مارك هو أوّل من تخبره تريش عن كل ما تصادفه خلال آداء عملها في المكتب. ما كانت إلّا فترة وجيزة حتى تحوّل مارك إلى "زوج في العمل" إذا صحّ التّعبير الذي تتشارك تريش معه كل شيء.
في البداية كانت العلاقة التي تجمعهما أفلاطونية. مارك كان يحتّل مكانة مهنية أرقى من تريش إلّا أنّهما كانا يتشاركان بعض المهمّات في المكتب حيث كان يقدّم لها مارك المساعدة لتخطي مطبات قد تصادفها خلال تعاملها مع زملاء لها في المكتب أو مع الزبائن أو حتّى تخطّي صعوبات إرضاء المسؤول عنها.
بدأ مارك وتريش يمضيان وقتًا أطول مع بعضهما البعض خلال العمل حيث كانا يتناولان وجبة الغذاء معًا أو يسرع أحدهما إلى مكتب الآخر لتبادل أطراف الحديث. أن يكون لك "زوج في العمل" أمر رائع حيث يصبح لديك شخص حاضر دائمًا للاستماع إلى آخر مستجداتك مقدمًا لك كامل الدّعم. هذا وكان الزميلان يتبادلان رسائل قصيرة في بعض الأحيان بعد انتهاء دوام العمل.
تدريجيًّا بدأت العلاقة بالتطوّر. حيث وبدلًا من حصر الأحاديث بموضوع العمل تشارك مارك وتريش تفاصيل حياتهما العاطفية وتبادلا النّصائح بهذا الخصوص. عندها بدأت تريش الشّعور بأن الأمور باتت تأخذ منحًى آخر خصوصًا عندما بدأ مارك بالحديث عن زواجه وعن عدم سعادته بعلاقته. وفي إحدى اللّيالي وعقب اجتماع متأخر ذهبت علاقتهما الأفلاطونية بمسار آخر حيث حاول مارك التّقرّب من تريش جسديًّا.
لطالما شعرت تريش بوجود مشاعر أعمق من الصداقة المهنية تجذب مارك إليها، إلّا أنها لم تستطع القيام بأي خطوة لردع الرّجل لسببين أساسيين وهما أن مارك أعلى رتبة منها في العمل وهو متزوّج. ولكن وبعد تلك اللّيلة التي حاول خلالها مارك التّقرب من تريش قرّرت الأخيرة رسم حدٍّ للعلاقة.
أن يكون لك "زوج في العمل" سيف ذو حدّين! هناك حسنات مذهلة لوجود شخص ما في العمل يعرف كل ما يخصّك ويمكن الوثوق به. هذا النّوع من العلاقات يساهم بتقدّمك في الوظيفة ويساعدك على تخطّى ضغط العمل. إن الدّعم المتبادل الذي تقدّمه هذه العلاقة لا يثّمّن.
إلّا أن المشكلة تبدأ عندما تتداخل علاقة الزّمالة بحياة الشّخص العاطفية. ففي وقت تنشأ فيه كل علاقات الزّمالة بهدف تشارك الخبرات دون أي نيّةٍ أخرى تتطوّر بمعظمها لتتّخطى مشاعر الصّداقة.
يقول فرانك غانزبورغ وهو مستشار زواج مقيم في بالتيمور إنه ضدّ العلاقات المقرّبة في العمل "قد تبدأ هذه العلاقات على أّنّها أفلاطونية وتستمر على هذا النّحو لسنوات وفجأة وعند حصول حادثة ما تنحرف العلاقة وتتخطى مشاعر الطّرفين الحدود لتصبح وبسرعة غير متوقعة خارجة عن سيطرتهما"
وفي سياق متّصل يقول المستشار الأُسَري تيم داكن إنّه حتّى ولو لم تصل العلاقة إلى مرحلة التّقارب الجسدي إلّا أنه من المقلق أن ترى علاقة معيّنة تحلّ مكان العلاقة الرّومنسيّة. هذا ويحذّر المستشار الأسري المقيم في سكرامنتو من خطر وجود “زوج في العمل.” المستشار يضيف:”أعتقد أن وجود ما يسمّى “زوج في العمل” أمرٌ خطيرٌ جدًّا وهو طمس للحدود ويؤدّي إلى إرباك في أسس العلاقات.”
المستشار الأسري نوّه إلى حقيقة إعتقاد زملاء العمل أن العلاقة لا تزال سليمة ما دامها لم ترتبط بعلاقة جسدية…. إلّا أنه يكفي أن ينشأ إرتباط عاطفي حتّى تخرج علاقة الزّمالة عن الأسس السّليمة. المستشار يضيف إنه من الممكن أن تثق بعدم إقدام شريكك العاطفي على خيانة جسدية ولكنك لا تعلم ماذا سيحدث في حال جمعه رابط عاطفي مع أحدهم!!!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News