ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، الاجتماع الدوري للهيئات الاقتصادية، في حضور المطران سمير مظلوم. تركز الإجتماع، كما اوضح الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي، على البحث في توصيات القطاع الزراعي.
وكانت كلمة للراعي رحب فيها بأعضاء الوفد، وهنأهم "على معرفتهم الواسعة بالشأن اللبناني والشرق أوسطي، وزيارتهم لبنان، وبالتالي على شجاعتهم لقدومهم إلى لبنان بالرغم من الإشاعات الخاطئة التي تصدر عن الوضع هنا، بسبب الحروب الدائرة في سوريا والمنطقة".
وأضاف: "هناك الكثير من الكذب في العالم، ندعي أننا نحارب الإرهاب وفي الوقت نفسه نغذيه. وقد عشنا معكم أحداث بلجيكا وأحداث باريس بكل أسى، لنرى أن الإرهاب لا حدود له. قيمة لبنان تكمن بالرغم من كل شيء، في هذه البيئة الشرق أوسطية المسلمة، أنه وحده يفصل الدين عن الدولة. إذا إنه نظام ديموقراطي تعددي، ويحترم كل الحريات العامة وحقوق الإنسان، وهو نظام منفتح على كل الثقافات. وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني: "لبنان أكثر من بلد، لبنان رسالة". فالميثاق الوطني يضمن هذه التعددية والعيش المشترك في لبنان. غير أننا مهددون من الخارج".
أضاف: "الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ترك لنا في لبنان نصف مليون لاجئ فلسطيني، يعيشون في مخيمات البؤس، ويحملون أسلحتهم الثقيلية والخفيفة، مع ما تشكل من خطر على البلد. والحرب الأهلية في لبنان بدأت بين الفلسطينيين والجيش اللبناني والشعب اللبناني. وما هو ذنب الشعب اللبناني لاستقبال هذا العدد الهائل من اللاجئين؟ والأسرة الدولية ترفض حل هذه المعضلة. وهناك مشكلة جديدة هي الصراع العربي-الإسرائيلي، إذ إن إسرائيل تحتل الأراضي السورية والفلسطينية، بالرغم من وجود قرارات دولية تلزمها الانسحاب من هذه الأراضي، في حين أنها ترفض تطبيقها. لنصل إلى أحداث الربيع العربي، التي بدأت بتظاهرات شعبية في العامين 2011 و2012. وقد بدأ الشعب بصورة سلمية بالتظاهر للمطالبة بالإصلاح السياسي، وبين ليلة وضحاها، خرقتها وحولت مسارها مجموعات إسلامية متطرفة وإرهابية. والحرب اليوم هي بين الأنظمة والتنظيمات الإرهابية والشعب. فضلا عن الصراعات بين السنة والشيعة. ولكن التهديد الأكبر لدينا هو وجود أكثر من مليوني نازح سوري، ومع أعداد اللاجئين الفلسطنيين، الذين أصبحوا يعادلون نصف أعداد الشعب اللبناني. أي تركيبة ديموغرافية؟ أي ثقافة؟ أي ظروف عمل؟ أي حياة إقتصادية؟ مساحة لبنان هي 10452 كلم2، مقسمة بين جبال ووديان وخط ساحلي ضيق. إنه تهديد كبير للهوية اللبنانية والثقافة اللبنانية وللحياة السياسية اللبنانية. علما أننا إلى جانبهم على الصعيد الإنساني".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News