المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الأربعاء 27 نيسان 2016 - 13:07 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

السنيورة: اللبنانيون لن ينسوا سعود الفيصل

السنيورة: اللبنانيون لن ينسوا سعود الفيصل

ألقى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة كلمة في مؤتمر "سعود الاوطان" الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية عن وزير الخارجية الراحل سعود الفيصل، في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض بين 24 و26 من نيسان الحالي الذي حضر افتتاحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وحشد من المسؤولين السعوديين والعرب.

وقال السنيورة: "تاريخ الأمير سعود الفيصل مع لبنان، هو جزء أصيل في تاريخ العلاقة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية. فمنذ الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، أتى اللبنانيون للعمل في المملكة والمشاركة في نهضتها العمرانية والاقتصادية، وذهب السعوديون إلى لبنان سائحين وتجارا وطلابا ومستشفين ومستثمرين".

اضاف: "لقد بدأت علاقة الأمير سعود الفيصل بلبنان ومشاكله، بوصفه وزيرا للخارجية في المملكة، في مؤتمر بيت الدين، في المقر الصيفي لرئيس الجمهورية اللبنانية عام 1976، وكان الأمير سعود هو الذي اقترح إرسال قوات سلام عربية إلى لبنان. وقال في هذه المناسبة ما حرفيته: "ينبغي أن نخالف المثل العربي القائل إن التسوية تتضمن أن لا يقتل الذئب، ولا تفنى الغنم، بل لا بد من أن نقتل ذئب الفتنة الداخلية، ونعيد الاستقرار إلى هذا البلد العربي العزيز، بما يحفظ السيادة اللبنانية، والمقاومة الفلسطينية، ويعين على إعادة إعمار ما تهدم".

وتابع: "بالفعل، فإن قوات السلام العربية التي حضرت، كان من بينها فريق عسكري سعودي وآخر سوداني إلى جانب القوات السورية. وقد بقيت تلك القوات، وخمد النزاع موقتا، وبدأ التفكير في الإعمار بدعم سعودي إلى ان اضطرب المشهد العربي من جديد عندما دخلت مصر في مفاوضات كامب ديفيد، ودخل لبنان والمنطقة يومها في مسار آخر. ولا ننسى في هذا المجال أن إسرائيل شنت عام 1978 عدوانا على لبنان واحتلت جزءا من أرضه ثم تلته الحرب الشاملة التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 1982 والتي أدت إلى احتلال أجزاء إضافية كبيرة من الأرض اللبنانية، وصولا إلى العاصمة بيروت باعتبارها أول عاصمة عربية يجري احتلالها من العدو الاسرائيلي. ولقد كانت للملك فهد رحمه الله مواقف مشهودة خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان وما بعده. فما أن أعلن عن وقف إطلاق النار حتى بدأ السعوديون العمل بتوجيه من العاهل الراحل من أجل إغاثة المنكوبين وإعادة الإعمار في لبنان".

واكد السنيورة "ان المملكة كانت ترى المشهد بكامله، فقد حصلت كامب ديفيد، وخرجت مصر من الصراع العربي- الاسرائيلي، وكان المطلوب إسرائيليا وأميركيا بعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان تصفية بقايا الصمود اللبناني على نيران الحرب الداخلية. ولذلك جاء مبعوثوها وبينهم رفيق الحريري لعمل ثلاثة أمور: إخماد النزاع بين الأطراف اللبنانية، والتوسط بين سورية والأطراف اللبنانية، والتفكير والتخطيط والعمل لإعادة الإعمار. وعلى ذلك انقضت سنوات ست وذهبت الأطراف اللبنانية مرتين إلى سويسرا ومرة إلى دمشق، من أجل عقد اتفاق ينهي النزاع الداخلي، ويصحح العلاقة بين الأطراف اللبنانيين وسورية".

وقال: "كان رفيق الحريري يطوف أسبوعيا بين الأطراف آتيا من دمشق ثم يعود إلى الرياض لإطلاع الملك فهد، والوزير سعود الفيصل على مسودات مشاريع الحلول. وعندما وجد الملك فهد والأمير سعود أن النتائج ما كانت على النحو المرجو، وخصوصا أنه كانت هناك مؤشرات لانقسامات مسيحية جديدة وايضا بسبب تصاعد التدهور الأمني في نهاية العام 1988، فقد كانت هناك حاجة للتفتيش عن حلول مبتكرة. ولذلك، وعلى خلفية هذه التطورات، اضافة الى التداعيات التي بدأ يرتبها طموح قائد الجيش آنذاك الجنرال ميشال عون إلى موقع رئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، كل ذلك دفع باتجاه تشكيل فريق عربي للمساعدة برئاسة الدبلوماسي الجزائري المعروف الأخضر الإبراهيمي، وذلك بعد انعقاد مؤتمر القمة السداسي في الرياض ومؤتمر القمة العربي الطارىء في الدار البيضاء في أيار 1989".

واعتبر السنيورة انه "لولا حرب صدام حسين على الكويت، والتي أنتجت اصطفافات جديدة لصالح الرئيس الأسد، لانتهت الأزمة في لبنان إلى غير رجعة وجرى تنفيذ اتفاق الطائف بحذافيره.

وقال السنيورة: "يتذكر الشعب اللبناني الأمير سعود الفيصل ولن ينساه، لأنه حمل إلى بيروت وخلال فترة العدوان الاسرائيلي في العام 2006 موقف القوة والعزة العربية وأدوات الصمود وإرادة الحياة. فلقد أتى سموه مع زملائه وزراء الخارجية العرب إلى لبنان المحاصر بالحديد والنار الإسرائيلية في تموز من العام 2006 ليقول باسمه وباسم زملائه وزراء الخارجية العرب "لا" قوية للعدوان الاسرائيلي على لبنان، ولا للغدر ولا للاجرام. وليقول العرب جميعا وبصوت واحد نحن إلى جانبكم في مواجهة العدوان وسنعيد معا بناء ما دمره هذا العدوان الإسرائيلي وسنساعد لبنان في إعادة الإعمار السياسي والعمراني. وهذا هو الموقف العربي الثابت الذي ما فتئت تلتزم به المملكة العربية السعودية منذ ذلك الحين وما قبل ذلك بكثير".

واكد "ان المملكة أسهمت بالدبلوماسية القوية والقادرة في التصدي للعدوان الاسرائيلي إلى جانب لبنان واللبنانيين، وفي المساعدة على صدور قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالإجماع وبالشكل والصيغة التي ترضي لبنان. وهي قد قامت ودولة الكويت ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان بدعم لبنان من أجل إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل".

وتابع: "إلى جانب ذلك كله، كان الجهد الكبير الذي بذله المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله والأمير سعود الفيصل، والملك سلمان بن عبدالعزيز حين صار وليا للعهد ووزيرا للدفاع، لتصحيح العلاقات مع النظام السوري بعد خروج جيشها من لبنان، وفي مساعدة وإقدار الجيش اللبناني لكي يستطيع حماية الحدود، وكذلك مساعدة القوى الأمنية اللبنانية من أجل صون الأمن بالداخل وإقدارا لهما من أجل استعادة سلطة الدولة وحدها على كامل الأراضي اللبنانية. وبعد ذلك، واستمرارا على ذات النهج وقف الملك سلمان وما يزال إلى جانب لبنان من أجل إقداره على التغلب على المصاعب الجمة المحلية والخارجية والناتجة عن التداعيات الاقليمية التي كان يعاني منها لبنان وما يزال".

وأكد السنيورة، انه "منذ ثمانينات القرن الماضي، صار الأمير سعود هو لسان العرب في المحافل الدولية. إذا تكلم قيل إن ما قاله هو رأي العرب، وموقف العرب. وإذا تحرك إلى إحدى الجهات العربية أو الإقليمية أو الدولية، فقد كنا نرى جميعا ويرى العالم معنا أن لذلك دلالة ما على هذا الأمر أو ذاك أو هذه السياسة أو تلك".

وقال: "عندما أتذكر الأمير سعود في شخصيته وسياساته أمامكم اليوم، فإني أتذكره يحاول أن يفعل شيئا وسط هذا المخاض العربي القاتم والعاصف. إن ذكرى الأمير سعود بشخصيته القوية والمسؤولة، وبصيرته النافذة، تزودنا بدروس للحاضر والمستقبل. إن علينا أن نعمل كما تعمل المملكة العربية السعودية وعمل الأمير سعود راعي سياستها الخارجية على مدى عقود. علينا أن نعمل بقدر ما نستطيع لكي نستعيد إيماننا بالعروبة المستنيرة رابطة ثقافية ورابطة حضارية وثيقة، والتي تؤمن بدولة المواطنة التي يتساوى جميع مواطنيها بين بعضهم بعضا امام القانون والتي تؤمن بالإصلاح والنهوض والحكم الرشيد. العروبة المستنيرة التي تجمع بين العرب وتحفزهم على رعاية مصالحهم وحقوقهم المشروعة وتعزز تكاملهم السياسي والاقتصادي والأمني واعتمادهم المتبادل لما فيه تعزيز حضورهم ودورهم الاقليمي والدولي وتدافع عن امنهم القومي وازدهار اقتصاداتهم وضمان مستقبلهم في عالم حافل بالمتغيرات والتحولات".

واضاف: "أيا يكن الظرف، وأيا تكن التقديرات، والتقديرات تختلف، وقد تختلف باختلافها المواقف والتصرفات، نحن العرب جميعا محتاجون إلى التضامن العربي، وإلى العناية العربية. ولبنان بالذات محتاج إلى التضامن العربي معه والعناية به، وكذلك تحتاج سورية، لبنان لكي لا يفقد الأمل فيه ويسقط سقطة لا تجبر، وكذلك سورية لكي لا تتحول إلى خراب هائل ومستنقع اقتتال ودمار".

وختم: "رحم الله الأمير سعود الفيصل، سعود المملكة وكل أوطان العرب والمسلمين. وأطال الله عمر الملك سلمان بن عبد العزيز لكي ينتهي معه وبدعمه واصراره وثباته الخواء الذي أنذرنا به الأمير الراحل في قمة سرت عام 2010.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة