في الضاحية الجنوبية لبيروت، لم تعد الحرب تُخاض فقط في السماء… بل في العقول والبيوت أيضًا.
فهنا، يزداد عدد الذين يبيعون منازلهم يومًا بعد يوم، خشية أن يخسروا بيوتهم بالكامل في أي قصف جديد بحسب تقرير لـ"الشرق الاوسط".
شقق تُباع بأسعار منخفضة، أحيانًا أقل بعشرات الآلاف من قيمتها قبل عام، خوفًا من استهداف محتمل… أو تجدد الحرب بعد هدنة غزة. وتصل نسبة تراجع الأسعار أحيانًا إلى 50 في المئة مقارنة بما كانت عليه قبل الصراع الأخير بحسب التقرير.
أسعار المتر المربع في بعض أحياء الضاحية تراجعت إلى النصف — من 1500 دولار إلى ما بين 500 و700 دولار، وأحيانًا أكثر بقليل في مناطق مثل السان تيريز وحي الأميركان، حيث كان السعر سابقًا يتراوح بين 2000 و3000 دولار للمتر.
صفحات بيع العقارات تمتلئ بعروض، بينما نزحت العائلات نحو الجبل أو أطراف بيروت، وترغب في الانتقال بسرعة، خشية أن تصبح ممتلكاتهم في خطر.
الكثير يفضل بيع شققهم حتى بخسارة مالية، بدل أن يخسروا البيت بالكامل، خاصة بعد أن تضررت شقق عدة مرات خلال الحرب الأخيرة.
وسيط عقاري يؤكد للشرق الاوسط أن العروض ارتفعت بشكل غير مسبوق، بينما الطلب شبه معدوم، ويضيف: "الذين يشترون اليوم هم فقط من ميسوري الحال، ينتظرون انتهاء الحرب ليستثمروا لاحقًا".
وأمام هذه المخاوف، انتقلت بعض العائلات إلى مناطق أكثر أمانًا لتأمين حياة أطفالها، قبل أن يتحول البيت إلى مجرد أطلال.
مع استمرار الغارات الإسرائيلية المتقطعة وعدم صرف تعويضات حقيقية للمتضررين، يعيش سكان الضاحية بين خوفين: خسارة البيت… أو خسارة الأمان.