غيّرَ استعمالُ الهاتف النقّال وجه الحبّ، فسهّلَ التواصل بين الحبيبين من جهة، ولكنّه خلقَ أسباباً للغيرة والمشاكل من جهة أخرى. هي ترسِل رسالة، وتتأكّد من أنّه تلقّاها، تنتظره ليجيب فوراً وتشكّ في حال تأخُّره... تراقب حديثه معها عبر الهاتف للتتأكّد من مكان وجوده. إنفتاح العالم على التواصل منَح الحبيبين فرصة اللحاق ببعضهما البعض عبر الزمان والمكان، إنّما في المقابل سهّلَ التعرّف إلى شريك آخر، وفتحَ الباب واسعاً أمام الخيانة وتفجير الضجَر الزوجي بعلاقات جمَّة يكون مركزها الأساسي الهاتف النقّال.البحث في هاتف الشريك بات رغبة ملحّة تنتاب كلَّ مَن يشكّ في حبيبه، أو كلّ من يَدفعه فضوله الحارق إلى معرفة مع من يتواصل هذا الأخير وبأيّ نوع من الأحاديث. تكشف دراسة أجراها محرّك البحث "ياهو" عام 2012 أنّ فرنسياً أو فرنسيةً من كلّ 5 فرنسيين يبحث في هاتف الشريك، علماً أنّ النساء أكثر فضولاً من الرجال وأشدّ رغبةً في سبرِ أغوار هاتف شرَكائهنّ.
لا أسرار
تتحدّث خبيرة الإتيكيت كارمن حجّار رزق عن حسن استعمال الهاتف النقّال في إطار العلاقة العاطفية، وذلك لضمان المحافظة على الحبّ والارتباط. وتؤكّد حجّار أهمّية إلغاء كلمة السرّ التي تُقفِل الهاتف، بين الحبيبين.
فمِن الضروري أن يعرف كلّ شريك كلمة سرّ هاتف الآخر، لأنّ إمكانية اطلاعِهما على محتويات هاتفَي بعضهما البعض تخفّف من حدّة الشكّ وتفسِح المجال واسعاً أمام إرساء الشفافية بينهما.
الحديث بحضرة الشريك
وتُنبّه خبيرة الإتيكيت من استعمال الهاتف بطرُق تَفتح عينَي الشريك على الغيرة والشكّ: "لا يجب أن يبتعد أحد الشريكين ليجيبَ على هاتفه بعيداً من الآخر في حال كانا سويّاً، فهذه الخطوة تعزّز الشكوك".
تركُه جانباً
يُذكَر أنّ أسباب غيرة المرأة وامتعاضها من هاتف زوجِها تخطّت احتمالَ استعماله الهاتف منصّةً للخيانة والتحادث مع نساء أخريات، لتصبح غيرةً وامتعاضاً من الهاتف نفسه.
فبعض النساء يستأنَ لأنّ الحبيب يمضي وقتاً طويلاً وهو يمسك بهاتفه وعيناه جاحظتان على الشاشة الصغيرة يتابع الرياضة والسياسة وأخبار المجتمع عبر وسائل التواصل. باختصار تَعلّقُه بهاتفه وصَل إلى حدّ الإدمان، فهو ينشغل به ولا يكترث لها، ما يُشعِرها بأنّ الهاتف ينافسها ويسلب منها اهتمام زوجها. وفي هذا السياق تنصَح خبيرة الإتيكيت بالابتعاد عن الهاتف النقّال أثناء الجلوس مع الحبيب لمنحِه الوقتَ والاهتمام.
تطمين الحبيب
علماً أنّ الهاتف الخلوي يَسمح لأيّ شريك بالاتصال بشريكه في كلّ مكان وزمان، ما يجعل الاطمئنان الدائم على الحبيب واقعاً يُعاش يومياً، لا بدّ من الإشارة إلى أهمّية أن لا يهملَ أحد الطرفين طمأنَة الآخر وإعلامَه في حال تعرّضِه لتأخير في العمل، أو لظروف قاهرة تَحكمه بالتخلّف عن الحضور في الوقت المحدّد إلى لقاء أو إلى المنزل. فمِن المهم استعمال الهاتف لتبديد قلقِ الشريك وليس لزيادته من خلال عدم الردّ عليه أو تجاهلِ اتّصالاته المتكرّرة.
العشق عبر الهاتف
إلى ذلك تشير خبيرة الإتيكيت إلى لفتاتٍ صغيرة وبسيطة تُعزّز الحبّ عبر الهاتف وتقود إلى جوّ مِن التماسك والرومانسية، ومنها استبدال إسم الحبيب المسجَّل على الهاتف بكلمة «حبيبي»، أو «حياتي» أو «Chéri»، بالإضافة إلى بدء المكالمة معه بالتعبير عن الحب من خلال اعتماد كلمات «حبيبي» و»حياتي» أثناء مخاطبته، وإنهاء المكالمة بالتعبير عن الأشواق أيضاً و قول Miss u ،Love u... كما تَلفت حجّار إلى جمال الغَزل ورومانسيته عبر الهاتف.
الحبّ للشريك
وفي حين يستعمل عدد كبير من الناس الحقلَ المعجمي للحبّ: حبيبي، حياتي وعمري... في الحديث مع أيّ كان عبر الهاتف، تُذكّر كارمن حجّار بأنّ هذه الكلمات مخصّصة لمخاطبة الشريك، ولا يجب أن تكون محطَّ كلام يُكرَّر على مسامع جميع من نتحدّث إليهم.
كما تتطرّق إلى أهمّية حسنِ استخدام الرموز الإنفعالية Emoticons وخصوصاً منها الوجوه التي ترسِل القبل أو تلك المتّسِمة بقلوب حمراء. «فالقلوب والقبلات ترسَل للأحبّاء وليس للمعارف من أصدقاء أو زملاء من جنسَين مختلفين.
ولا نبعَث بوردة حمراء مثلاََ لمن ليس زوجاً أو حبيباً أو خطيباً، ونستبدل الوجه المزيّن بقلبَين أحمرين بوجه مبتسم يُرسَل للأصدقاء والزملاء أو حتّى الزبائن في العمل».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News