ليبانون ديبايت – ميشال نصر
صحيح ان محافظتي الشمال وعكار تعدان من المناطق المحرومة التي قلما شهدت اهتماما او تصدرت الاخبار الا من بابها. هكذا درجت العادة اقله حتى بداية هذا العام، التي كسرها قائد الجيش العماد جان قهوجي بتعيينه العميد كميل ضاهر مديراً للمخابرات، واستكملها وزير العدل المستقيل، اللواء المتقاعد أشرف ريفي بقلبه الطاولة على رؤوس أقطاب سنة الشمال. وما بين الامنيين، كسر عضم سياسي امتد من حدود البترون صعوداً الى تنورين امتداداً الى زغرتا وصولاً الى عكار، محطات حملت كل منها رسالة واضحة.
ايا يكن ما اطلق من تسميات وتوصيفات على الحرب التي خاضها اللواء في طرابلس او خيضت ضده، ومهما سيق من مبررات، يبقى الاهم ان نجاح ريفي يأتي في سياق عام، يصفه البعض بالسعودي، ناتج عن وقوف الرئيس السابق سعد الحريري على "فالق زلازل" خلافات العائلة المالكة، يقضي بانهاء الزعامة السنية المركزية، التي اثبتت فشلها لصالح زعامات لامركزية في مراكز ثقل الطائفة، بدأت بالمصالحات السنية-السنية، وتوجت بنتائج انتخابات قد تحتاج وقت طويل قبل انكشاف مستورها.
وليس بعيداً عن البيت السني، اختصرت الساحة المسيحية الشمالية كل انواع المواجهات التي دارت بين الاحزاب والمستقلين وبين الاقطاع و"التحرر". ففي رحبة لمع نجم حنا غريب الشيوعي داعماً المتمول الافريقي فادي بربر، ضد "اقطاع" عصام فارس الحديث، وفي زغرتا وجد المرشح الرئاسي سليمان فرنجية نفسه "مكرها لا بطل" في حضن آل معوض، ليحفظ له مكانا على جغرافيا حددها له البرتقاليون يوم وصفوه "بزعيم مناطقي"، اما في البترون حيث تتشابك المصالح وتتضارب العلاقات، ربح "الوزير المتهم" في مقابل "الصهر" اللاعب الجديد على الساحة السياسية، قيل ان وساطة "الشيخ التنوري" هي من قادت "العميد المتقاعد" الى بيت الوسط، في مسعى جمع الجنرال بالشيخ سعد.
رحلة لا تنتهي عكاريا، ببيت قصيد المعارك والاحجام في معركة الاحزاب ضد المسيحيين المستقلين والتي خاضها اقطاب الموارنة شخصيا، لتنتهي المنازلة بطعن لن يقبل "مستقبلياً" مهما كلف الامر، لتبدأ من هناك حرب النيابة المبكرة بعد تصالح الخصمين اللدودين ضاهر-حبيش وخروج الطامحين باحتلال المقعد الماروني.
اثبت الشمال مرة جديدة ان كل ما قيل عن امارة من هنا ومحور من هناك يجمع بينهما توتر وافتعال مشاكل، امور غير صحيحة لا تمت الى الواقع بصلة، اذ مرت الانتخابات بسلام من جبل محسن الى اقصى قرية حدودية، دون اسلحة ولا مسلحين، لتكتمل بذلك صورة هزيمة حولها البعض "ببراغماتية" بارعة الى انتصار عنوانه الذهاب نحو انتخابات نيابية مبكرة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News