أخيراً انتهت انتخابات جونيه، احتفل البعض وحزن البعض الآخر. فرحٌ ومفرقعات في Platea تضاهي في عددها وقيمتها مفرقعات افتتاح مهرجانات جونيه الدولية وصمتٌ وحزن يلف Athenee.
نام الجميع على 18-0 ليستفيقوا على 14-4.
لا اسم فقط أرقام... احتفل 18 وحزن 18. احتفل 4 ممن خسروا و حزن 4 ممن ربحوا.
يا لها من مفارقة. الكل يتداول الأرقام فقط.
الناخبون يذكُرون المنتخَبين بالأرقام فقط بعدما كان المرشحون يعتبرون الناخبين أرقاماً وأعداد.
أجل نتيجة جونيه قلبت المعادلة ويا لها من نتيجة.
قد يقولون إن المال لعب دوره و نوافق وللطرفين (الحل سهل: اصلاح القانون بلوائح مطبوعة سلفاً)
قد يقولون إن التجييش والتعبئة لعبت دوراً أساسياً ونوافق وللطرفين.
قد يقولون إن المعركة صارت وسخة وقذرة ونوافق وحذرنا ولمحنا أنها بدأت هكذا.
قد يقولون إن المعركة تحولت سياسية ونوافق أنهم أرادوها سياسية ومن الطرفين ومن اليوم الأول.
ولكن نحن نقول: يا الله، ما هذه النتيجة !!!!!
إن أجمل ما حصل في الإنتخابات في جونيه هي النتيجة بغض النظر من الرابح ومن الخاسر.
النتيجة هي الدرس والعبرة.
هي درس للناخب والمرشح في آن معاً ليعلم أن كل صوت مهم وكل عائلة مهمة وقادرة على التغيير.
هي درس للناخب لحثّه على ضرورة الانتخاب بعد أن لمس أن تصويته أو عدمه قادر على التغيير. أجل، صوت أصغر عائلة منسية في جونيه كان يستطيع أن يقلب النتيجة.
هي درس للمرشحين لاحترام كل الناس وكل الأشخاص و كل العائلات والتوقف للاستماع لحاجتهم الإنمائيةوطلباتهم الطبيعية العامة لأن كل واحد منهم يمكن أن يغير المصير.
هي درس للماكنات والأحزاب ليعلموا أن الناس ليسوا أرقاماً وآلافاً إنما تفاعل وحياة ونبض تغيير.
هي درس للشباب ليتيقّنوا أن التغيير ممكن أن يحصل إن ترافق بالارادة والمثابرة شرط أن يبدأ من الداخل.
هي درس للبلدية الآتية أن تهتم بكل أبناء جونيه وأصدقائها وسكانها وتستمع لأفكارهم وتغيّر سلوكها الفوقي والزبائني وتبدأ مباشرة بتنفيذ مشاريعها بشفافية، بعدل وتوقيت زمني واضح لأن الصناديق ستغير أي معادلة بالمستقبل.
هي درس للخاسرين ليهنئوا الرابحين فيطفئوا نار المعركة ويعيدوا الكرة الى ملعب المنافسة الديمقراطية الشريفة.
هي درس للرابحين ليتواضعوا ويعملوا سوياً فيكملوا المسيرة دون انتقام، بعمل دؤوب وجديّ لا ينسف الأعمال الناجحة التي قام به زملائهم السابقين و يصحح الخلل حيثما وُجد.
هي درس لضرورة المصالحة بين أبناء المدينة الواحدة على قيم الإنجيل وارشادات البابا.
هي درس لننهي من حيث بدأنا، "اصرفوا ميزانية حملاتكم الإنتخابية على مشاريع إنمائية للنهوض بالمدينة".
أخيراً سنرافق ونتابع ونحاسب وندعم ونصلّح وننمّي ونجمع ونجتمع لخير المدينة و إننا قد بدأنا ...
نحن أبناء جونيه الواحدة، شبابها وشاباتها خاصة، سكان المدينة وأصدقائها سنكون إيجابيين في التعاطي، وسنوحّد جهودنا وخبراتنا لتغيير أي صورة سلبية عن مدينتنا الحبيبة جونيه فنرقى بها بكرامة وتجدد دائم وعطاء بلا حدود لتغدو لؤلؤة الشرق لأبنائها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News