أراد وسام حنا أن يسرق الأضواء على الساحة المحليّة بدور البطولة المنفرد في تقديم برنامج ترفيهي على شاشة LBCI، وإذ بنا نكتشف أنّ كلّ ما سرقه هو بيضة مكسورة ببطولة مميزة في برنامج هزيل عالق في آلة زمن تعود بنا إلى الماضي السحيق.
في كلّ الأدوار التمثيلية التي لعبها وسام حنا، كان حقيقة «جنتلمان» بأخلاقه ومهنيته وحرصه على أداء الأدوار بإخلاص تام. وفي برنامجه الجديد «حسابك عنّا» يحافظ حنا على مهنية مميزة في أداء دوره، وعلى احترام فائق للمشتركين فيعاملهم كأفراد وليس كسلعة تلفزيونية، يخاطب المشاهد والضيوف بصوت مقدّم لا يريد التمثيل على الحاضرين... باختصار، مثلما نجح وسام حنا في التمثيل، يبشّر التقديم السولو في البرنامج الجديد بمقدّم بارع، ولكن بلا برنامج.
من الممكن أن تكون الديموغرافيا اللبنانية تحنّ إلى برامج الألعاب والترفيه التي لمع نجمها في الثمانينات والتسعينات، ووارد أيضاً أنّ القحط الإعلامي دفع القيّمين على المحطة للمخاطرة بهكذا «فورمات» في 2016... ولكن المشكلة أنّ البرنامج نفسه ليس مكتملاً وتنقصه كميّات هائلة من الإثارة والتشويق ليدخل خرم إبرة الترفيه الحديث المحكوم بالتكنولوجيا.
تدور فكرة البرنامج حول منافسة ما بين الحماة والكنّة للفوز بمبلغ من المال يسدّان به ديون الزوج... «بليز» خفّضوا نسب «الميسوجونية» قليلاً، فحتى وإن كانت المرأة موضوعة في وسط «الكادر»، إلّا أنّ إبن الحماة وزوج الكنّة يُعامَل مثل هارون الرشيد، ويتنافس أهم وجهان نسائيان في حياته لدفع ديونه، فيما يستلقي بكرشه على كرسي بين الحضور في انتظار غلّة آخر الحلقة.
لماذا لا يضمّ البرنامج بعض الألعاب الجسدية، غير الإجابة عن الأسئلة حول مقاس رجل «الزوج الإبن» وأكلته المفضّلة وقوّة رائحة إبطه وميعاد نومه المفضّل، لماذا لا يضم ألعاباً يمكن أن يُحشر فيها الرجل بين أمه وزوجته، أو منافسة الأخيرتين في ما بينهما لزيادة حماستهما قليلاً ورفع مستوى التشويق في برنامج نصف فقراته مكرسحة؟
وسام حنا هو العنصر الأعزب الوحيد في البرنامج، أمّا الباقون فـ«مِتزوّجين وشِبعانين»، ولعلّ هذا ما يفسّر الطاقة الجميلة التي يتمتّع بها طوال فترة العرض ولا يستطيع انتزاعها من المشتركات اللواتي يرفعن نسب الملل ببرودتهنّ المتمادية. وسام حنا هو العنصر الوحيد الناجح في برنامج يُكسب مشتركيه مالاً (ياي) ولكن لا يُكسبنا ترفيهاً... ألله يرحم برامجك يا رياض شرارة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News