أمن وقضاء

placeholder

أدهم جابر

السفير
الثلاثاء 10 أيار 2016 - 08:30 السفير
placeholder

أدهم جابر

السفير

جنون "الرصاص الطائش"!

جنون "الرصاص الطائش"!

وأنت تغمض عينيك استسلاماً للموت، قد لا يتساءل كثيرون، كيف كنتَ هنا ثم رحلتَ عن عمر لم يطُل أكثر من سنواتك العشر. فأنت قد تكون مجرد طفل نازح.

فهل هو القضاء والقدر، أم أنّ هناك موتا لا يُمكن تداركه في بعض الأحيان؟...سؤالٌ لن يجيبَ عنه الطفل حسين العيسى الذي غادر سوريا مع عائلته هرباً من الحرب، ففاجأته رصاصةٌ طائشةٌ استقرّت في رأسه ذات خميس في وادي خالد، ليخطفه الموتُ من حضن أمه.

مرةً أخرى، قد تليها مرّاتٌ عديدة، يسقط فيها أطفالٌ برصاص «الطيش». مرة أخرى لا يحرّك أحدٌ ساكناً لوقف الجنون «السائب» في أزقة الأحياء، وفي شوارع المدن الرئيسية. وقد امتدت هذه «الهيستيريا» إلى كل مكان إذ سقط أخيرا قتيلان من طرابلس نتيجة لهذا السلاح المتفلت.

فمن لا يذكر قتلى وجرحى الرّصاص المُبعثر في الهواء عند كلّ إطلالةٍ لهذا الزعيم أو ذاك السياسي، أو عندما تجتمع زمرة مجانين في عرس.. وأحيانا خلال تشييع، وأخرى عند فوز بانتخابات بلدية واختيارية، ولكم دفع أزيز الرصاص أسرا بأكملها إلى الملاجئ خوفا من الموت العشوائي؟!.

إنه جنون الرصاص. جنون لا يضع حدا له عوز أو فقر. الكثيرون ممن يسرعون إلى السطوح لإطلاق الرصاص تمجيدا وتبجيلا، ينفقون في كل مرة ما يعادل المئة دولار ثمن الطلقات، يحرمون أولادهم من مبلغ قد يكونون بأمس الحاجة إليه. مع ذلك ينتشون عند الانتهاء من تفريع هوسهم في الهواء. أما المبجّل فيكتفي بالتمني بعدم إطلاق النار. والدولة في سبات لن تصحو منه في المدى المنظور.

حسين العيسى، باتينا رعيدي (8 سنوات)، منير حزينة (5 سنوات)، محمد البقاعي (ست سنوات)، زهراء شهاب (عامان)، وغيرهم.... قلة من عشرات الأطفال الذين قضوا برصاص طائش طاردهم من الطرق والساحات والأماكن التي يلهون فيها إلى شرفات منازلهم. هناك عاجلهم الموت في غفلة. وكأن اليد التي داست على الزناد أبت إلا أن تقدم الطفولة قربانا على مذبح زعمائها.

رصاص الطيش، شبحٌ يلاحق اللبنانيين وأطفالهم أنّى كانوا.. فهل من جهة رسمية تتكفّل بضبط جنون السّلاح المنتشر بلا حسيب أو رقيب، لا لتمنع، إنّما لتحدّ من هذا القتل الغادر الذي يمارسه مرضى لا يصح فيهم سوى المثل معدلا: «السلاح بإيد... بيقتل»!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة