المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الاثنين 27 حزيران 2016 - 18:21 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

سيناريو القاع.. هل خُطط لليلة القدر في بعلبك؟

سيناريو القاع.. هل خُطط لليلة القدر في بعلبك؟

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لم تأتِ تفجيرات القاع في سياقٍ منفصل عن المعلومات الأمنية التي كانت تتقاطع حول حدوث عملٍ إرهابي يستهدف مناطق لبنانية في شهر رمضان المبارك، لكن القدر إختار أن تكون القاع، ليس لأن الإرهابيين لا يضعونها على لائحة جرائمهم، بل لأنهم يفكرون أبعد من عملٍ إجرامي عادي.

قبل شهر رمضان المبارك، تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض وتفكيك شبكات إرهابية تابعة لداعش في منطقة الشمال. الخلايا العنقودية تلك كانت صيداً ثميناً التي كشف إعترافاتها عن تحضيرات لسيناريو إرهابي ضخم يُعد لإتمامه في الشهر الفضيل. معلومات التحقيق، وفق مصادر "ليبانون ديبايت"، تقاطعت حول حتمية وجود خطط لتنفيذ عمل إرهابي - إنتحاري وفق أسلوب إنغماسي يستهدف مناطق شيعية ومسيحية من بينها منطقتي البقاع والضاحية الجنوبية، لكن بنسبة أكبر البقاع كون التدابير الأمنية في الضاحية مرتفعة. وتقف حالاً دون تمرير أي مخطط براحة".

قبل أسبوع من اليوم، وتحديداً في 16 حزيران 2016، نشر "ليبانون ديبايت" معلومات أمنية تحدثت عن أسباب التدابير الإحترازية في الضاحية الجنوبية، وألمحت في التقرير إلى وجود معطيات حول نوايا إستهداف مجمعات دينية تحيي ليالي القدر بغاية خلق عملية إرباك ورعب للسكان تحصد ضحايا على أبواب العيد. الفرضية الأمنية هذه المبنية على وقائع ملموسة، كانت الشغل الشاغل لكافة الأجهزة الأمنية وبينها حزب الله حيث عمل الجميع على تبادل المعلومات كافة ورفع الجهوزية من أجل إفشال المخطط.

اليوم الأثنين 27 حزيران 2016 وقبل يوم من ليلة القدر الكبرى، إستيقظ اللبنانيون على سلسلة تفجيرات إرهابية متتالية إستهدفت مدينة القاع البقاعية ذهب ضحيتها عدد من المواطنين. الفرضيات الأمنية تؤكد أن القاع لم تكن مستهدفة بشكلٍ أساس في العمل الإرهابي، بل أن القدر إختارها لكي تنقذ منطقة كاملة من مجزرة حتمية كانت تعد لها. وتشير المعلومات التي حصل عليها "ليبانون ديبايت" من مصادر أمنية عالية الثقة، أن "سيناريو التفجير الإنغماسي الذي شهدته القاع كان مخططاً أن يحصل في منطقة بعلبك الهرمل، والمعلومات تؤكد أنه كان بصدد إستهداف إحدى تجمعات إحياء ليلة القدر الكبرى وفق سيناريو تفجير متسلسل هدفه حصد عشرات الأرواح".

وتبني المصادر معلوماتها على طريقة تنفيذ العملية الإرهابية في القاع وتفجير الإنتحاريين الـ4 لأنفسهم حيث يتضح عشوائيتها وتنفيذها بوقتٍ مبكر الحركة فيه شبه معدومة، فوفق النظرة الأمنية، فإن الإنتحاريين الأربعة الذين يحملون أحزمة ناسفة زنة كل واحدٍ منها 2 كلغ مع سلاحٍ فردي، لا يمكن أن يكونوا إنتحاريين عاديين هدفهم إستهداف أشخاص على الطريق، بل أنهم مبرمجين على ضرب هدف محدد وفق اسلوب إنغماسي، أي إنتحاري يقتل ويفجر، يتبعه آخر يحمل سلاحاً يقتل ويفجر، ومن ثم آخر، وهكذا حتى تكتمل الصورة.

لماذا بعلبك وليس الضاحية؟
تذهب الفرضيات الأمنية نحو حتمية إستهداف إحدى مناطق بعلبك - الهرمل نتيجة قرب المنطقة (مقر الإنتحاريين) من تلك المستهدفة، ونتيجة عدم وجود ترتيبات أمنية كتلك الموجودة في الضاحية الجنوبية التي يصعب إختراقها، ومن البديهي، أنه وبعد إدراك من يقوم بمهمة الإستطلاع أنه لم ينجح بإيجاد ثغرة عبور لهؤلاء مع تجهيزاتهم نحو الضاحية، رُكنَ إلى منطقة بعلبك لتنفيذ العمل، وهنا ترجح الفرضية الأمنية أن الذي يخطط لهذا العمل لن يسلك الطريق الأطول والأصعب لتنفيذه بل سيختار هدفاً أسهل أمنياً لتأكيد نجاحه.

وعليه، نقلوا إلى منزلٍ في مدينة القاع والغاية إنتظار الناقل الذي سيصطحبهم نحو الهدف المرجو قبل ساعات من تنفيذ العمل المخطط له، لكن حسابات بيدر الإرهابيين لم تتوافق مع حسابات الحقل، حيث إصطدموا بفرضية لم تكن محسوبة وهي خروج الشاب من آل "مقلد" بعد شعوره بخطبٍ ما يجري ولم يكن مرتاحاً له، فجرى الجدال بينهما حتى بادر الإنتحاري الذي يبدو أن إستشعر إمكانية إكتشافه لتفجير نفسه ليفتح الباب أمام الإنتحاريين الآخير لتفجير أنفسهم بعد فشل المخطط.

القدر الذي ظهر في القاع قبيل ساعات كان ليلة القدر التي أنقذت منطقة لبنانية كاملة من جريمة كانت تحضر وربما لولا ذلك، لكنّا ربما أمام مشهدية مشابهة لتلك التي جرت في الساحل السوري قبل نحو الشهر لتتحول القاع إلى فادٍ لكل لبنان وتأكيد عن أن تظافر جهود القوى الأمنية والمقاومة هي الوحيدة التي تحمي لبنان من شرور هؤلاء.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة