تحوّلت مسألة نعي قتلى من أبناء عين الحلوة سقطوا في القتال إلى جانب «داعش» في سوريا أو العراق، أمراً عادياً، بعد ان استفحلت هذه الظاهرة، وصار المخيّم على موعد شبه أسبوعي لنعي أحد هؤلاء المقاتلين، ليصبح أيضاً علنياً ومن مكبرات الصوت في المساجد، مترافقاً مع إطلاق زخّات غزيرة من الرصاص في الهواء تحيّة له.
والأهمّ من ذلك، أنّ النعي يصدر عن «الدولة الاسلامية» (داعش) في عين الحلوة وفق بيان رسمي مصدره المخيّم. وهذا فعلياً ما حصل منذ يومين عندما «زفّ» التنظيم نبأ «استشهاد الأخ (الفلسطينيّ من عين الحلوة) ابراهيم الداهودي ابو دجانة المقدسي، مقبلا غير مدبر على ارض الشام المباركة»، ليتبعه نعي من مكبّرات الصوت في المساجد ثمّ إطلاق نار كثيف.
وبرغم التحذيرات التــي تطلقها المراجع الأمنية والسياسية اللبنانية في كل مرة وفي كلّ الاجتماعات التي تعقدها مع كلّ الفصائل الفلسطينية، عن المخاطر التي يمكن ان تجرها هذه الظاهرة على الامن اللبناني والفلسطينيّ، إلا أنّ أيّاً من هذه الفصائل لم يصدر عنها بيان أو موقف تحذّر فيه من مغبّة ما يحصل.
وتشير مصادر فلسطينيّة إلى أنّ القتلى الذين يتم نعيهم من فلسطينيي عين الحلوة يشاركون في اعمال قتالية متقدمة وفي مهمات جهادية انغماسية، وهم من عداد مجموعة خرجت من عين الحلوة قبل مدة وعددها حوالي 20 عنصراً واستقرت في سوريا. وكان بعضهم قد استطاع إقناع أهله أنّه ذاهب إلى سوريا، فيما الآخرون تحدّثوا عن ذهابهم إلى ألمانيا أو الدّول الاسكندنافية التي تمنح اللجوء للمهاجرين، وذلك خلال الفترة التي ازدهرت فيها عملية خروج السوريين والفلسطينيين.
وهكذا التحق أفراد المجموعة بـ«داعش» وتلقّوا التدريبات، لتبدأ التسريبات في حينه بأنّ هؤلاء ينوون العودة إلى المخيّم ليكونوا الأداة العسكرية لـ «داعش» في المخيمات، إلّا أن ذلك لم يحصل بل تم نعي 4 أو 5 من بينهم، خلال الأسابيع الماضية.
وفي سياق منفصل، اكدت القيادة السياسية للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية أهميّة تعزيز الأمن والاستــقرار في المخيمات ومع الجوار بالتعــاون مع الأشـقاء اللبنانيين، مشددة على أهميّة «تعزيز الوحــدة الوطــنية الفلسطينية في مواجهة كل المخــاطر والتحديات التي تحيط بشــعبنا الفلســطيني وقضيته العادلة».
واعلنت، في بيان بعد اجتماع في سفارة دولة فلسطين في بيروت، بحضور أمين سر الفصائل فتـحي أبو العردات وممثلي الفصائل الوطنية والإسلامية في لبنان، عن نيّتهم القيام بجولة على المرجعيات الرسمية والسياسية والحزبية اللبنانية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News