"ليبانون ديبايت"
التّاريخ: 27 حزيران 2016، السّاعة 12 ظهرًا.
المكان: سرايا حلبا.
المناسبة: انتخاب رئيس إتّحاد بلديات الشّفت في عكّار.
المرشّحان:
- رئيس بلديّة منيارة، ورئيس إتّحاد بلديّات الشّفت السّابق، أنطون عبّود.
- عضو بلديّة حلبا خلدون الحلبي.
الإنتخابات:
يتألّف اتّحاد بلديّات الشفت من 11 بلديّة. وجاءت النّتيجة على الشكل التّالي:
5 أصوات لأنطون عبّود مقابل 5 لخلدون الحلبي، بالإضافة الى ورقة بيضاء، ففاز عبّود بفارق السنّ.
ماذا حصل قبل نهار الإثنَين؟
في الإنتخابات البلديّة في حلبا، دعم النّائب السّابق كريم الرّاسي اللاّئحة التّي يرأسها عبد الحميد الحلبي، المعروف بـ"أبو جمال". وبدعمه هذا، رُجِّحت الكفّة لصالح هذه اللاّئحة وفازت.
غداة الإنتخابات، بدأ الحديث عن إنتخابات رؤساء الإتّحاد. وترشّح عضو بلديّة حلبا خلدون الحلبي لرئاسة اتّحاد بلديات الشفت، الّذي تُشكِّلُ عاصمة عكّار جزءًا منه. وتبيّن أنّ الرّاسي هو من أبرز المُرَشِّحين والدّاعمين له.
خمسة رؤساء بلديّات قرّروا انتخاب انطون عبّود.
وكان خلدون الحلبي قد ضَمنَ أصوات رؤساء البلديات الأربعة السنّة، بالإضافة إلى صوت رئيس بلدية الشيخ طابا الدكتور خليل الرّاسي، بلدة كريم الرّاسي، كون هذا الأخير هو من أطلق لاّئحته وأوصلها.
وراهن على حصوله على صوت إضافيّ هو صوت رئيس بلديّة الشيخ محمد، طلال الخوري، كونه مدير مدرسة "ليسه عبدالله الرّاسي" التّي تملكها عائلة الرّاسي منذ 27 عامًا.
وعلى الرّغم من أنّ الخوري، ومنذ اللّحظة الأولى، كان واضحًا برفضه انتخاب خلدون الحلبي كشخص لهذا الموقع، واقترح حلول عدّة كانت ستمكِّن الفريقين من الوصول إلى تسوية، إلاّ أنّ الرّاسي راهن على أنّ الخوري سينتخب في نهاية الأمر كما يُملي هو عليه. وأبلغ جماعته بأنّ الخوري وعد بانتخاب الحلبي.
نسي الرّاسي لبرهة أن هذا الشخص الّذي يعرفه جيدًا لا يخضع لا لمبدأ الرّشاوى ولا للتّهديد، كما أنّه لن يكون شريكًا بتمرير صفقاتٍ مشبوهة بدَت ملامحها بارزة عبر الإصرار غير المُبرّر لإيصال رجلٍ بات معروفًا لدى القوى الأمنية الّتي "سحبته" مرارًا بسبب إطلاق نار بشكل عشوائي في أماكن عامّة على أثر حالات سكرٍ وغيرها.
تربط الخوري بالرّاسي علاقة وطيدة تعودُ إلى الآباء، وفق ما أفاد مُقرّبون لـ"ليبانون ديبيات". وكان والد هذا الأخير، الوزير والنّائب السّابق، الدكتور عبدالله الرّاسي قدوة للخوري الّذي لا يزال يحافظ على مبادئه ويعمل بها.
اتّكل الرّاسي الإبن على تفاني الخوري في خدمة عائلته أكاديميًّا، اداريًّا وسياسيًّا، طيلة هذه الأعوام وعلى وفائه اللاّمتناهي، حتّى حين أخطأ الرّاسي بحقّه مرارًا وتكرارًا، وبحقّ المدرسة الّتي كان يديرها الخوري بأمان الله والّتي كانت بتطوّرٍ دائمٍ حتّى العام الدّراسي 2004-2005، حين قرّر هو ووالدته صاحبة الإجازة سلطانة فرنجية الرّاسي، المعروفة بسونيا، وضع يدهم على المدرسة والتّدخّل بادارتها.
وبدأوا بالتقاعس عن دفع الرّواتب للمعلّمين والإداريّين فيها، وطرد البعض الآخر بشكل تعسُّفي، وامتنعوا عن دفع المُستَحقّات لصندوق التّعويضات. وأدخلوا الخوري في قضايا ودعاوى لا علاقة له فيها، كون الشّكاوى تأتي باسم صاحب الإجازة والمدير في حال حصول طرد تعسّفي.
ولم يستقل الخوري حينها لأنّ الوفاء من شيمه وفق أشخاص عمله في الحقل نفسه.
ما علاقة هذا بموضوع المقال؟
بالعودة الى أحداثنا:
صاحب الورقة البيضاء هو طلال الخوري عينه، الّذي بقي على موقفه ولم يتراجع عنه. ولكنّ رفضه انتخاب خلدون لم يدفعه الى انتخاب الفريق الآخر، واختار الورقة البيضاء رافضًا الدّخول في صفقات مشبوهة وتجييشات طائفيّة.
عقب إعلان النّتيجة...
قامت الدّنيا ولم تقعد أمام سرايا حلبا. وقال شهود عيّان لموقع "ليبانون ديبايت":
لا يُمكِنُنا وصف "الهمجيّة" الّتي حصلت!
هُدِّدَ الخوري بالقتل وبقي محجوزًا لساعات في السرايا إلى أن تمّ تأمين المرافقة الأمنيّة له ونقله الى منزله عصرًا. وتعرّض رئيس الإتّحاد المُنتخب لتكسير سيّارته وسيارة مرافقه، وكذلك رئيس بلديّة النفيسة. كما تلقّى رئيس بلديّة كرم عصفور العميد المُتقاعد غسّان محفوض بعض اللّكمات والرشق بالحجارة وسمع "ما فيه نصيب" من الإهانات والشّتائم، ليس من "الزّعران" بل من المرشّح الموقّر خلدون الحلبي شخصيًّا.
وفي الوقت عينه قام أولاد خلدون الحلبي ومن كان معهم بالهجوم على بلدة الشيخ محمّد والتّعرّض لشباب البلدة الّذين منعوهم من قطع الطرق المُؤدّية إليها.
...واستمرّت التّداعيات
تداعيات الانتخابات لم تنتهِ هنا، إذ تبلّغ الخوري في 1 تموز قرار صرفه من المدرسة الّتي يُدير بسبب "إهماله الّذي أوصل المدرسة لحالة العجز". والإهمال وفق تذرّع سلطانة فرنجيّة الرّاسي هو بتطبيقه القانون وإرساله الأوراق القانونيّة بأسماء الأساتذة إلى صندوق التّعويضات لحفظ حقّهم.
هذا الأمر "أثار" المالكة التّي "امتعضت" لأنّها كانت، ولا تزال، تستمتع بالصرف التعسّفي لموظّفيها من دون إعطائهم أي حقوق، حتّى أدناها الّذي هو الرّاتب الشهري. وفق ما أكّد مُقرّبون لموقعنا وتؤكّده الدعاوى بـ"الجملة" المَرفوعة عليها في المحاكم.
كما تُؤكّد المصادِر أنّ لطلال الخوري "المُهمل" مع السيّدة عشرات الأشهر غير المدفوعة.
يعرف الجميع في المنطقة "البير وغطاه"، والكلّ بات على يقين بسبب صرف الخوري التّعسّفي السيّاسي – الإقطاعي البحت.
استنادًا الى الوقائع المقدّمة أعلاه، نُناشد وزير التّربية بالتّدخّل سريعًا وإجراء تحقيق شفّاف وواضح، للدفاع عن الحقّ.
ونسأله: هل من الصّدفة أن يتّضح لأصحاب المؤسّسة "إهمال" مديرها مباشرةً عقب عدم انتخابه مرشّحهم؟
كما نُطالبُه بعدم السّماح للمحسوبيّات والعلاقات الشخصيّة أن تُؤثّر على مجريات هذه القضيّة.
وفي السياق عينه، نسأل وزير الدّاخليّة نهاد المشنوق:
من يضمن أمن، سلامة وحقوق أحد رؤساء البلديات الّذي تعرّض للتهديد بالقتل داخل حرم السرايا على مرأى ومسمع محافظ عكّار والقوى الأمنيّة، ليتعرّض بعدها للصّرف التّعسّفي من وظيفته؟!
إشارة الى أنّ الخوري كان قد اتّصل بمكتب وزير الداخلية والبلديات فور حصول الإشكالات في السّرايا لاطلاعه على ما حصل، وأَبلغه النّقيب المسؤول أنّه ليس "ع السّمع"، ولكنّ سيتمّ إبلاغه بما حصل. وحتّى السّاعة لم تُتابع الدّاخليّة الموضوع.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News