تشكّل رواية «راقصة داعش» إحدى الإصدارات الأدبية القليلة التي تجرّأت على الغوص عميقاً في كواليس التنظيم الذي يرعب اليوم الشرق والغرب، متناولةً مجموعة من القصص الحقيقية من جوانبها الإنسانية والاجتماعية، على ما تؤكّد صاحبة الرواية الكاتبة الصحافية ومقدّمة البرامج أسماء وهبي.
من الغلاف إلى الغلاف، تحفل رواية «راقصة داعش» بالأحداث والتفاصيل التي تشدّ القارىء إلى عالم محرّم ومجرم، يشوبه الكثير من الغموض. رحلة الكتابة انطلقت مع قصّة مؤثّرة استمعت إليها كاتبة الرواية أثناء عمل صحافي استقصائي كانت تقوم به وتتناول فيه موضوع اللاجئين السوريين.
عالم «داعش»
كيف بدأت المغامرة إذاً؟ تروي وهبي: «تحمل الكتابة الاستقصائية سواء الصحفية أو الأدبية الكثير من حسّ الجرأة والمغامرة. لم أتقصّد أبداً كتابة رواية عن داعش، بل جاء الأمر بعد قيامي بعدد من التحقيقات الاستقصائية عن اللاجئين السوريين، الذين علقوا على الحدود اللبنانية السورية بعد انتهاء حرب عرسال وقبل عودتهم الى سوريا، حيث التقيتُ عند نقطة المصنع الحدودية بمجموعة غارقة في أوضاع مزرية، ومن هؤلاء بطلة روايتي «بتول»، التي حاول حبيبها «عمر» أو المقاتل الداعشي إقناعها بالالتحاق به في مدينة الرقة.
كانت حكايتها اكثر من مغرية للكتابة، ومنها انطلقت للبحث في عمق الحكاية الداعشية، على رغم تحذيرات الكثيرين حفاظاً على سلامتي، الّا أنّ الكاتب عموماً لا يأبه بهذا كله، كونه يكون تحت تأثير سحر الحكاية والكتابة السردية ببعدها الانساني، كما أنني أستطيع الادعاء بأنّ روايتي «راقصة داعش» هي الاولى في العالم التي تتطرّق الى عالم داعش انطلاقاً من بعد اجتماعي إنساني أدبي، لأنّ كل الكتب الصادرة عن داعش تتحدث عنها بشكل تنظيري سياسي من دون أيّ غوص في الأثر الاجتماعي الذي أحدثته في الناس الذين أجبروا على العيش بين مقاتليها أو هربوا من نيرانها الدموية».
الخوف من الرواية!
ولدى السؤال إذا كانت تلقّت تهديدات من داعش أو مؤيديها بعد إطلاق الرواية؟ تفصح: «لم أتلقَّ حتى الآن أي تهديد. على رغم أنّ هذا الأمر متوقع. وأتذكر هنا إحجام إحدى صديقاتي من الوجوه المعروفة عن نشر مباركة لي على الرواية عبر صفحتها في وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن رأت غلاف الرواية، كما أتذكر أنّ أحد أصدقائي في حفل توقيع الرواية مازحني قائلاً: «بتصَوّر معك بَلا الكتاب».
هذا الأمر يعكس بطريقة أو بأخرى حجم الخوف الذي زرعه سلوك داعش الاجرامي وغير المسبوق في عقول الناس وقلوبهم. نحن أمام حالة دموية تفيض بالرعب من دون أن تجد أمامها قوة اجتماعية قادرة على التصدي لها بشكل جدي وحقيقي وملموس. وهذا أحد أسباب إقدامي على كتابة الرواية».
أما عن العنوان فتقول: «بطبيعة الحال العنوان جزء من العملية التسويقية للكتاب. ويجب أن يكون مثيراً حتى يجذب القارىء، وسط كثافة الاصدارات الأدبية. على رغم أنّ الكتابة عن داعش بحد ذاتها تجذب القارىء تلقائياً الى الكتاب، لرغبته في اكتشاف هذا الكيان المرعب، الذي ظهر فجأة مهدداً وعاصفاً ومستهدفاً لأمنه في سوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة. وعنوان الرواية يعكس محتواها أيضاً، كونها مستوحاة من قصة حقيقية لفتاة سورية ارتبطت بقصة حب مع أحد مقاتلي داعش».
الرقص على نار «داعش»
وعن الرسالة التي تريد إيصالها من خلال هذه الرواية، تقول وهبي: «لست ممّن يؤمنون بقدرة الأدب على إحداث تغييرات كبرى. يحقق الكاتب نجاحاً كبيراً عندما يقدر كتابه على تغيير طريقة تفكير شخص ما إزاء قضية معينة من دون بهرجة أو احتفال أو تصفيق.
لقد غيّرتني بعض نصوص أحلام مستغانمي ود. ابراهيم الفقي وغازي القصيبي من دون أن أعرف أيّاً من هؤلاء. وأعمالهم هي التي تبقى في رصيدهم لا بل تكفل لهم الخلود! يكفيني أن يقرأ أحدهم روايتي «راقصة داعش» فيشعر بالصدمة أو التأثّر أو التماثل مع قصص مؤلمة أو حتى ملهمة».
وتختم بالقول: «جميعنا نرقص على نار داعش، والرواية باختصار هي خليط للعديد من القصص الواقعية. كل قارىء لهذه الرواية قد يكون راقصاً محتملاً لنار الإرهاب التي تعصف بنا، لكن على رغم هذا الواقع الأليم أردتُ لروايتي أن تنتهي بأمل كبير للغاية لإيماني بأنّ في نهاية النفق المظلم صبحاً جميلاً».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News