ربيع دمج / خاص موقع التحري
بكل إعتزاز نفس وثقة عالية يقف الإرهابي بلال ميقاتي أمام قوس العدالة معترفاً بإقترافه جرائم فظيعة لصالح تنظيم "داعش"، منها تنفيذ عمليه ذبح العسكري اللبناني الشهيد علي السيّد.
ذاك الفتى اللبناني الذي كان قاصراً عند إنخراطه بصفوف المدارس الإرهابية نفّذ الكثير من الجرائم خلال مشواره القصير في الإرهاب، معتبراً نفسه اليوم مجاهداً في سبيل الله وأنه يختبر صبره لذا وضعه في السجن كي يمتحن محبته وإخلاصه له، فيستشهد بقول للإمام الشافعي تلاه أمام رئيس المحكمة العسكرية العميد خليل إبراهيم مضمونه " كيف تعرف الحق؟ حين ترى السهام الباطلة ننجه نحوه"، شارحاً المضمون بأنه يتطابق اليوم تزامناً مع الهجمات العالمية والإنتقادات و مظاهر الكراهية التي تنصب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( يحرص على تسميته بذلك عوضاً عن داعش).
الإبتسامة لم تفارق وجهه طوال جلسة الإستماع، في سراديب ذهنيته المريضة يجد نفسه بطلاً خارقاً من أبطال قصص التاريخ، يعيش في مخيلته دور الخليفة الذي سيأتي لإنقاذ الدين الإسلامي من الضالّين .
بهدوء شديد وإبتسامة الفخر يفصح عن أمنيته لو كان خارج السجن حالياً لإلتحق بصفوف إخوته في محافظة الرقة بسوريا ونفذ عملية إنتحارية ضد النظام السوري.
يجمع التناقضات في شخصيته الإنفصامية فهو من جهة يؤكد أنه لا يقبل بتفجير مدرسة داخلها أطفال أو أي مرفق آخر يرتاده المواطنون العاديون، طموحه ينحصر بتفجير نفسه داخل سيارة تتوجه به نحو مركز أمني تابع للنظام السوري ،وذلك إجابة على سؤال طرحه عليه العميد إبراهيم.
أحلام الطفولة لدى بلال الذي لم يتجاوز العشرين من عمره كانت تختلف تماماً عن أحلام الأطفال الآخرين من أترابه.
فحين نسأل طفلاً طبيعياً يعيش وسط كنف عائلة متديّنة غير متطرّفة يكون الجواب بديهياً "حلمي أن أصبح طبيباً أو ممثلاً أو مهندساً ...."، لكن بالنسبة إلى بلال وأمثاله ضحايا القدر وعائلاتهم الإرهابية فحتماَ الجواب سيكون مختلفاً، كالجواب الذي أفصح عنه خلال جلسة الإستماع إلى إفاداته.
بلال ميقاتي كان منذ طفولته يشاهد الأفلام الوثائقية عن حرب العراق والشيشان، كان متابعاً لأخبارهم وما يقال عنهم، تآثر بشخصياتهم جداً وحلم أن يصبح مثل أبو مصعب الزرقاوي كما يقول، كبر الحلم الدموي معه وإنخرط في صفوف جبهة النصرة أولاً، بعدما تعرّف على شباب من مدينة حلب عبر السكايب منتسبين إلى هذا التنظيم، دخل سوريا خلسة لينضم اليهم وتلقّى تدريبات عسكرية رفيعة المستوى، وبعد تخرجه من المرحلة الثانوية لديهم أنتقل إلى "داعش" وبايع أمير الدولة الإسلامية أبو معاذ المكّي في بلدة أعزاز الحلبية، ومع هذا التنظيم يعتبر ميقاتي أنه تلقف تقنيات القتال العسكري وكيفية خوض حرب العصابات بدراية عالية، حسب قوله، ليبايع بعد ذلك أميره الجديد "أبو قتادى الألبوني" الذي أشرف على المراحل النهائية لتدريباته ليكون مستقبلاً قائداً عظيماً في جيوش الإسلام كما كان يحلم.
وبالنسبة إلى تقنيات الذبح وحين سأله العميد عنها، كان ردّه "منحكيها بالملف التاني بعدين"، مستدركاً "الذبح لا يحتاج تقنيات هي مجرّد سُنة من أيام مصطفى الزرقاوي وأصبحت قانون بعد ذلك".
يرفض ميقاتي التراجع عن أقواله أو حتى نبذ أفكاره السوداوية، هو مقتنع تماماً بما فعل وما يفكّر، وربما هو الوحيد أو القلائل جداً من بين جميع الموقوفين في هذه الملفات يعترف بإقترافه هذا الكمّ من الجرائم ويفاخر بنفسه ويجاهر بتكفيره للغير، فعادة عند جلسات الإستجواب الجميع ينكر وينفي ويرتبك، إلا ميقاتي ( وهناك نعيم عباس مثله أيضاً) يقف متماسكاً ومبتسماً.
يلخّص بلال "أيدولوجيته" المخيفة بجملة واحدة " إذا اعطيتوني 72 حورية على الأرض حينها أفكر جدّيا بعدم تفجير نفسي"، فهذا الشاب ومن خلال أجوبته يثّبت نظرية أن كل هذا الإجرام الذي يجري في دماغه المسموم هو وغيره ممن يحلمون بالجنة والحوريات أن هدفهم ليس إرضاء الله بل إرضاء غرائز مكبوتة.
أما الأكثر غرابة في جلسة اليوم، وبعد طرح سؤال من قبل العميد على ميقاتي حول رأيه بالأديان الأخرى، فقال بكل صراحة بأن النصارى ( المسيحيين) مشركون ويعبدون أكثر من إله لذا يجب محاربة كفرهم وثنيهم عن ضلالهم، أما بالنسبة إلى الدروز والأيزيديين فهم كفار يعبدون الشيطان ويستحقون الموت، معتبراً أن المجزرة التي حصلت بحق "الأيزيديين" في العراق هي نتيجة كفرهم وهذا عقاب من الله. كما رأى بأن الشيعة وأهل السُنة المخالفين لقوانينهم يستحقون الموت والعذاب أكثر من غيرهم من الطوائف.
وهنا تدخل العميد قائلاً له "آلا تعلم بأن وكيلك الذي يرافعك عنك مجاناً بحكم المعونة القضائية هو درزي؟"، فنظر اليه ميقاتي قائلاً "الله يهديه ويدخله إلى الإسلام الصحيح".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News