لم يجد مكتب المدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان، ما يقنعه حتى الآن باستشهاد القيادي في «حزب الله» مصطفى بدرالدين الملقب بـ «ذو الفقار»، فعرض في جلسة غرفة الدرجة الأولى لدى المحكمة، أمس، «أدلة إعلامية» تتحدث عن الوفاة، تاركا للغرفة أن تقرر ما هي الخطوات التي يجب اعتمادها من أجل التثبت من الوفاة بصورة رسمية، «دون أن ينعكس ذلك على مواصلة الإجراءات». وما لم يقله كاميرون، باح به ممثل المتضررين المحامي بيتر هاينز الذي طالب بدليل يتجاوز وثيقة الوفاة التقليدية طالما أن الجثة موجودة (...)، مشددا على وجوب عدم توقف المحاكمة حتى إثبات ذلك من خلال إجراء فحص الحمض النووي أو من خلال صور الجثة.
في المقابل، طالب المحامي أنطوان قرقماز، المكلف من قبل المحكمة حماية مصالح بدرالدين بإعلان الوفاة «لأن المادة 30 من قانون الأحوال الشخصية الصادر العام 1951 تشير الى أن وثيقة الوفاة ينظمها المختار استنادا الى إفادة إثنين من أقارب المتوفى أو من الجيران، وفي حالة بدرالدين فإن الوفاة أعلنت رسميا من قبل حزب الله ومن عائلة بدرالدين ومن أعلى سلطة روحية لدى الطائفة الشيعية في لبنان ممثلة بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان». وخلص الى انه يتوقع من الغرفة إعلان الوفاة وإسقاط التهم.
وفي حين سيعرض المحامي قرقماز كامل أدلته في مداخلة ختامية صباح اليوم، تجاوز ممثل الإدعاء لدى المحكمة الخاصة بلبنان المحامي غريم كاميرون، موضوع جلسة غرفة الدرجة الأولى لدى المحكمة، أمس، وبدل تقديم مستنداته الرسمية وغير الرسمية المتصلة بوفاة بدرالدين، لتقرر الغرفة ما إذا كانت ستسمح له بتعديل القرار الاتهامي «بعد تأكدها من صحة المعلومات والمستندات»، قام كاميرون ومحققوه بتحليل صور تشييع الشهيد بدرالدين في دمشق وبيروت، وبتمحيص صور الوفود والشخصيات المعزية، ليربط بينها وبين القرار الاتهامي في قضية الرئيس رفيق الحريري!
وقدم كاميرون مقتطفات من اشرطة فيديو تم نسخها عن قناة «المنار» تظهر شخصيات مثل مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا وهو يتقبل التعازي بالشهيد بدرالدين، وهنا علّق كاميرون بأنه يظهر في الفيديو وفيق صفا الذي «ذكر على لسان أكثر من شاهد في قضيتنا». وأبرز كاميرون صور شخصيات عدة بقصد الربط بين السيناريو السياسي للقرار الاتهامي وبينها، ومنها المدير العام لقوى الأمن الداخلي سابقا اللواء الركن علي الحاج الذي ظهر بالصوت يدافع عن المقاومة بقوله: «ما بدهم يفهموا انو هذه المقاومة تدافع عن الأمة». كما خصص كاميرون ثواني مستقاة من اشرطة للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان للتدليل على «علاقة الشهيد بدرالدين بالطائفة الشيعية»!
ونال السفير السوري علي عبد الكريم علي حصته من «أدلة» كاميرون، حيث ظهر وهو يدلي بتصريح سياسي يتحدث فيه عن بدرالدين!
ومن حضر جلسة الأمس خرج بخلاصة أنها لم تكن جلسة لمحاكمة الشهيد بدرالدين والمقاومة والطائفة الشيعية، بل جلسة لمحاكمة الشعب اللبناني كله بدليل تسليط الضوء على صور الحشود المشيعة لبدر الدين، وعلى أمور التنظيم والمراسم التي بدأت بعزف النشيد الوطني اللبناني، وعلى صور فوتوغرافية من كل حدب وصوب!
وقد حاول كاميرون أن يوظف الكلام الذي قاله السيد حسن نصرالله في احتفال تأبين بدرالدين، عن المحكمة الخاصة، لمصلحة الادعاء وذلك بالتحريض على نصرالله «الذي لا يعترف بالمحكمة». فكان أن بث المقطع الذي اعتبر فيه نصرالله بأن المحكمة غير موجودة وباطلة ومسيسة وسلاح من أسلحة استهداف المقاومة وقادتها واغتيالهم المعنوي والجسدي، وبالتالي لا تستحق من الحزب أي رد».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News