مختارات

الأحد 15 أيار 2016 - 08:58 الديار

لبنان المهدّد باللعم!

placeholder

ما لم يتوقف الكر العكسي للايام، ويعود صاحب الكرسي الاولى الى حيث كان فعلى لبنان الرحمة، وللمواطنين الصبر والسلوان.
فاللعنة على مَن تخلّى عن «العنان» اللبناني لكائن من كان، في عالم، تتحكم به الغرائز القاتلة مقابل كسب غير مشروع... بالتأكيد.

ننتقل من السجع الكلامي لنبدأ بألف الابجدية عن لبنان الذي اكتشفها، فمارسها «بالنهي عن المعروف، والامر بالمنكر» حتى وصلنا الى ما نحن عليه من حروف «العلة» ومشتقاتها.

تكتشف الفضائح على فظائعها وسلبياتها المؤلمة جداً، وتستمر طويلاً كما في «الانترنت» والنقابات والنفط والنهب، لتقفل الملفات... على «زغل» قانوني وصحي، واخلاقي، لنحس بعد ايام... ان الحياة السياسية قد تحولت الى أعجوبة ثنائية يكمن فيها الطموح الى المآل، والجهد للفلفة ما يعرف بالتقسيم الرضائي الذي لا يسكن على الحضيض الا في لبنان المتسامح مع لصوص حكموا، وما زالوا يتحكمون برقاب المواطنين.

حجم العيون لا يتغير منذ الولادة، لكن حجمي الأنف والاذن لا يتوقفان عن النمو، في بلد كبر صغيره، واغترب كبيره، ومات مريضه، ويشتري ما لا يحتاج اليه، ويبيع ما يحتاج اليه، ويصرف دون حساب، ويفتقر دونما يدري، ويشكو أمره للدهر احتجاجاً على عدل غائب عن السمع.

وكما البكاء لا ينفع بعد الوصول الى المقبرة، فالدمع في الاعراس اللبنانية يكرج كالشلالات من العيون، حيث الاصابات لا تُعدّ ولا تحصى، ولا من غير الحمار يعلم من التكرار.
حتى الزواج بأكثر من امرأة غير معمول به شرعاً مسيحياً، فهو يتم «مقسّطاً» في المجتمع المسيحي، ومفذلكاً بحيث يصبح الزواج بأربع عدلاً لا بواحدة اذا عدلوا.
ولان «التفذلك» من الأمور المتبعة، في الجمهورية اللبنانية، تلقّف المسيحيون الأمر وقرروا ان يعدلوا بأربع، لا بواحدة، وذلك عبر الطلاق بالمحاكم الشرعية. فالزواج المدني المتكرر فالتبديل الايماني... وصولاً الى بيت «القصيد» حيث يُصلّي ركوعاً، امام المعبود... الثاني في عالم المال.

وكما ان الحاجة أم الاختراع، ركب لبنان المحتاج... قطار الخليج العربي، فضاع بين وهاب لعقيدة، ووهاب يطرب، وفقد البوصلة، بين آل البيت، واهل الصحابة، وشطط بين فرس وشيعة، ولم يجد حتى اللحظة مخرجاً يقيه المخاصر المحدقة به دولياً، واقليمياً وعربياً وداخلياً، سوى الاعتماد على الظروف وملابساتها الصهيونية... والتي تكشف يوماً، بعد يوم، عن ربيعها العبري المرسوم، لما بعد «سايكس بيكو» لكي يتخذ موقفاً يقلّل من مضاره الداخلية.

ننتهي بمسك الختان... والختام: لنعلن بما لا يقبل الشك: ان لبنان ابتنى العلالي، وهو يستحق غلاف «غينتس» لأنه اكتشف في أبجديته السياسية، من يوافق على العمل في جهنّم اذا كان البدل عادلاً.

اعتمد «اللعم» بديلاً عن «اللاّ والنعم». ومارس الشيء وضده. يدين بالديموقراطية ولا يستحي، من فراغ رئاسي، وتمديد نيابي، واستحالة حكومية، وعدالة تحتاج الى عدالة، ولا من جحا تعلم من ابيه.

علمتنا الايام على قساوتها، ان «الرِجل» لا تدبّ الا مطرح ما تحب. وان الرجال في اقوالها غير ما في باطنها، الامر الذي ادى بالوضع القائم في البلاد الى ما هو عليه من «لعم» كاد ان يتسبب في شرخ بين التيارالوطني الحر، وحزب الله، الذي التزم بدعم حلفائه وليس بمن يتحالفون معهم.
ان «اللعم» الذي اعتمده البعض، من أهل السياسة في لبنان، اوصلنا الى حافة الهاوية الصهيونية، التي تعمقها الاحداث... المرسومة لتلهي كبار العارفين عن وقف الهدر دون معالجة لرؤى الاقزام فكرياً.

وكما لون الزهور امام القبور: انه مزيج من حياة وموت، وأمل وألم، «فاللعم» زهرة على قبر الدولة، المسكونة لا يقفل «بابه» ما لم تفتح القلوب، والعيون للتفريق بين «لعم» ياسر عرفات... وقضيته المتوفاة بعده، وبين لا لا، ونعم نعم: للبنان الابدي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة