مختارات

placeholder

كرم سكافي

ليبانون ديبايت
الأربعاء 01 حزيران 2016 - 17:59 ليبانون ديبايت
placeholder

كرم سكافي

ليبانون ديبايت

إقترعوا ضدهم ففاز ريفي...

إقترعوا ضدهم ففاز ريفي...

ليبانون ديبايت- كرم سكافي

قد يكون أفضل ما فعلته حالة اللّواء ريفي في طرابلس هي أنّها أصلحت الإعوجاج الحاصل في تيّار المستقبل. و هي لربّما عن قصدٍ أو بدونه نجحت في إحتواء كم الإعتراض الكبيرعلى سياسة قيادة تيار المستقبل مجتمعة هناك، و يقيناً هي حالت دون تسرّب القاعدة المتحمّسة للتّغيير أو إن شأت تلك المعترضة و المتذمّرة المتضايقة، و أغلب الظّن تلك الحالمة منها أيضاً بإكمال ما على أساسه إنتسبت إلى مشروع رفيق الحريري و دافعت عنه طيلة تلك السّنين.

أمّا القول أنّ ما أنتجته إنتخابات طرابلس هو إستفتاء على قيام حالات شبيهة بحالة الشّيخ أحمد الأسير في صيدا، أو تصوير الإنتصار على انه إنتصار لقادة المحاور ، ففي ذلك مبالغة لا تنطلي عليها الواقعيّة و الأخذ بها لا يدخل صاحبه بيت المنطق. أمّا محاولة الإيحاء أن هنالك تبدّل في موازين الدّعم لصالح اللّواء على حساب الرئيس سعد الحريري و التحالف المفروض من جهة إقليمية ففي ذلك مبالغة حدودها الخيال، فالمعطيات كلّها تشير إلى أنّ النّاس إختارت ما إختارته بفعل طبيعتها الرافضة البعيدة كل البعد عن ميزان الرّبح و الخسارة المصلحيّة.

قد يكون ما حدث واحدة من التّجارب التي لم يتسنى للرئيس الحريري التّمرس عليها بعد. هو إلى الآن نجح في تطوير قدرته على الدّفاع عن خياراته في الصّراعات السّياسية الداخلية، وحقق تقدم إلى حد في مخاطبة القوى الخارجية، لكنّ في تنظيم البيت الداخلي فما زالت الشّخصيات المكلّفة بذلك عنده تعيش أسوء تجاربها. و هي يقيناً كرهت ما سعى إليه الرئيس لخوض إنتخابات ديمقراطية وراهنت وهماً أنّها لن تحصل و لن تكون خياراً إستراتيجياً عنده في ظل تردّي الأوضاع المالية و سيطرة الضّبابية على علاقاته و تياره مع القوى المتصارعة الإقليميّة.

ما حصل ليس إلا تغيير و لكن هذه المرة بديمقراطية قاسية جديدة على التيار الأزرق قادتها حمائم بمنقارٍ حديد بقيت متحيزة للحقيقة التي لا شريك لها عندهم ، أي بمعنى أنّها لم تحصل من داخل التيار أو في أطره التّنظيمية ببساطة لأنّها منعت من قبل حرّاس الهياكل أصحاب المصالح و النّفوذ فيه و حجّتهم دوماً أنّ الأوضاع غير مستقرة أو سانحة لحصول مثل هذا التّغيير. نشر غسيل لأبناء البيت الواحد؟ صحيح ، لكن من الواضح أنّ المسحوق جيّد و الألوان أشرقت من جديد.

ما حصل هو تماماً ما خطّط له سعد الحريري سابقاً قبل سنين، و فيه أنّه أعطى لريفي الحق في إستعادة المنطقة الشّمالية و إصلاح ما إفسادته بعض القيادات المستقبليّة مع المستقبلين. وهو ما أثار حفيظة نواب المدينة و منسقيها و لاحقاً أصحاب المعالي ومستشاريهم حينها، فكان أن نصبوا للّواء المتقاعد فخّاً لإحراجه و نجحوا في دفع الرئيس الحريري بسرعةٍ إلى إخراجه.

على سعد الحريري أن يستمع مجدّداً إلى الخارج من حدسه أكثر من الداخل إليه من أذنه، عليه أن يعلم أنّ الداخل من الأكل إلى الجسد كثيراً منه يخرج ريحاً و روثاً و قليلاً منه فيه خير. أشرف ريفي ليس قديساً و هو لن يكون و لكن الأشرار على قلّتهم فيهم من صفات النّفاق الأربعة و على الرئيس واجب التّخلص منهم لأنّ الأمل من توبتهم غير مأمول.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة