أقام الرئيس سعد الحريري مأدبة إفطار، غروب الجمعة، في مطعم "سما شتورة" في البقاع، على شرف عائلات من زحلة والبقاع الأوسط وبعلبك، بحضور وزير الصحة وائل أبو فاعور وحشد من النواب وشخصيات سياسية على رأسهم رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف.
وقال الحريري في كلمته، "في سوريا، أصبح هناك نصف مليون قتيل و8 ملايين نازح ومهجّر ولا أعلم كم مائة ألف جريح وغريق ومعوق، ومئات البلدات والمدن المدمرة عن بكرة أبيها، والعالم مقسوم قسمين: قسم يشارك في قتل الشعب السوري مع المجرم بشار الأسد وقسم يتفرّج، وأقصى ما يفعله؟... بيان إدانة متابعاً: "أنا غير مستعد، لا من أجل مزايدات، ولا من أجل انتخابات ولا من أجل أي شيء في الدنيا، أن أسمح لأهلي أن يتعرّضوا هنا في البقاع وفي لبنان لما يتعرض له أخوتنا في سوريا. هذه أمانة سلمني إياها رفيق الحريري ولست مستعدا، لا أن أفرط فيها ولا أن أفرط بكم".
واضاف الحريري: "أعلم أنّ هذا الكلام الواضح يصبح صعب القبول والتطبيق عندما يواجه بممارسات حزب الله وسلوكه في لبنان كما خارج الحدود. والحقّ يقال أنّ لبنان، كل لبنان بكل مناطقه وطوائفه، بدءا من الطائفة الشيعية الكريمة، يدفع أثماناً لا تطاق لخيارات، لا رأي فيها للبنان واللبنانيين ودولتهم".
وتابع: "لبنان يعاني من مسلسل تورط الحزب وليس شيعة لبنان، في حروب لا نجني منها سوى المقاطعة والعقوبات ووقف الدعم عن مؤسساتنا الشرعية. والآن هناك مشكلة حقيقية بين حزب الله، وليس أخواننا الشيعة، كما يحاول الحزب أن يصوّرها، وجزء أساسي من المجتمع الدولي والمجتمع العربي. والعقوبات الأميركية تعكس جانبا من هذه المشكلة التي نرى لها وجوها متعددة أيضا في العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي. الولايات المتحدة تحاسب أو تعاقب حزب الله، وليس أخواننا الشيعة، على عمليات أمنية، ومعظم الدول الأوروبية أدرجته على لوائح الإرهاب على خلفية عمليات أمنية منسوبة إلى الحزب، وليس أخواننا الشيعة، وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية والبحرين والكويت والإمارات وقطر وغيرها من الدول العربية".
وإعتبر أن "حزب الله لا يريد أن يعترف بهذه الحقيقة ولا يقرّ بأنّ سياساته الأمنية والعسكرية هي لعنة كبيرة يدفع ثمنها بحياتهم آلاف الشباب الذين يرميهم على جبهات القتال المجنون ومئات آلاف اللبنانيين بمصالحهم كافة"، متابعاً: "الآن، "آخر موضة"، حزب الله يتهجم على آخر قطاع لا يزال يحمل الاقتصاد، الذي هو المصارف وعلى حاكم مصرف لبنان بحجة أنهم يطبقون قوانين ليسوا هم من وضعها، ولكنهم ملزمون بتطبيقها، ومجلس النواب اللبناني التزم بتطبيقها".
ورأى الحريري أنه عندما أقر المجلس النيابي في نهاية السنة الماضية قوانين مكافحة تبييض الأموال، التزم عمليا بتطبيق القوانين المالية العالمية! وتعلمون ماذا؟ هذه القوانين أقرت... بالإجماع! أي أنه من صوّت عليها أيضا؟ نواب حزب اللهّ وليس رياض سلامة! وهذا يعني أنه إذا أراد حزب الله أن يفتح حسابا في بنك إيراني سوف يتم رفضه بسبب هذه القوانين نفسها! إلا أننا لم نسمع هجوما من حزب الله على المصارف الإيرانية وعلى البنك المركزي الإيراني!
واشار أن المشكلة هي في القوانين التي تتحكّم بالنظام المصرفي العالمي، وليس بالمصارف اللبنانية. والمشكلة هي في حزب الله وأعمال حزب الله وليس في الطائفة الشيعية الكريمة. وكل من يحاول قول غير ذلك يكون يكذب! وفوق ذلك كله هو يمنع منذ سنتين اكتمال النصاب في المجلس النيابي لأي جلسة انتخاب رئيس جمهورية. قد يكون الوضع الحالي مريحا بالنسبة إليه، دولة مشلولة، واقتصاد منكوب ولا أحد يقدر أن يتخذ أي قرار يمكن أن يسيّر أمور الناس أو يحسّـن معيشتها. وفي النهاية يأتي ليقول لنا أنه إذا ليس هناك من رئيس، يكون الحق على سعد الحريري!
اخترنا لكم



