هل تمت تصفية بدر الدين من قبل حزب الله؟

شكك محللون سياسيون وعسكريون، بنتائج التحقيقات التي أعلنها حزب الله اللبناني الإرهابي، اليوم السبت، حول سبب مقتل القيادي العسكري البارز فيه مصطفى بدر الدين، قرب مطار دمشق.

وقال حزب الله اللبناني على موقعه الرسمي إن التحقيقات "أثبتت" أن الانفجار الذي استهدف أحد مراكزها بالقرب من مطار دمشق الدولي وأدى إلى مقتل بدر الدين "ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة".

وقتل بدرالدين الذي يعد أبرز مسؤول عسكري للحزب في سوريا، في انفجار كبير وقع قرب مطار دمشق الدولي. وشارك الآلاف في تشييع جثمانه بالعاصمة اللبنانية بيروت.

ويرى محللون أن البيان كان فضفاضاً، ولم يشر إلى مقتل غير بدر الدين، مشكوك بصحته وصحة المعلومات التي نقلها، خاصة أنه لم يتحدث عن مقتل مرافقين لبدر الدين، أو أي ضحايا آخرين كانوا برفقة المسؤول الذي من المستحيل أن يكون وحيداً في المكان، خاصة في ظل أخبار تخالف بيان الحزب قالت إنه قتل برفقة حراس ومقربين له.

وقال أستاذ العلوم السياسية حسن الخالدي إن بدر الدين تم تصفيته بتخطيط من قيادة الحزب، نظراً للانقسامات التي يعيشها الأخير منذ فترة، واستلزمت تصفية القيادات التي تقف وراء اغتيال الزعيم والسياسي اللبناني البارز رفيق الحريري عام 2005.

وأشار الخالدي إلى أن الحزب أراد إغلاق ملف الحريري من خلال اغتيال عماد مغنية وبدر الدين وقيادات أخرى متهمة بمقتل الحريري.

وبدأ واضحاً الارتباك الذي يعيشه الحزب بعد أن نشر نتائج تحقيقاته بخصوص مقتل بدر الدين، حيث قال إنه قتل بقصف مدفعي، على العكس مما ذكرته صحيفة الأخبار التابعة له التي أشارت إلى أنه قتل بصاروخ موجه شديد التطور، وأن هذا الصاروخ يعمل "وفق آلية تجعل منه أقرب إلى القنبلة الفراغية".

وقالت الصحيفة في تقريرها إن مصطفى بدر الدين لم تبد عليه إصابات تنتج عن انفجار، بل مجرد نزف في الأنف والعينين، كما ذكرت الصحيفة.

وأحدث مقتل بدر الدين في المنطقة التي تعتبر تحت سيطرة الحزب والنظام السوري (الحليفان)، بلبلة في صفوف الحزب، وفق ما تناقلت صحف لبنانية، التي قالت إن مكان التفجير الذي قتل فيه مصطفى بدر الدين "هو واحد من أكثر المناطق أماناً وتأميناً، ليس في العاصمة، وإنما في جميع أنحاء سوريا".

كما أبدت وسائل إعلام استغرابها عن إعلان الحزب مكان إقامة مصطفى بدر الدين في الوقت الذي تحرص فيه على عدم إعلان مكان تواجد قادتها، خاصة القيادي الذي يعتبر خليفة مغنية، وكونه مطلوب للعدالة الدولية بتهمة اغتيال الحريري.