المحلية

placeholder

السفير
الثلاثاء 07 حزيران 2016 - 06:42 السفير
placeholder

السفير

المشنوق للحريري: هذه روايتي.. وليست إدانتي!

المشنوق للحريري: هذه روايتي.. وليست إدانتي!

في الزمن السياسي اللبناني الضائع، تكثر الاجتهادات والآراء. يمكن لها أن تصيب أو أن تخطئ. لا ضير من هذا أو ذاك، طالما أن مواسم الحصاد السياسي مؤجلة ولا ارتدادات لا على الاستقرار ولا على التوازنات الضامنة له داخليا.

زادت الطين بلة تلك الإطلالة التلفزيونية المثيرة للجدل لوزير الداخلية نهاد المشنوق عبر برنامج "كلام الناس". بالاضافة الى رأيه السياسي الذي يردده مؤخرا أمام المقربين منه بأن حالة الهريان السياسي والاقتصادي تكاد تصل الى حد تهديد استقرار البلد برمته وبالتالي الصيغة السياسية (الطائف)، وصار لا بد من مقاربة شجاعة للاستحقاق الرئاسي من أجل كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها البلد منذ سنتين تقريبا. اما مراوحة بعنوان استمرار تبني ترشيح فرنجية مع كل ما يمكن أن يستجلبه ذلك من ضرر على "الصيغة".. واما كسر المراوحة بتبني ترشيح "الجنرال" وعندها لا حاجة الى صياغة خارجية ويمكن اختبار مواقف جميع الأطراف المحلية ومن يريد منها رئيسا للجمهورية ومن لا يريد؟

كان المشنوق مدركا أن كلامه سيستدرج ردود أفعال خصوصا من "البيت المستقبلي"، وهو العارف بوجود "متبرعين" كثر لاعطاء تفسيرات لكلامه من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد: دك اسفين في علاقته الاستثنائية بالحريري وأيضا في علاقته الدافئة بالسعودية.

لم يكن مفاجئا للمشنوق أن يتصل به الحريري ولم تكن حلقة "كلام الناس" قد انتهت بعد. سمع عتبا من زعيم تياره السياسي، واتفقا على لقاء عقد، أمس الأول، واستمر ثلاث ساعات وتخللته مصارحة بين الاثنين. قال المشنوق للحريري انه لم يطلق ادانة بل قدم رواية اشبه ما تكون بمراجعة لمرحلة "السين سين". قد تكون ناقصة وبحاجة الى استكمال وخصوصا لناحية تسليط الضوء على المسعى الدولي ـ الاقليمي الذي قاده الملك الراحل، مراهنا على ما افترضها وقتذاك "حسن نية النظام السوري"، قبل أن يكتشف أن هذا النظام "أخذ ولم يعط ووعد ولم يف"، على حد تعبير المشنوق.

يقول المشنوق انه ليس هو من يُشكك بموقفه أو تقييمه أو قراءته للدور السعودي في لبنان والمنطقة. ثمة خطابات ومواقف وكتابات وتصريحات تحكي وحدها من دون اضافات. من التدخل في البحرين الى "عاصفة الحزم" في اليمن مرورا بسوريا والعراق. لذلك، أصر على وجوب أن يكون هناك حد فاصل بين "الرواية" وبين "الادانة"، وهو المدرك للأثر السلبي الذي تركته زيارة الحريري الى دمشق عند قواعده وجمهوره.

وما يسري على "رواية السين سين" السعودية يسري أيضا على "رواية ترشيح فرنجية". ربما كان الأصح أن يقول وزير الداخلية "هذه رواية السفير البريطاني السابق توم فلتشر وليست رواية حكومة بلاده"، وهي رواية شخصية لطالما سمعها مرارا المقربون من المشنوق منذ أشهر ولم يقدمها ولا مرة عبر وسائل الاعلام:
توم فلتشر يعرض قبيل مغادرته بيروت صيغة رئاسية وحكومية مركبة سرعان ما تتحول الى مبادرة اقليمية ودولية ولبنانية. بدا وزير الداخلية حريصا أكثر من مرة على القول انها روايته وليست رواية "تيار المستقبل"، فهل من ردوا عليه بالمضمون نفسه، "كانوا يؤكدون المؤكد أم أنهم كانوا يفجرون أحقادهم"، وهم العارفون أن علاقة وزير الداخلية بالسعودية وبآل الحريري "هي علاقة سنوات لا بل عقود طويلة وليست مجرد مواسم انتخابية عابرة"؟

بطبيعة الحال، بدا الحريري متحفظا الى حد كبير على مجمل رواية وزير الداخلية بشأن ترشيح فرنجية، وهو التحفظ نفسه الذي أبداه السفير السعودي علي عواض عسيري، في اللقاء الذي امتد أيضا بينهما نحو ساعتين. قال المشنوق للرجلين، كل على حدة، "كما قلت في المقابلة التلفزيونية انها روايتي.. وأنا أتحمل مسؤوليتها كاملة". تفهم الرجلان موقفه. سارع عسيري عبر الاعلام الى وضع النقاط على حروف الشق الرئاسي، تاركا للحريري أن يكمل الرواية من وجهة نظره في خطاباته في الافطارات الرمضانية التي سيدشنها نهاية هذا الأسبوع (8 في دارته و8 افطارات مناطقية).

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة