"ليبانون ديبايت":
في السابق كان يُطلق عليها "تجارة البشر" ومع مرور الزمن تطورت التسمية فأصبحت مسابقات "الجمال والكمال". فعليّاً هي ليست مهنة إلا للعاطلين عن العمل الذين لا يقبلون بالوظيفة ويحلمون بالكسب السريع فيلجأون إلى إقامة ما يسمى بمسابقات الجمال الذي دخل الرجل أيضا على خطها، ليكتمل مشهد العبوديّة الجنسيّة.
في لبنان، وإذا أتينا على إحصاء عدد المسابقات التي تقام سنوياً، والتي لها علاقة بالجمال والأجساد الممشوقة والازياء وأفضل ضحكة واجمل وجه وما إلى ذلك من حيل ونفاق في الألقاب، سنجد ان هذه المسابقات كفيلة بسد عجز خزينة وزارتي السّياحة والإقتصاد.
بكل بساطة يمكن لأي رجل أو سيدة الإدعاء بأنهم من منظمي مسابقات الجمال فيهرعون إلى الشركات والمؤسسات الكبيرة بهدف الحصول على دعم مالي لقاء إعلانات، اما كلمة السرّ التي يستخدمها هؤلاء مع المعنيين هي بأنها ستنقل هذا الحدث مباشرة، وفعلاً يعرضون على الممولين عقوداً لكنها مزوّرة كما انهم يغرون الممول بأن وزارة السياحة هي الداعمة لهذا الحفل وبرعايتها وان الوزير سيشارك. ولكن ماذا يفعل هؤلاء حين يعلمون بان لا محطة إعلامية ستأتي ولا وزارة سترعى الحفل؟
يوم السبت الماضي أقيم حفل داخل مسبح الجسر في خلدة حمل إسم "Mr & Miss Best Model Of Lebanon" ، الحفل الذي نظمه رجل يدّعي بأنه صحافي ولديه مجلة وعلاقات مع كبار رجالات الدولة في لبنان يدعى وسام الحلبي، كان فضيحة نضعها اليوم امام وزير السياحة ميشال فرعون مباشرة وعليه التحرّك فوراً للتحقق من الموضوع.
الحلبي الذي أوهم 20 فتاة و20 شاباً، بان هذه المسابقة هي من تنظيم وزارة السياحة وان قناة "المستقبل" ستنقل الحدث الذي سيقدمه جوزف حويك، تبين ان كل ما قيل كذب إذ ان الوزارة وبحسب ما أكدت مصادر مقربة منها لموقع "ليبانون ديبايت" ان لا علم لها بالموضوع ولم تعط أي موافقة على هذا الحفل غير الشرعي أصلاً.
ثانياً أن قناة المستقبل إنسحبت من عملية تغطية الحفل قبل أسابيع من إقامته، بإعتباره حفل فاشل وغير مفهوم، خاصة ان هناك فتيات من العراق يشاركن في مسابقة خاصة بلبنان والأنكى ان الفائزة باللقب هي عراقية، وهنا بدأ الحديث عن الرشاوى الموثقة بالصوت والصورة.
الحفل الذي لم يخل من المشاكل، وأدى إلى مغادرة ميريام كلينك غاضبة وهي كانت واحدة من أعضاء لجنة التحيكم، آظهر الكثير والكثير من عمليات النصب بإسم لبنان ووزارة السياحة وبإسم وسائل إعلامية يتم إقحامها عادة في إعلانات هذه المسابقات بهدف جذب الناس والمشتركين الذين يجبرون من قبل المتعهد على ما يبدو، وبحسب ما قام به الحلبي، على بيع البطاقات لأهلهم واصدقائهم مقابل 100 الف ليرة، وذلك كي يقوموا بتجميع الاصوات ليربحوا....
وهنا يطرح السؤال: أي مسابقة محترمة لديها شروط ومعايير، تطلب من المشتركين بيع البطاقات كي يجلبوا عدداً اكبر من الأصوات من خلال التصويت بالقرعة مثلاً؟ كما ان موقع "ليبانون ديبايت" حصل على تسجيلات تثبت هذا الكلام، وهنا نتوجه الى وزارة المالية لمتابعة الموضوع، فوسيم الحلبي لم يختر فكرة بيع البطاقات على المدخل أو عبر نقاط بيع معيّنة، وهذا الأمر الطبيعي كون في حال المسابقة شرعية البطاقات التي يتم بيعها يبقى منها ما يعرف بالـ"قرمية"، كي يتم إرسالها إلى وزارة المالية بعد إنتهاء الحفل بهدف دفع الضرائب المتوجبة كما يحصل في الحفلات عادة، لكن ما فعله الحلبي حين فرض على المشتركين بيع البطاقات مباشرة إلى معارفهم واهلهم فهو بذلك تهرب من الضرائب.
أما بالنسبة إلى رعاة الحفل بينهم عدد من الأندية ومحلات الالبسة وشركات اخرى، فهم وقعوا في شباك عملية احتيال غير مفهومة حتى اللحظة، وفي تسجيل ما يظهر ان أحد أصحاب المؤسسات الممولة يشتم الحلبي تاهماً اياه بالنصب والسرقة.
هذا الموضوع ليس لإستعراض الأحداث، وسنتابعه حتى تقوم الوزارات المعنية بواجبها تجاه عمليات النصب التي تقام كل فترة تحت إسم مسابقات وجوائز، إذ أصبح بمقدور أي مواطن ان يحيك خطة كهذه لجلب الدعم المالي ثم الفرار والتواري عن الإنظار ليعود بعد فترة تحت إسم رجل أعمال.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News