ليبانون ديبايت - ميشال نصر
لعل الاطلالة الاخيرة لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عبر كلام الناس من اغرب اطلالاته واكثرها اثارة للاستغراب والجدل، بعدما جاءت على نقيض كامل لكل التوقعات والتنبؤات حول مسارها ومضمونها.
فالبيك الذي فجر قنبلة اعتزاله السياسية، بعدما حصل على الضمانات الكافية لتزكية تيمور على العرش الشوفي، في عز المعمعة البلدية، والتزام الوزير السابق وئام وهاب، الذي اختار الرد من منبر الجديد، التزام حدود اللعبة، صدم الجميع بتراجعه "المشبوه" عن الحملة التي بدأها ضد وزير الداخلية والبلديات من جهة، وقائد الجيش العماد جان قهوجي من جهة ثانية، وان كان خيط رفيع يجمع بين الاثنين، يبدأ "بمزحة أمنية" خاطت ذات يوم وصول "العماد" الى بعبدا وانتقال "معاليه" الى السرايا، وكيله المديح للمدير العام للامن العام، المعروف السبب طبعا.
الا ان ابرز ما بين اسطر تلك المقابلة، ما بدأ البيك بنسجه بعيدا عن الكواليس، دافعاً باحد ابرز المحسوبين على محور الممانعة في حزبه للترويج لمعادلته الجديدة، بعد فشل تحالفه مع المستقبل، اقفال السعودية لابوابها بوجهه، ومخاوف تاريخية من تمدد شيعي باتجاه الجبل كان كفيلا عام ١٩٨٤ بتبرير جرف قرى عن بكرة ابيها،خاصة بعد امساك حزب الله "بقمم" الجبل عقب عملية ٧ ايار بعد مكالمة شخصية من اللواء آصف شوكت كانت كفيلة ليفهم "الوليد من الاشارة".
تقوم المعادلة باختصار على ان مواجهة "تلاقي المصالح" السني - الشيعي على تطويقه، يفتح له الطريق باتجاه "تقاطع موضعي مع ثنائية "الجنرال-الحكيم" المسيحية، التي تبقى اهون الشرين، خاصة في حال نجحت التجربة البلدية المشتركة، بعد خبز وملح بدأ من كليمنصو بين "البيك" والصهر الذي "ترقى الى رتبة مواطن"، والذي لا يبدو ان محطته الاخيرة "غذاء راشيا الرياضي" الذي ضم وزير الصحة والعميد روكز، بعدما جاءت نتيجة التحاليل الاولية "للتحالف" مطابقة لمواصفات المرحلة الجنبلاطية.
ووفقا لتلك التركيبة المنبثقة من عبقرية المختارة، يتبادل "طرة" الليرة العونية و"نقشتها" الجنبلاطية، الخدمات وفقا لاجندة مشتركة، تلتزم بموجبها الرابية بالحملة ضد "عماد اليرزة" مقابل تكلف كليمنصو "بشيخ بيت الوسط" ومن حوله، في حفلة زجل رديدتها في معراب، واولى ضحاياها في الجاهلية، الى ان يكتب الله امرا كان في علم الغيب.
هكذا استوعب البيك "كف" الانتخابات وقلب السحر على الساحر، مسقطاً كل الرهانات على تحرير القرى المسيحية من مصادرته لقرارها، بحسب ما رددت طويلا اوركسترا الرابية- معراب، التي رضخت في النهاية للواقعية السياسية الجنبلاطية، الجاهزة للانقلاب على نفسها عند اول منعطف، طالما ان الدفة انتقلت الى تيمور اقله اعلاميا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News