ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، اجتماعا لسفراء الدول العربية المعتمدين في لبنان للبحث في الشؤون الراهنة في لبنان والمنطقة.
والسفراء الذين توافدوا الى بكركي هم: السوري علي عبد الكريم علي، الجزائري احمد بوزيان، السوداني احمد حسن محمد، الاردني نبيل مصاروة، التونسي كريم بودالي، المصري الدكتور محمد بدر الدين زايد، المغربي ممثلا بالقائم بالاعمال مصطفى بن خيي، الفلسطيني أشرف دبور، العراقي علي العامري واليمني علي احمد الديلمي ومن جامعة الدول العربية السفيرين عبد الرحمن الصلح وبشار ياغي.
وألقى البطريرك الراعي الكلمة الاتية: "يسعدنا أن نلتقي معكم في هذا الكرسي البطريركي، وقد اعتدنا على مثل هذا اللقاء مع مجموعات من السفراء متجانسة باللغة أو بالمنطقة، للتعارف والتحاور في الشؤون المشتركة. ويطيب لنا اليوم أن يشمل لقاؤنا سفراء الدول العربية وجامعة الدول العربية المعتمدين لدى لبنان. إن ما يحدو بنا إلى عقد هذا اللقاء وأمثاله إنما هو زياراتكم وزيارات زملائكم إلى الكرسي البطريركي، لسماع رأي البطريرك والبطريركية في الشؤون العامة التي تعنينا جميعا في لبنان والمنطقة. فرأينا من المناسب أن نلتقي معا من وقت إلى آخر.
تؤلمنا جميعا وفي العمق حالة النزاعات والحروب المدمِّرة للحجر والبشر وللثقافة والحضارة في بلداننا. وقد حطمت الأصوليات والمنظمات الإرهابية والخلافات الدامية بين أهل البلد الواحد أواصر وحدتنا وعيشنا الكريم على تنوع مكوناته؛ وشوهت ما بنينا معا من حضارة منذ ألف وأربعماية سنة.
إننا نستصرخ معكم ضمائر الذين يخططون لهذه الحروب وينفذونها. نطالبهم ونطالب جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن العمل الجدي على إيقاف هذه الحروب الهدامة، والسعي بمسؤولية إلى إيجاد الحل السياسي للنزاعات، من أجل إحلال سلام عادل وشامل ودائم في بلدان المنطقة، بدءا من القضية الفلسطينية وصولا إلى النزاع في كل بلد من بلدان منطقتنا العربية.
إيقاف الحروب والحل السياسي وإحلال السلام هي شروط ضرورية بل إلزامية من أجل واجب عودة اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم وأوطانهم، حفاظا على هويتهم وثقافتهم الوطنية وحضارتهم. لبنان من جهته يرزح تحت عبء المليوني لاجئ ونازح من فلسطين وسوريا والعراق، اقتصاديا ومعيشيا وسياسيا وأمنيا. لماذا على لبنان أن يتحمل نتائج هذه الحروب والنزاعات على كل صعيد؟ إن استمرارية هذه الحالة تشكل خطرا كبيرا على لبنان ومؤسساته وكيانه وشعبه.
لا يحق لأحد أن يقف مكتوف الأيدي، ومخنوق الصوت أمام مآسي المنطقة، وخطر الأصوليات والإرهاب، وأمام معاناة لبنان، وبخاصة أمام معاناة اللاجئين والنازحين الذين يعيشون حالات البؤس والحرمان التي لا يمكن أن تطاق، أو أن تتحمل التأجيل. فهي أيضا عرضة لأن تكون حقولا خصبة لاستغلالها من المنظمات الإرهابية والحركات الاصولية.
هذه هي المواضيع المؤلمة التي تجمعنا اليوم بروح المسؤولية للتداول بشأنها، وإسماع صوتنا. فالشكر لكم ولحضوركم. عشتم. عاشت بلدانكم. وعاش لبنان".
وفي نهاية الاجتماع، تحدث سفير فلسطين باسم السفراء فقال: "شرفني الاخوة سعادة سفراء الدول العربية للتحدث باسمهم حول لقائنا مع غبطته حيث استمعنا الى كلمته الشاملة والعميقة التي ادلى بها حول التحديات التي تواجهنا في المنطقة العربية في هذه المرحلة ودار نقاش عميق حول المستجدات وسبل مواجهة التحديات وعلى رأسها الارهاب الذي لا دين له.
وأكد الجميع على محورية القضية المركزية الفلسطينية والادانة للاعتداءات والاجراءات الاسرائيلية الاخيرة وبخاصة على المقدسات المسيحية والاسلامية. كما اشاد سعادة السفراء بموقف البطريركية المارونية الداعم بقوة لحقوق الشعب الفلسطيني والقضايا العربية. واتفق الجميع على دعم الوجود المسيحي في منطقتنا العربية كمكون اساسي وتعميق الوحدة الوطنية التي تضم جميع المكونات والتمني للبنان الشقيق التوافق على ملء الفراغ الرئاسي في اسرع وقت ممكن".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News