لم نكن نتوقع أن يأتي يوم ونرى فيه العملاق السياسي الزعيم وليد جنبلاط يستفيق من سباته العميق على إثر طعنات غدر تلقاها من المقربين منه الذين فضلهم، وعلى مدى عشرات السنين، على الكثيرين من الأوفياء الشرفاء الذين استبعدوا قسراً من مراكز القرار كي تحلو الأجواء للحزبيين الأشرار الذين راحوا يسرحون ويمرحون في مختلف المناطق ذات النفوذ الجنبلاطي فوصلت بهم الوقاحة إلى التحدث بلسان الزعيم في أمورٍ يجهلها وفي كثير من الأحيان غير موافقٍ عليها.
والمؤسف، أن هؤلاء المقربين لعبوا دوراً فعّالاً في تقليص شعبية وليد جنبلاط وساهموا مساهمة فعالة في خلق أجواء من عدم الثقة بين جنبلاط والكثيرين من مؤيديه... إلى أن جاءت حلقة كلام الناس التي أطل من خلالها وليد بيك مع الإعلامي الكبير مارسيل غانم ليفاجئنا جميعاً بوقائع وحقائق كنا نجهلها عنه وعما يدور في كواليس الحزب التقدمي الإشتراكي من أحداثٍ وأمور لم يكن البيك يعلم بها أو راضٍ عنها، خصوصاً، فيما يتعلق بموضوع الإنتخابات البلدية والخدع والأكاذيب التي تعرّض لها جنبلاط من أقرب المقربين..
فما حدث في بيصور وكفرمتى وبعقلين وكفرحيم ومعاصر الشوف وإقليم الخروب في كفّة والذي حدث في بلدتي كفرنبرخ ودميت في كفة أخرى. ففي دميت، والتي لم يذكرها الزعيم المجروح والمغدور في برنامج كلام الناس، بلغنا بأن رئيس بلديتها السابق، على مدى ثلاث دورات، نعيم غنّام بالتعاون مع وكيل داخلية الشوف رضوان نصر قد أقدما على ترشيح بسام طربيه رئيساً لبلدية دميت مدّعيان ومروّجان بين الناس بأن الزعيم جنبلاط وحزبه يريده، علماً بأن وليد بيك قد صرّح بأنه لا يريد طربيه رئيساً للبلدية عند مدخل الشوف لأسبابٍ محقة يعلمها الزعيم. والمؤسف، أن ذات الأمر قد حدث في كفرنبرخ وغيرها من القرى ذات النفوذ الجنبلاطي.
وهنا نتساءل... لماذا تحدث وليد بيك عن جميع الأحداث في مختلف القرى مستثنياً بلدة دميت؟؟ وهل فعلاً سيقوم بمعالجة الموضوع من جذوره؟؟ وهل سيحاسب كل من غدر به ونشر الأكاذيب عن لسانه؟؟ وهل سيوضح للجميع عن الأخطاء التي نتجت عن الإنتخابات البلدية والتي لم يأتِ على ذكرها في الإعلام مثلما حدث في بلدية دميت؟؟؟
جميعنا ينتظر التوضيحات من الزعيم الجنبلاطي الذي لم يعرف الخوف يوماً. كما نقول له: "إن طعنات الغدر التي تلقيتها من المقربين منك ستشفيها محبة الأوفياء المستبعدين الذين سيهرعون إليك مسرعين قائلين: "لبّيك يا وليد بيك"."
اخترنا لكم



