منوعات

تارا غزال

تارا غزال

الديار
الخميس 26 أيار 2016 - 07:40 الديار
تارا غزال

تارا غزال

الديار

هل جرائم اليوم مرتبطة بالأمراض النفسية؟

هل جرائم اليوم مرتبطة بالأمراض النفسية؟

تكثر الجرائم في ايامنا المرتبطة بالأمراض النفسية, ولا يزال المجتمع يجهل ما يعنيه المرض النفسي ومدى ارتباطه بالعنف والسلوكيات الاجرامية.متى يمكننا اعتبار ان هناك مرض نفسي وكيف يحكم القضاء على"المجرم المريض". كل هذه الأسئلة واخرى سنستعرضها مع الاختصاصية في علم النفس العيادي يارا بصيبص في مقابلة أجريتها معها.

ما هي الصحة النفسية؟ و متى نستطيع ان نتكلم عن مرض نفسي؟
دستور المنظمة العالمية الصحية تعرّف الصحة بأنها حالة من الاكتمال البدني والعقلي والاجتماعي اي ان الصحة لا تعني مجرد غياب مرض او عجز ما.
الصحة العقلية حالة تسمح للانسان بتحقيق ذاته، وتحمل الصعوبات الطبيعية للحياة، وإنجاز عمل منتج وفردي والمساهمة في الحياة الجماعية. هي ايضاً ان يتمكن الشخص على المستوى الفردي والجماعي من التفكير والتحليل والاحساس واالتبادل مع الآخرين وكسب حياته والاستفادة من وجوده.
نستطيع التكلم عن مرض نفسي عندما يكون هناك سلوكيات علائقية غير ملائمة, مثيرة للقلق للمحيط, هذا قد يؤثر على العلاقات الأسرية, العاطفية والمهنية او مع علاقة الشخص مع نفسه. الطبيب النفسي يضع التشخيص الطبي.

ما هي اسباب الامراض النفسية؟
رغم الدراسات في هذا المجال لا تزال الاسباب الحقيقية والكاملة مجهولة نوعا ما. يمكننا القول بأن الأمراض العقلية ممكن ان تكون نتيجة عدة عوامل وراثية، بيولوجية وبيئية كما ان ملامح الشخصية مهمة. كما يلعب دوراً كبيرأ ما يتعرض اليه الانسان من صدمات نفسية وضغوطات اجتماعية قد يتسبب في ظهور المرض مثل الطلاق وموت القريب او وقوع حادث في حياة الشخص او العنف على انواعه الجسدية والمعنوية والنفسية, او المرض الجسدي, طفولة معنفة, الحرب...

ما هي نسبة الجريمة او السلوك العنيف لدى هؤلاء الاشخاص ؟
أظهرت دراسات أجريت في الولايات المتّحدة وكندا حول السجناء أن أغلبية الإضطرابات النفسية كانت موجودة لدى الشخص قبل فترة دخوله الى السجن و قيامه بالجريمة. وبيّنت الدراسات أن 6 إلى 15% من المتّهمين و10 إلى 15% من المحكومين يعانون من اضطرابات نفسية حادة أو مزمنة تتصف بسلوكيات عنيفة. و لكن هذا لا يعني ان الشخص المصاب بالمرض سيقوم حتما بتصرف اجرامي. فالشخص المصاب بمرض نفسي اذا عولج بالطريقة المناسبة يمكنه العيش بطريقة طبيعية مثل اي شخص آخر لا يعاني من اي اضطرابات, ويمكنه ان يدرس ويعمل ويتزوج.

ما هي العوامل التي قد تؤدي الى الخطر الجنائي؟
هناك عوامل عديدة مثل خلفية الاسرة، وحشية الوالدين، الاعتداء الجنسي والفشل الدراسي والفكري، بالإضافة إلى انّ تعاطي المخدرات والإفراط في شرب الكحول قد يؤديان إلى سلوك إجرامي. كما الحرب، وعدم القدرة على التعامل مع الاخرين، الاضطرابات النفسية والتعصّب الديني او السياسي قد يؤدي إلى السلوك العدائي والعنيف والأجرامي. كل شيء يعود إلى سمات الشخصية وملامحها، فهناك اشخاص لديهم قاعدة صلبة لمواجهة الأحداث المؤلمة اكثر من غيرها.

وما هي نظرة القانون لهم ومدى تحملهم المسؤلية؟
القضاء اللبناني لا ياخذ دوما بعين الاعتبار التقارير النفسية خلال اصدار الحكم. لذلك من الضروري تدريب خبراء نفسيين و قضاة في هذا المجال لوضع تقييم نفسي مفصل للحالة النفسية واخذها بعين الاعتبار في الملف القضائي مما قد يؤدي الى تخفيض العقوبة ومعالجة الحالة النفسية بالطريقة الصحية.

بخلاصة ٍ ان المريض النفسي ليس انسان خطر, فالأمراض النفسية تطال اشخاص كثر بسبب ظروفٍ قاسية وعامل الجينات. من المهم ان نفهم قبل كل شيء ان المريض ضحية وانه انسان ذو قيمة انسانية.

ليس كل مريض مجرم, وليس كل مجرم مريض. فاؤلئك الذين يرتكبون جرائم بسبب اضطرباتهم هم اشخاص مهمشين من عائلاتهم ومن المحتمع, فشلوا في كل شيء ولم يتم معالجتهم ومتابعتهم من اخصائيين ولم يأخذوا من اقاربهم العطف والاهتمام المطلوب وعاشوا في بيئة عنيفة.

اماّ الانسان الذي يتم معالجته جيداً فيعيش حياة طبيعية, يدرس ويعمل ويتزوج ويترأس مناصب مرموقة ونجده بيننا ونتعامل معه من دون ان نعرف بانه يشكو من اي مرض.
يجدر الإشارة إلى اهمية معاملته على انه لا يشكو من شيء وعدم الخوف منه او نعته بالمجنون والتذكر بأن هذه الإضطرابات قد تطال عائلاتنا واصحابنا او انفسنا لذلك ندعو للوعي التام.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة