المحلية

سامي كليب

سامي كليب

السفير
الاثنين 13 حزيران 2016 - 07:10 السفير
سامي كليب

سامي كليب

السفير

هل يقلب حزب الله الطاولة على الجميع ويبدأ من لبنان؟

هل يقلب حزب الله الطاولة على الجميع ويبدأ من لبنان؟

يسود اعتقادٌ عند خصوم «حزب الله» من لبنان الى الخليج، وصولا الى أميركا ودول غربية، أن الحزب في موقع ضعيف ويمكن توجيه ضربات قاضية ضده عسكريا في سوريا، وارهابيا على مستوى قوانين عربية ودولية، وماليا من خلال التضييق على بيئته الحاضنة كي تتمرد عليه، وعربيا من منطلق ان الحزب يفقد شعبيته العربية بعد انخراطه في حروب كثيرة. وحدها إسرائيل من المعسكر المعادي للحزب تعترف بأن قدراته تتعاظم (راجع المعلق العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل وغيره)، وهي مثله تتجنب الحرب حاليا... لكن الى متى؟

يسود اعتقادٌ مناقض لدى الحزب وحلفائه بأن وضعه ممتاز. انخراطُه في سوريا عزّز قدراته القتالية على أرض غير أرضه. صواريخه الحديثة قادرة على ايلام إسرائيل في الأيام الأولى لأي حرب مقبلة. جزء من هذه الصواريخ جاهز للانطلاق في أي لحظة. تعديله لتكتيك القتال يمنع إسرائيل من ضرب بنيته حتى لو طال أمد الحرب. بيئته الحاضنة لم تشهد أي انشقاق فعلي، هي لا تزال تضخ خيرة شبابها للقتال. ثم ان الدور الإقليمي للحزب صار مهما الى درجة أن إيران نفسها تلجأ اليه في بعض الملفات العالقة مثل العراق واليمن إضافة الى سوريا وغيرها.

أمام النظرتين المتناقضتين، يبدو أن المرحلة المقبلة مرشحة للتصعيد ضد الحزب، وربما من قبله.

ماذا في الظواهر والاسباب؟
÷ منذ اندلاع شرارات الحرب في سوريا، شعر الحزب وايران انها موجهة أيضا وخصوصا ضدهما. قال أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في خطابه في ملعب الراية في 6 كانون الأول 2011، أي في الأشهر الأولى للحرب، «هذا المجلس (السوري المعارض) له رئيس اسمه برهان ديب غليون وهو أستاذ جامعي، منذ يومين أو ثلاثة يقول: نحن إذا استطعنا أن نغيّر النظام واستلمنا السلطة في سوريا، نريد أن نقطع علاقتنا مع إيران «مفهوم»، ونريد أن نقطع علاقتنا مع حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وسمّى «حزب الله» و «حماس»، حسناً، هذه أوراق اعتماد لمن؟ هذه ورقة اعتماد للأميركي والإسرائيلي». ربما اعتقد نصرالله بداية ان انخراطه لن يطول والخسائر ستكون محدودة. تبين لاحقا ان الطرف المقابل، شرس القتال، مدرب، مدعوم، له حدود مفتوحة وخزائن واعلام، وله بيئة حاضنة... لا يزال الحزب حتى اليوم يعتبر ان لا نهاية للحرب الا بـ «الانتصار» الحتمي الذي تحدث عنه امينه العام غير مرة. العنوان الفعلي لحسم المعركة هو حلب وريفها. ما لم يحصل ذلك، فالاستنزاف مستمر. لكن حلب صعبة وكانت حتى اجتماع وزراء الدفاع السوري والإيراني والروسي ممنوعة. (هل تغير الوضع بعد الاجتماع؟).

÷ ثمة رغبة إقليمية ودولية بفصل إيران عن «حزب الله». وفصل سوريا عن إيران. يُلاحظ مثلا أن كل انفراج دولي مع طهران يسبقه او يعقبه تضييق على الحزب. لكن العارفين بعمق العلاقة بين إيران وحليفها اللبناني الأول في المنطقة، يدركون أن هذا وهم. يقولون ان للسيد نصر الله حظوة في إيران تكاد توازي كبار الأئمة الإيرانيين. إيران بلا «حزب الله» في المحيط العربي ستكون بمثابة العربة الكبيرة بلا محرك. جناحها الشيعي في العراق دائم الارباك لها بسبب تناقضاته وتضارب مصالح اطرافه. حلفاؤها في اليمن غير مضمونين على المدى البعيد. (دعمها لهم بقي محدودا لاعتبارات إقليمية وهم لم يلتزموا دائما بنصائحها لعدم التوجه جنوبا مثلا). بعض حلفائها في فلسطين ارتموا في أكثر من حضن، وبعضهم صار ضدها في مرحلة النشوة الاخوانية. الحزب ليس مجرد امتداد للفكر العقائدي والديني لإيران. هو الذي شرعن دورها كدولة داعمة للمقاومة. هو أيضا الذي تولى مواجهة السعودية عسكريا في سوريا ولكن أيضا بخطاب ناري (بينما بقي الخطاب الرسمي الإيراني هادئا في معظم الأوقات). من المستحيل إذا فصل إيران عن الحزب، على الأقل في السنوات المقبلة.

هل يقلب الحزب الطاولة على الجميع؟ ويبدأ من لبنان؟ ربما نعم، وفق دبلوماسي عربي التقى بعض الحزبيين مؤخرا، لكن المقربين من القيادة يقولون ان «حزب الله» بات جسرا إلزاميا للجميع للوصول الى أي تسوية في لبنان أو الخارج، وان هذا ما يدفع خصومه للتصعيد ضده، وانه لن ينجر الى فخاخ لبنانية يراد منها تأليب البيئة اللبنانية ضده. هم يقولون أيضا ان ثمة أوراقا كثيرة في لبنان والخارج لم تُلعب بعد، وإنها ستظهر تباعا...

المشكلة الفعلية تكمن في ان كلا من الحزب وحلفائه من جهة وخصومهم من جهة ثانية، يعتبرون ان الفرصة مؤاتية لهم. لكن الحقيقة ان الجميع يغالي في توصيف حاله، والجميع عالق في فخ لا يعلم غير الله كيف الخروج منه بلا خسائر كبيرة ومدمرة. والساحة التي ستبقى مفتوحة الى اجل غير مسمى هي سوريا. لا شك ان المستقبل على بركان، وان البركان اللبناني برسم التوجه المقبل لتيار «المستقبل». لعل هذا ما سعى رئيس «اللقاء الديمقراطي» وليد جنبلاط للتحذير منه في مقابلته الأخيرة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة