رأى مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان "اننا نستقبل عيد الفطر هذه الأيام بفرحة تسمو فوق الجراح ودمعة لا تنال من شموخ الارادة والعزيمة"، مؤكدا "ان الاسلام كان وسيبقى دين الوسطية والاعتدال بريء من الانحراف واهله، دين عدل واعتدال بعيدا من الغلو والتجاوز لحدود الله".
وقال في خطبة الفطر: "في يوم عيد الفطر يحز في نفوسنا ان المنطقة العربية ملتهبة والنيران مشتعلة في اكثر من قطر عربي تحت ضغط الارهاب من جهة وتسلط النظام من جهة، دورنا ان نحمي بلدنا وحريتنا واستقلالنا وان نصون بوحدتنا وتفاهمنا حضورنا ووجودنا. لمصلحة من هذه الهرتقات السياسية والتوترات المذهبية والسجالات الطائفية التي تؤزم الوضع السياسي وتعرض الأمن والاستقرار والاقتصاد للاهتزاز".
وتساءل سوسان: "لمصلحة من هذه الدعوات الى العصيان والغوغائية والتعدي على كرامات الناس ولغة التهديد والوعيد التي لا تبني بلدا ولا تعزز سلما اهليا وانما تؤسس لمزيد من العنف والانقسام. لن ننجر الى متاريس الطائفية والمذهبية، فلماذا التلاعب بالمناصفة والشراكة الاسلامية المسيحية والوحدة الوطنية والاستقرار السياسي والدولة الموحدة التي هي ثمرة اتفاق الطائف وموقف العقلاء بهذا الاتفاق الذي رضيه اللبنانيون دستورا لهم".
واضاف: "نحن امام مزيج سام من التحديات مع وصول النزاع السوري الى بوابة لبنان اضافة الى التورط اللبناني في النزاع، وهذا يدعو الى عدم الاستخفاف بهذه التطورات. نحن هنا في بلد واحد فكفى مزايدة وتهديدا ووعيدا وهذا الأمر لم يعد يخيف احدا، وان اللبناني على علم ودراية بمن يمارس سياسة التعطيل والتضليل وما هي الأهداف ومن يعمل من اجل ضرب وحدة الصف والمواطنة والانماء. نحن محتاجون اليوم قبل الغد الى رئيس جمهورية وحكومة فاعلة ومجلس نواب ينتخب رئيسا ويعمل ويشترع ويراقب".
وتابع: "ان الاوطان لا تبنى بالعناد والتصلب بالمواقف بل بالتفاهم والتلاقي والحوار. وان تقريب المسافات بين اللبنانيين وتقريبهم من بعضهم يكون بالحوار والتواصل المستمر ولقاء الحريصين على لبنان الواحد الموحد في ارضه وشعبه ومؤسساته".
وتابع: "من صيدا بوابة الخير والوفاء والعودة للفلسطينيين وبوابة قيام الدولة العادلة والصمود في وجه العدو الاسرائيلي وبوابة السلم الأهلي والتعايش الوطني ووحدة لبنان، صيدا الرافضة لكل الفتن المذهبية والطائفية والتلاعب بالشارع ولكل ما يؤدي الى صدام بين الناس، صيدا عاصمة الجنوب تدرك مسؤوليتها ودورها الوطني والاسلامي في سلوكها وثقافتها وعقلانية قادتها. نؤكد عروبة لبنان وانتمائه وانه لن يكون الا مع اخوانه العرب في كل قضاياهم المحقة وسيبقى وفيا لهم لأنهم في قلوب اللبنانيين وضمائرهم وسنظل امناء على عروبتنا ولن نتخلى عنها. ولن ينسى اللبنانيون اشقاءهم واصدقاءهم الذين وقفوا مع لبنان في كل محطات المحن التي مر ويمر بها وسيبادلونه بالحب والوفاء والاحترام والتقدير مشاعر الأخوة العربية الجامعة. لن يكون لبنان منبرا يستهدف العروبة والتضامن العربي والاجماع الدولي. وستبقى صيدا وفية لقضيتنا المركزية فلسطين والفلسطينيين والقدس الأقصى وكنيسة القيامة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News