لا يطرح ملف ولا قضية على المسرح اللبناني ايا كان شكله او نوعه سياسيا، اقتصاديا اجتماعيا او حتى ثقافيا الا والخلاف سيده والانقسام يجلله. آخر فصول لبنان المنقسم على نفسه لاحت من بوابة الترشيحات لمنصب مدير عام الاونيسكو خلفًا للبلغارية إيرينا بوكوفا التي رشحتها بلادها لمنصب امين عام الامم المتحدة خلفا لبان كي مون، ذلك ان لبنان الرسمي تبنى ترشيح فيرا خوري لاكوي المتزوجة من الفرنسي جورج لاكوي والموظفة في مندوبية سان لوسي في المنظمة الدولية منذ 20 عاما بعدما زارت لبنان طالبة الدعم الرسمي لترشحها للمنصب في العام 2017، في حين اعلن الوزير السابق غسان سلامة ترشحه أخيراً، علما انه يحظى بدعم عربي واوروبي وحتى من داخل المنظمة نفسها باعتباره شخصية فكرية وسياسية وثقافية مرموقة ويتمتع بخبرة في التعاطي مع الامم المتحدة بعدما مثّل أمينها العام في العراق في ظل الاحتلال الأميركي. فكيف تفسّر السلطات الرسمية تبني ترشيح لاكوي وعدمه لسلامة؟
تقول اوساط في وزارة الخارجية ان السلطات اللبنانية احترمت آلية ترشيح لاكوي وتم التشاور والتنسيق والتواصل مع الجهات المعنية حسب الاصول قبل اعتماد هذا الترشيح. اذ، واستنادا الى الوقائع تقدمت فيرا لاكوي بطلب رسمي لدعم ترشيحها في شهر شباط 2015 خلال جولة قامت بها آنذاك على المسؤولين اللبنانيين، وتبعا لذلك، رفعت وزارة الخارجية في 12 اذار 2015 سيرتها الذاتية مع ملف الترشيح الى رئاسة الحكومة وسائر الوزارات المعنية، اي التربية والثقافة، لاستمزاج رأي الوزراء في شأن هذا الترشيح الذي اعتبرته وزارة الخارجية يتضمّن من المقومات ما يستأهل دعمه. فالمرشحة استاذة محاضرة في جامعة السوربون الفرنسية وأحد اعضاء الفريق المستقل من المستشارين الذي انشأه المجلس الاقتصادي والاجتماعي للامم المتحدة المكلف بوضع توصيات في شأن تطوير عمل الامم المتحدة على المدى الطويل . وتتمتع بكفاءات عالية وخبرة طويلة في المنظمة الدولية وتدير مشاريع للمنظمة بصفتها الاستشارية وترأست مرات عدة لجانا منبثقة من المنظمة كما تعتبر مرجعا في كل ما يتصل بشؤون الاونيسكو وحظوظ فوزها متوافرة.
وتضيف الاوساط: بعد ذلك وخلال العام الجاري، سرت الكثير من الشائعات والمعلومات في ضوء رغبة شخصيات أخرى بالترشح للمنصب وتم تواصل بين بعض هؤلاء والجهات الرسمية اللبنانية . ثم جاء ترشيح الوزير سلامة نفسه مفاجئا لكونه اُعلن عبر وسائل الاعلام وليس من خلال القنوات الرسمية المختصة . وبعد وصول طلب ترشيح لاكوي تكشف الاوساط، عمّمت وزارة الخارجية رسميا ترشيحها على البعثات اللبنانية في الخارج وأوعزت القيام بما يلزم لابلاغ السلطات المعينين لديها بهذا الترشيح وطلب دعمه. بدورها عممت بعثة لبنان الدائمة في الاونيسكو طلب الترشيح على جميع المندوبيات في المنظمة.
وتضيف ان ترشيح لاكوي العلني التزم كل المعايير والاصول وجاء شفافا في آلية طرحه ومحترما المناقبية، في حين ان الترشيحات الاخرى جاءت من خارج هذا السياق، وطرحت تساؤلات حول اسبابها ودوافعها واهدافها خصوصا انها احدثت ضجيجا اعلاميا وخلقت حالا من الانقسام السياسي وضعت المرشحين في مواجهة، لا تفيد حكما لبنان وتطلعاته عبر هذا الترشيح.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News