقي، بصدق ومن دون تعديل، ليرى القاضي مثلاً كيف لورقة يوقعها ان تنهي حياة مظلوم مع عائلته، وتدمرها، علّه " يعد للعشرة" قبل ان يصدر اي حكم".
وشكرت عيد كل العاملين في المسلسل، ونوهت بجهود الممثلين النجوم الذين احبوا النص كثيراً، وتحمسوا له، فأعطوا من كل قلبهم وتساهلوا كثيرا على الاصعدة كافة سواء المادية، او حتى لناحية الشروط.
اشارة الى ان "كواليس المدينة"، الذي اطلقته "الصدى للإنتاج الفني"، هو من إخراج أسامة الحمد، كتابة وحوار غادة عيد، ومعالجة دراميّة لبلال شحادات. يشارك في البطولة نخبة من الممثلين اللبنانيين في مقدّمتهم كارمن لبّس، وعمّار شلق، وسارة أبي كنعان، ويوسف حداد، ومجدي مشموشي، وطلال الجردي، ووسام حنّا، وميرفا القاضي، وخالد السيد، وغيرهم. ويعرض على شاشة "الجديد" عند التاسعة إلا ثلث مساء كلّ أربعاء وخميس وجمعة.
ويبقى السؤال:" هل تعود الجديد الى المرتبة الاولى مع كواليس المدينة؟".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News