أمن وقضاء

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الأربعاء 29 حزيران 2016 - 13:26 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

هل نفذ داعش بروفا في القاع؟

هل نفذ داعش بروفا في القاع؟

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لا يخرج سيناريو "غزوة القاع" عن السياق المعمول به من قبل تنظيم "داعش" لكن الأكيد أن جماعة البغدادي عدّلت من تكتيكاتها في المواجهة بعد أن بات من شبه المستحيل تنفيذ إختراقات واسعة لمناطق يعتبرها التنظيم أهدافاً فضلاً عن عدم إمكانية نجاح سيناريوهات إجرامية يريد تنفيذها في لبنان على شكل تلك التي حصلت في مناطق الساحل السوري قبل أسابيع قليلة.

هي لعنة القدر إذاً التي حطت رحالها ناسفةً الخطط المصدرة من والي الرقة إلى من يهمه الأمر في لبنان من الذين يديرون العمل اللوجستي - التخطيطي للتنظيم، ولعنة تقاطع إعترافات المجموعات الـ7 التي ألقيَ القبض عليها من قبل الأجهزة الأمنية، التي كشفت معطيات هامة عن نوايا إستهداف المناطق المسيحية والشيعية مع إمتلاكها خططاً للغاية. أخطر ما في الأمر، هو ما ظهر يوم أول من أمس من خلال الأسلوب التفجيري الذي إستهدف القاع، والذي إن دل فيدل على نوايا إستهداف البلدة حتى وإن كان هدف إنتحاريي الصباح كان أبعد من إستهداف البلدة كبلدة.

تتقاطع المعلومات الأمنية حول نوايا مبيته للقاع التي تتمتع بموقعٍ جغرافي قريب من الحدود اللبنانية السورية، موقعها هذا يؤهلها لكي تكون مشابهة من حيث الدور لعرسال خاصةً مع إنسداد أفق داعش الساعي إلى نموذجين، الإستحواذ والتمدد، بعد أن ضاقت به السبل في البادية السورية ومنطقة القلمون وجرود عرسال، الأخيرة التي يعمل فيها على مقارعة غريمته "النصرة" بغاية طردها من ما تبقى لها من نقاط. سعى التنظيم مراراً للإقتراب من القاع ومهاجمتها وهو ما دفع حزب الله إلى مساعدة الأهالي لتشكيل "لجان شعبية" لحمايتها. نذكر مراراً كيف كان "داعش" يحاول التقدم نحو مشاعات ومشاريع القاع إنطلاقاً من منطقة الكسارات عبر معابر صغرية جبلية وطرق ترابية، لكنه كان يفشل دائماً بفعل وجود عناصر المقاومة والجيش اللبناني على الهضاب الكاشفة. تفجيرات الأمس لا تخرج عن هذا السياق، وفق ما يؤكده مصدر أمني لـ"ليبانون ديبايت"، حيث أن "داعش" الذي لم يغادر ذهنه محاولات السعي إلى القاع، عدل على ما يبدو من تكتيكاته ناقلاً المعركة من تقدمٍ عسكريٍ كلاسيكي، إلى غزوة إنتحارية - إنغماسية تؤدي الهدف والدور من ذلك".

تفريغ القاع
يسترجع أسلوب القاع غزوة عرسال وإن إختلفت الوقائع والأساليب، فالغاية هي نفسها. السعي لأن تكون جرودها ومحيطها منطقةً أمنياً تكون لداعش فيها حركةً حرة ونشطة تؤدي الوظيفة المنوطة وهي العبور نحو الداخل. أسلوب الهجمات التسلسليّة العنقودية الإنغماسية يشبهه المصدر بالذي حصل في مناطق علوية سورية في ريف حماة، حيث نفذ داعش نفس الأسلوب عبر هجمات إنتحارية وفق ذات السيناريو أدت إلى تهجير الأهالي من البلدة وبالتالي ربطها بمناطق نفوذه. مختلفة الوقائع بين سوريا ولبنان، لكن الغايات بالنسبة إلى التنظيم موجودة، فهو يسعى إلى تفريغ القاع بغاية تسهيل حريته بربط جرودها.

اساساً، داعش ليس بعيداً عن بلدة القاع، فهو يرابط على بعد نحو 7 كلم منها، تحديداً في تلة الكهف آخر حدود سيطرته التي تترك له مجالاً مفتوحاً نحو جرد عرسال عبر سهل "مراح العرب"، وهو الخط الذي يعتقد أن إنتحاريي الأثنين سلكوه للوصول إلى القاع، بحسب مصادر "ليبانون ديبايت"، ايضاً هناك منفذ الكسارات الذي يتحكم داعش بطرق العبور إليه، إذاً فداعش موجود لكنه يسعى إلى موالفة سيطرته في هذه المواقع مع توسيعها لتشمل جزء واسع من جرود القاع حتى "رافق" وعرسال، وهو للغاية، ربما نفذ الأثنين بروفا إختبارية لمدى إمكانية نجاحه في تغطية أي تقدم عسكري يتم من جهة الجرود.

ولا تستبعد القراءة إمكانية أن يجنح داعش نحو توتير الساحة "القاعويّة" وإلهائها بتفجيرات متسلسلة تكون مقدمة لترويع أهلها بغاية تهجيرهم ليكون ذلك مظلة تقدم قواته من جهة الجرد نحو البلدة أو محيطها بغاية التمدد نحو الهضاب التي تؤمن له السهل وعمق مريح في السيطرة، وبالتالي ربطها مع مناطق نفوذه ووجوده القريبة من جرود عرسال مروراً بجرود راس بعلبك حتى جرود القاع ليوفر سهولة وليونة أكثر، وبالتالي هي ستؤمن له خلفية مريحة في حال حرّر حركته فيها والتي سيقبض ثمنها من خلال نجاحه بتأمين معبر مريح للإنتحاريين كبديل عن ذلك الذي روّض في شرق عرسال.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة