ماذا عن الاستحقاق الانتخابي في عرسال؟

ليبانون ديبايت - لارا الهاشم

لا يشبه الاستحقاق البلدي في بلدة عرسال اي استحقاق آخر حتى في القرى البقاعية الحدودية المجاورة. فالمعركة العائلية التي تطغى عليها السياسية تتركز بشكل اساسي على الهاجس الامني، اذ ان التجربة التي خاضتها عرسال ولا تزال تدفع ثمنها نتيجة تغلغل المسلحين فيها وتطويقها من قبل الجيش لحماية اهلها من المجموعات المتطرفة في الداخل والخارج، تشكل اليوم العبرة بالنسبة للعراسلة لتحديد خياراتهم.

في عرسال تتنافس ثلاث لوائح: الاولى يترأسها رئيس بلدية عرسال الحالي علي الحجيري المعروف "بأبو عجينة" والثانية مدعومة من تيار المستقبل اما الثالثة فيترأسها رئيس بلدية عرسال السابق باسل الحجيري المحسوب على الجماعة الاسلامية، الا ان الساعات الاخيرة شهدت محاولات لدمج لائحتي المستقبل وعلي الحجيري لكنها باءت بالفشل بسبب الخلاف على بعض التفاصيل. منسق تيار المستقبل في عرسال بكر الحجيري يشير في اتصال مع ليبانون ديبايت الى ان المساعي لا تزال مستمرة الا ان المفاوضات قد تنتهي بترك تيار المستقبل الخيار لمناصريه مفتوحا لأن الحذر يصبح واجبا عندما يتصل سير الامور بالحسابات العائلية.

يبدو "الريس" مرتاحا للوضع الامني كما لحظوظه على الرغم من الصورة السلبية التي واكبت ولايته ان كان بالنسبة لاتهامه بقتال الجيش او بالنسبة لتحميله مسؤولية ما آلت اليه البلدة من تدهور اقتصادي وامني واجتماعي. يقول علي الحجيري في اتصال مع ليبانون ديبايت "انا جيش لبناني وانا والجيش بيت واحد، فسجلي نظيف واخوض الانتخابات بشكل طبيعي"، جل ما يخشاه هو ضيق مراكز الانتخاب.

فدقة الوضع الامني استدعت جمع خمس مراكز انتخابية (واحد في الحي الشرقي واثنان في الحي الشمالي واثنان في الحي الجنوبي في الاساس) في مركزين: الاول في مدرسة المهنية في الحي الشمالي حيث سجّل 8600 ناخب والثاني في جوهرة الادب في الحي الجنوبي حيث سجّل 6800 ناخب، كلاهما في منطقة راس السرج الخاضعة بالكامل لسيطرة الجيش اللبناني حرصا على سلامة المقترعين، الا ان البعض يتخوف من تأثير زحمة المقترعين هذه سلبا على سير العملية الانتخابية وعلى نسب الاقتراع.

فكما تروي احدى الفعاليات العرسالية لليبانون ديبايت يبدو الوصول الى المهنية مرهقا اذ يقتضي السير مسافة كيلومتر نظرا لمنع ادخال او ركن السيارات عدا عن ضيق المركز الانتخابي، اما في جوهرة الادب فثمة سلّم واحد وباب واحد و"كوريدور" ضيّق ما قد يساهم في افشال العملية الانتخابية نظرا لحالة الاكتظاظ، عدا عن ان الوصل الى المركزين في رأس السرج يتم عبر طريق واحد لكل ابناء عرسال . لكن المصدر عينه يرجح ان يصب هذا العامل في مصلحة علي الحجيري، اولا لان من ليس لديه مشروعا سياسيا او ليس متحمسا قد يفضل تجنب الازدحام وثانيا لان "جب" علي الحجيري المعروف "بجب ابو علي" هو الاكبر في البلدة وقد يضخ له حوالى ال 900 صوت. اما بالنسبة للعوامل الاخرى التي قد تلعب لصالحه فهي ما يحكى عنه من ضغوط تمارس لشراء بعض المرشحين، اضف الى ذلك الكلام عن تلاعب في القوائم الانتخابية التي وردت في نيسان الماضي والتي تبين انها مختلفة عن تلك التي صدرت في اذار وفقا لاحد مخاتير البلدة.

"ابو عجينة هو الاقوى"! هذا ما تردده مصادر امنية وحتى محلية خصمة، اما مسؤول الحزب الشيوعي في عرسال خالد البريدي فيقول في حديث لليبانون ديبايت ان حظوظ لائحة العائلات برئاسة باسل الحجيري اوفر حظا على الرغم من دعم تيار المستقبل لعلي الحجيري من تحت الطاولة. فنبض الشارع ناقم اليوم على سياسة البلدية السابقة ويأمل في ان يخرجه مشروع باسل الحجيري من الازمة الواقعة وينهض بالبلدة عبر المصالحة مع المحيط وتنظيم وضع النازحين، "فيما تيار المستقبل حريص على فوز علي الحجيري من اجل الحفاظ على ال "ستاتيكو" القائم عبر ابقاء عرسال بؤرة امنية يستخدمها متى دعت الحاجة كما يقول البريدي" ، الذي يصف الكلام عن احتمال حدوث خرق امني "بالتهويل والترهييب الفكري" للناخبين من اجل ثنيهم عن احداث اي تغيير في صناديق الاقتراع.

وبين الواقع المهتز الذي منع البعض من الترشح مجددا خوفا على امن عائلته وناخبيه نظرا لتوجهاته السياسية وبين الكلام عن مجرد "تهويل"، تبقى للجيش اللبناني المهمة الاصعب لضبط الامن عبر تعزيز انتشاره في الاطراف وتكثيف دورياته في الداخل للاستطلاع ومواكبة العملية الانتخابية كما تشير المعلومات.