كشف قيادي بارز في التحالف الوطني الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي زار العراق، قبل أيام، والتقى رئيسي الوزراء حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري أبلغ مقربين من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بأن الولايات المتحدة لن تسمح بتغيير العبادي وستدعمه بكل الوسائل لمنع الإطاحة به.
وقال القيادي إن بايدن أكد لمسؤولين حضروا لقاءه مع العبادي ولهم صلة بالمالكي أن هذا الأخير يخطئ إذا ظن أن واشنطن ستقبل عودته الى السلطة وخلع العبادي من منصبه عبر اعتصامات واحتجاجات منظمة داخل البرلمان العراقي، مضيفاً أن بعض المسؤولين العراقيين المقربين من العبادي اقترحوا على بايدن عقد لقاء سريع مع المالكي لإزالة سوء الفهم غير أن نائب الرئيس الأميركي رفض ذلك.
وبحسب معلومات القيادي، فإن لقاء بايدن مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم تعثر واكتفى الرجلان بمكالمة هاتفية فيما كان بايدن على بعد 400 متر من مقر معصوم، لأن الأخير ربما يكون دخل في مفاوضات مع المالكي لتنحية رئيسي الوزراء العبادي والبرلمان الجبوري من منصبيهما لتمهيد الطريق أمام تكليف شخصية جديدة برئاسة الوزراء. وأشار الى أن السيناريو الذي سعى المالكي للتفاهم بشأنه مع معصوم هو إقالة الجبوري واختيار رئيس جديد للبرلمان ثم سحب الثقة من العبادي وحل الحكومة، على أن يلي ذلك قيام معصوم بتكليف المالكي بتشكيل الحكومة باعتباره رئيس الكتلة البرلمانية الأكبر، وهي "ائتلاف دولة القانون" التي يتجاوز مقاعدها 95 مقعداً. ولفت القيادي إلى أن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي ينتمي إليه معصوم هو حزب كردي قريب من ايران وله صلة وثيقة بائتلاف المالكي.
وكشف عن أن الديبلوماسيين الأميركيين في بغداد أعلموا بايدن بهذا السيناريو وكان هذا هو السبب الرئيسي للزيارة غير المعلنة والمفاجئة له إلى بغداد، مشيراً إلى أن واشنطن تعتبر إطاحة العبادي إجهاضاً لكل خططها لتوسيع الحرب على تنظيم "داعش". وبحسب معلومات القيادي، شكلت زيارة بايدن العراق صدمة للمالكي وكانت بمثابة إنقاذ للعبادي من السقوط وإحباطاً لمخطط إطاحته.
ولم يستبعد القيادي أن تكون تحركات المالكي مراقبة من قبل الأجهزة الأميركية القوية في العراق لتفادي احتمالين: الأول يتعلق بمدى استعانة المالكي بضباط كبار في القوات المسلحة العراقية في حال بدأت خطواته العملية في البرلمان للانقلاب على العبادي، والثاني يرتبط بشكل حيوي بسلامة العبادي لأن الإصلاحات التي يصر عليها ربما تدفع بجهات متورطة بالفساد داخل الدولة إلى التعرض لحياته. وحذر القيادي الشيعي من أن خطر الإطاحة بالعبادي من قبل المالكي لا يزال قائماً، مشيراً إلى أن الدعم الاميركي الذي جسده حضور بايدن الى بغداد أضعف المخطط الانقلابي لكنه لم يقض عليه تماماً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News