مختارات

نور نعمة

نور نعمة

الديار
الجمعة 20 أيار 2016 - 08:17 الديار
نور نعمة

نور نعمة

الديار

لعلّه خير

placeholder

اللقاءات التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس سعد الحريري وقبله مع البطريرك الماروني بشارة الراعي اضفت القليل من الامل في قلوب اللبنانيين الذين سئموا الشلل السياسي والتعطيل والجمود التي تفشي التداعيات السلبية ايضا على الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين وباتت لقمة العيش مهددة.

فرنسا الام الحنون التي لطالما ساندت لبنان في اصعب الظروف، تمد يدها مرة جديدة للاطراف اللبنانية لمساعدتهم في ايجاد حل للشغور الرئاسي وفي تحريك الملف الرئاسي للتوصل الى صيغة معينة ترضي الى حد ما الاطراف المتنافسة فيما بينها على الرئاسة وتحاور الاطراف التي لا تريد رئىسا في الوقت الحالي عبر تذليل العقبات وايجاد حل وسط يتطلب بعض التضحيات من جميع الافرقاء.

وبانتظار ما ستؤول اليه هذه الاجتماعات برعاية فرنسا والى اي حد ستستطيع خرق الحواجز والعراقيل، نتساءل هل ان الصيغة ستكون انقاذية او موقتة او ستتضمن حلا طويل الاجل؟ وهل تفضي هذه الاجتماعات الى ترتيب لقاء بين الحريري والجنرال ميشال عون للتوصل الى حالة انقاذية ام وسطية؟ بعد ان فشلت التسوية التي قام بها الحريري والتي قضت بترشيح الوزير سليمان فرنجية رئىسا للجمهورية خلطت الاوراق مجددا واضطر الحريري ومن انخرط معه في انتاج تسوية فرنجية الى مراجعة الحل الذي اعتمدوه والتطلع الى سبل جديدة لتحريك الانتخابات الرئاسية والى عدم «التذاكي» هذه المرة بطرح اسم مرشح يستفز الخصوم والحلفاء في السياسة.

اذا كان الاتفاق الذي تريده فرنسا يقضي بمجيء رئيس للجمهورية لفترة سنتين وان يكون عون رئىسا لسنتين، فهل سيقبل الاخير هذا الاتفاق ام سيرفضه ويعتبره انتقاصا من شعبيته ومن مسيحيي لبنان؟

على الارجح لن يقبل عون حلا مؤقتا ولن يقبل فترة السنتين فهو يخوض معركته الرئاسية على اساس «اما كل شيء او لا شيء» وخير دليل على ذلك انه اعلن بالفم الملآن ان التسوية التي اتت بالرئيس السابق ميشال سليمان لن تتكرر مجدداً. الجنرال عون مصمم هذه المرة على تحدي الجميع سواء كانت اطراف داخلية ام خارجية لانه يعتبر ان اي تنارل من جانبه سيكلفه غاليا وقد اكتفى من تقديم تضحيات كبيرة من جانبه مقابل حصوله على امتيازات قليلة وقد رأى ان هذه التضحيات لم تؤد الى تحقيق الاهداف المرجوة منها.

من هنا، اذا ارادت فرنسا بقيادة الرئيس هولاند ان تبحث في حل لايجاد مخرج للازمة المزمنة في انتخاب رئيس للجمهورية عليه ان لا تتجاهل الجنرا عون وان تعرف ان زمن السكوت والقبول برئيس للجمهورية بالتراضي قد ولى بيد ان الحريري رشح فرنجية ولقي ذلك تأييداً من الرئيس نبيه بري والوزير وليد جنبلاط وشخصيات كثيرة من 14 آذار وضمنا الكتائب، ومع ذلك لم يصل الى نتيجة. لذلك البحث في الحل الرئاسي يجب ألا يستثني عون لانه اذا غرقت فرنسا في زواريب السياسة اللبنانية الضيقة وانجرت وراء تذاكي بعض الاطراف اللبنانية ستصطدم بحائط مسدود.

الحل لرئاسة الجهورية يقضي بالاخذ بعين الاعتبار ما يريده الافرقاء اللبنانيون الاقوياء والذين لهم تأثير كبير في مجريات الحياة السياسية وتطوراتها وعكس ذلك يكون مضيعة للوقت. في نهاية المطاف، نأمل ان تصل اللقاءات التي تقوم بها فرنسا الى صيغة او الى حل يخفف الضغط عن اللبنانيين وينعش مؤسسات الدولة ويحمي لبنان من الفراغ القاتل.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة