"ليبانون ديبايت"
أُوهم بحصوله على قرض ميسر مدعوم من احد المصارف، وبمناورة احتيالية هوليوودية جعلوه يُسلمهم شيكات موقعة على بياض ليستولوا منه على مبالغ باهظة من المال يُقال انها استخدمت كرشاوى. انطلت عليه الحيلة في بادئ الامر عدة مرات، وما ان شعر بان ألعوبة خبيثة تُحاك ضده، طالب بلزوم اعادة الشيكات لكنه كان يصطدم في كل مرة بجواب : "ولو ليش سألان، ما حدا عم يجي صوبك ولا حدا عم يسألك شي، من شو خايف ولو انا "جاد (اسم وهمي)" انا ما باكل حق حدا وشيكاتك رح يرجعولك".
"كريم (اسم وهمي)" اوقعه الحظ العاثر ضحية مجموعة "هدفها الاساسي الاستيلاء على اموال من يقع في شباكهم، وهي مؤلفة من ثلاثة اشخاص بحسب معلومات "ليبانون ديبايت" المنقولة عن لسان مصدر رفيع المستوى ومعني مباشرةً بالقضية، وهم: "جاد (يتعاطى الصيرفة) ، فادي (اسم وهمي) (يشغل منصب المساعد الايمن لـ"جاد") و "ريمون (اسم وهمي)" (موظف سابق في احد المصارف قبل ان يطرد).
ويكشف المصدر لـ "ليبانون ديبايت" في سياق عرضه للوقائع، ان "جاد" يملك محل صيرفة في المتن، يوهم ضحاياه بتأمين قروض طويلة الامد بحيث يقوم بسلبهم الاموال عن طريق حملهم على تسليمهم شيكات موقعة على بياض يحررها الى اخرين ويجعلهم مسؤولين عنها وعن قيمتها، كما تبين انه ملاحق بجرائم شيكات دون رصيد، كما تبين انه احتال على المدعو احد اصحاب المطاعم في السبتية بمبلغ ثلاثماية الف دولار اميركي بالطريقة ذاتها وعلى اشخاص اخرين نذكرهم عند الاقتضاء. ووفق اقوال المصدر ، ان "فادي" المذكور اعلاه يتواجد دائما في محل الصيرفة برفقة أحد المحامين وهو وكيل "جاد" بالاضافة الى "ريمون " الذي غالباً ما كان يتواجد في فترات ما بعد الظهر.
للعودة الى تفاصيل القضية وتحديداً الى منتصف سنة 2015 (تقريباً) حيث تم التعارف الاول بين "كريم " و"جاد" عقب شراء الاخير احدى الوحدات السكنية في نطاق كسروان، وبُعيد التزام "كريم " اعمال الديكور لدى "جاد" نشأت علاقة وطيدة بين الاثنين واصبحا يترددان الى "الشاليه" سوياً ويسهران ليلاً في المطاعم وفي بعض الاندية والملاهي، ولم تقف العلاقة عند هذا الحد، فبعد ان توطدت جيداً بينهما، اصبح "كريم " يتردد الى مركز الصيرفة في المتن العائد الى "جاد" ليجده في كل مرة يقصد فيه المحل اما يدفع الاموال الى الاخرين واما يقبضها منهم، وفق ما اكدته المعلومات التي حصل عليها موقع "ليبانون ديبايت".
على ضوء هذه المعلومات، حصل الموقع على الرواية التالية التي نسردها بتفاصيلها نقلاً عن لسان الراوي الذي لا نتحمل مسؤولية اقواله أو نتبناها:
بعد توطيد العلاقة بين الطرفين، عرض "كريم " مشكلة قضائية على "جاد" تتعلق باحدى عقاراته ، فوعده الاخير بانهاء القضية بمهلة ستة اشهر مقابل مبلغ ستين الف دولار اميركي لدفع رشوة بالاضافة الى تغطية اتعاب المحامين، على حد قول الراوي. وهذا ما تم، بحيث قام "كريم " بتنظيم الشيكات بهذه القيمة وتسليمها الى "جاد"، دون ان يتسلم اي مستند او ورقة تشير الى وجود دعوى او نزاع قضائي بهذا الموضوع،
بعد مرور منتصف النصف الثاني من 2015، عرض على "كريم " مشروع التزام اعمال ديكور بمبلغ كبير جداً فتحدث مع "صديقه" "جاد" وسأله في حال كان يستطيع مشاركته في التنفيذ عن طريق مده بالمال وخاصة ان اعمال الديكور تدر ارباحاً طائلة ومهولة، فوافق "جاد" على مد "كريم " بالمال مقابل ضمان، والمقصود بالضمان هنا وكالة غير قابلة للعزل بحصته في احد العقارات، شرط ان يتم تأمين القرض بمهلة خمسة عشر يوماً لكن "جاد" لم يؤمن اي مبلغ من المال من هذا القرض.
ولانه كان يرمي الى آمر اخر، انتظر مرور فترة اسبوع من انتهاء الخمسة عشر يوماً، ليعرض "كريم " تأمين قرض ميسر من بنك اللبناني للتجارة مدعوم من مصرف لبنان، فوافق الاخير على الموضوع وعقد اجتماع بين الطرفين بحضور شركائه. وبعد جولات من الاخذ والرد، طلب احد الشركاء "ريمون مهلة لدرس الموضوع ولاخذ موافقة مبدئية من البنك ومن مدرائه.
وبحسب الرواية، اجتماع ثانٍ عقد في ذات المحل، ابلغ خلاله "ريمون " طالب القرض بانه يستطيع تأمين طلبه بقيمة تسعماية مليون ليرة لبنانية في مهلة ثلاثة اشهر شرط ان يكون لـ" كريم " حركة مصرفية شهرية تزيد عن الثلاثماية مليون ليرة لبنانية، فافاده الاخير بان حسابه لا يحتمل قيمة هذه المبالغ، فتدخل "جاد" على الاثر مدعياً بانه سيقوم بتحريك حسابات الاخير شخصياً بشرط تأمين دفاتر شيكات موقعة على بياض منه ليدفع بموجبها الى الاشخاص ويقوم بتغطية قيمتها شخصياً.
الحيلة انطلت على الرجل، اذ عمد الى تسليم صديقه على مراحل ثلاث دفتر شيكات موقعة منه على بياض (نتحفظ عن كشف الارقام)، ليبدأ المذكور بتحريك الحساب العائد الى "كريم " ، ليطلب منه لاحقاً وتحديداً في أوائل شهر تشرين الاول 2015 تنظيم وكالة لمصلحة "فادي" تخوله ايداع المبالغ في المصرف كونهم يرغبون في تقصير مدة الثلاثة اشهر عن طريق تكبير حكم التعامل المصرفي العائد لـ"كريم " وتكبير قيمة الشيكات، فانطلت الحيلة مجدداً عليه، وهذا ما تم فقد نظم وكالة مصرفية لـ"فادي" بهذا الشأن، ولكن بعد فترة قصيرة، اصبح المصرف يعلمه بان شيكات موقعة منه ترتجع لعدم وجود مؤونة كافية فجن جنونه واعلم صديقه بهذا الامر فافاده بان كل الشيكات التي ترتجع تغطى فوراً وتعاد الى مصرف لبنان قبل انقضاء مهلة الخمسة عشر يوماً، مطمئناً اياه بان لا خوف من ادراج اسمه على اللائحة السوداء لدى المصرف وان سبب الارتجاع عائد لضرورة تسريع القرض الميسر فانطلت الكذبة مجدداً عليه.
وبعد سرد هذه المعطيات، تبين للضحية اخيراً بانه لا وجود لاي عملية قرض من كفالات والموظف "ريمون " قد طرد من عمله. وهنا لا بد من الذكر بان كافة الشيكات موقعة على بياض من "كريم " ولكنها مكتوبة بخط يد "جاد" و"فادي"، فيما لا يزال في حوزتهم ثلاثة وثلاثين شيكاً وهي مجهولة المصير فلا يعلم صاحبها اين هي ومع من هي وما هي قيمتها.
وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" ان "كريم" تقدم بواسطة وكيله القانوني بشكوى جزائية امام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، مطالباً باعادة الشيكات المسحوبة والموقعة على بياض بالاضافة الى المبالغ الباهظة التي سحبت منه بحجة تسيير موضوع القرض الميسر الوهمي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News