هل استسلم سلام الزعتري؟ هل بدأ فؤاد يمين ريجيماً خاصاً؟ هل تمّ تدجين لسان أبو طلال؟ هل انقطع عباس جعفر من الحشيشة؟ هل التقى عبدالرحيم العوجة فتاة أحلامه؟
هل أطلق جنيد زين الدين شركته الخاصة؟ أسئلة كثيرة يطرحها المشاهدون بعد إعلان قرار توقيف برنامج "شي ان ان" بشكل نهائي، ولا يجدون جواباً عليها، هذا من جهة.
وفي الجهة المقابلة، يسود جوّ من الارتياح والطمأنينة بين الأوساط الإعلامية التي بات بإمكانها أخيراً أن تنفّخ سيجارتها على رواق وترتاح من المنافسة الشرسة التي كان يفرضها برنامج "شي ان ان" بمحطته الأسبوعية.
ولّدَ خبر إيقاف "شي ان ان" صدمة فعلية بين أوساط الشباب اللبناني الذي وجَد في البرنامج امتداداً فعلياً لما يَجول في خاطره، وكأنّ ذاك الخبر "يَتَّمه" من البرنامج الوحيد على الشاشات اللبنانية الذي يمكن انتظاره من أسبوع إلى أسبوع، وأحد البرامج النادرة التي يمكن الاستمتاع بها والتعلّم من سخريتها الوقحة ومن تقاريرها الكاريكاتورية الفاضحة.
كان المشاهد اللبناني ينتظر "شي ان ان" ليضحك من قلبه، ولكنْ ليحزن من قلبه أيضاً ويفَتّح عينيه جيّداً من خلال هذا البرنامج الكوميدي الذي لم يستخفّ يوماً بأيّ موضوع تناوله، والذي لم يغرق خلال السنوات الستّ التي أمضاها على الهواء في فخّ التبخير للضيوف... وهو في الأساس لم يستثنِ أحداً من السياسيين والأحزاب والمحطات والفنّانين والمجلّات، وبقيَ يغرّد وحيداً خارج السرب اللاهث خلف الرايتينغ.
كان البرنامج "بروجيكتور" مسلّطاً على السياسة والاجتماع والترفيه والفنّ والثقافة ولقمة العيش والبيئة، وكافحَ لفتح ثغرة ولو ضئيلة في جدار الطائفية والتبَعية والاستسلام.
لم يستسهِل "شي ان ان" صناعة الضحكة ولم يستخفّ أبداً بمشاهديه، بل واظبَ على تقديم مادة إعلامية تروي غليلَ المثقّف وتروّح عن قلوب العمّال. وغزارته الإعدادية والكوميدية كانت تكفي لملء هواء عشرات البرامج الأخرى...
كان "شي ان ان" علامة فارقة في اللعبة الإعلامية الحديثة، "ومنيح يلّي وقف"، لأنه ربّما حان الوقت لينتقل فريق العمل إلى شاشة تُمكّنه من الحصول على مزيد من المساحة الإنتاجية والتمويل لتتوسّع قدرته على التأثير بشكل أكبر على الرأي الجماعي، والمشاركة أكثر في خياطة النسيج الشبابي اللبناني المستقبلي...
الحمدلله أنّه تمّ إيقاف البرنامج حتى "تِحلى اللعبة أكثر"، ولكن إذا كان هناك قرار أكبر بقطع نسلِ البرنامج، فللإعلام اللبناني نقول "إنسَ يا فوفي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News