يعرف رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون جيداً مدى أهمية الدور الروسي الجديد بعد إنكفاء واشنطن عن المنطقة نتيجة سياسات الرئيس باراك أوباما "التراجعيّة" والإنشغال بالإنتخابات الرئاسيّة، على رغم أنّ الروس قد أرسلوا منذ نحو عشرة أشهر رسائل عبر وزير الخارجية سيرغي لافروف والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف تُحمّل عون مسؤولية التعطيل الرئاسي.
لم ينتظر النائب أمل أبو زيد طويلاً بعد انتخابه نائباً عن جزين ليُشغّل ماكينته ويستعمل علاقاته مع الروس لصالح معركة عون الرئاسية، ولنقل وجهة نظره ومحاولة تليين الموقف الروسي، فكانت الزيارة الى موسكو.
إجتمع أبو زيد مع بوغدانوف، وبدأ بالحديث عن الملف الرئاسي على اعتبار أنّ روسيا تحارب الإرهاب في سوريا مع "حزب الله" حليف عون وإيران، ونقل وجهة نظر الجنرال، في حين أنّ الموقف الروسي معروف ويتمثل في أنّ "الدستور اللبناني واضح وعليكم تطبيقه لجهة انتخاب الرئيس وفق الأصول الديموقراطيّة".
كان بوغدانوف طوال الجلسة مستمعاً ولم يعلن موقفاً رسمياً من الترشيحات الرئاسية، بل ركّز على الجوهر وهو ضرورة إنقاذ الرئاسة من الفراغ، وأنّ بلاده لا تدخل في التفاصيل أو أسماء المرشحين، "فهذا شأن لبناني بحت وعلى اللبنانيين الاجتماع وحلّه وعدم انتظار الخارج".
ومع استمرار الجلسة، برز اقتراحٌ لبوغدانوف حيث توجّه الى أبو زيد: "أنتم تتمسّكون بترشيح عون وتعتبرونه الأكفأ ويستحق الرئاسة ولا تريدون التنازل عن ترشيحه، فيما الفريق الآخر لديه مرشح ثان. وهناك صعوبة في حسم هذا الأمر، لذلك يبقى الحلّ الأفضل حلّ مجلس النواب والذهاب الى إنتخابات نيابية مبكّرة تكون مدخلاً لحلّ الأزمة وانتخاب رئيس كما يحصل في البلدان التي تواجه أزمة من هذا النوع".
عندها أجاب أبو زيد: "نعم إنه حلّ منطقي وقد طرحناه على الأفرقاء السياسيين، لكنّ هناك مسائل تفصيلية ينصّ عليها الدستور، وأبرزها أنّ حلّ مجلس النواب يتطلب توقيع رئيس الجمهورية والرئيس غائب، من هنا صعوبة تنفيذ هذا الطرح الذي لا يحظى برضى الجميع على رغم أنه منطقي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News