في حصيلة زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الذي يحلو له وصفها بأنها "كسرت الجليد"، تعبيراً عن استعادة حكومته حرارة العلاقة بالمملكة، كانت ثمة اشارتان مباشرتان من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز من شأنهما ترجمة موقف الرياض من الوضع اللبناني في المرحلة القريبة، من دون ان يؤتى على ذكر الاستحقاق. لم يفاتح اي من العاهل السعودي ورئيس الحكومة اللبنانية الآخر فيه، ولم يمر ــــ وإن عابراً ــــ في احاديثهما.
كمنت الاشارة الاولى في قول الملك لسلام في الافطار العام الموسع: لن نتخلى عنكم. وهي عنت مدّ حكومته بمزيد من التأييد ودعم استمرارها.
على ان الاشارة الثانية خصت الرئيس سعد الحريري، الذي حضر الافطار، بموقف عكس تقديراً مغايراً تماماً لكل ما شاع عن تردي علاقته بالسعودية، كان احد ملامحه الصعوبات المالية التي يواجهها من دون ان تنجده، والانهيار الذي تواجهه شركاته هناك، ناهيك بالاهمال الذي اظهره تعاملها معه في الاشهر المنصرمة على نحو حمله على الاستقرار في بيروت، وبدا انه يختبر للمرة الاولى ما لم يُمتحن فيه والده الرئيس رفيق الحريري حينما حاذر الوقوع في تقاطع تناقض الخلافات ووجهات النظر والاجنحة في العائلة الحاكمة، فاذا الحريري الابن يبصر نفسه عند التقاطع الملتبس داخل العائلة، بين ولي العهد وولي ولي العهد.
لم يتردد سلام في اضافة جرعة دعم قوية لسلفه علناً، بتأكيده انه هو الذي يتنكب الطائفة في لبنان ورجالاتها، في معرض الايحاء بأن الحريري لا يزال عمودها الفقري في شؤونها ومشكلاتها واستقرارها، كما في صلب المعادلة السياسية الوطنية، ما حمل الملك على القول له: انه إبننا.
لم يكن في وسع رئيس الحكومة العودة من هناك بأسباب ايجابية تشعره بأن الاستحقاق الرئاسي وشيك، وسهل بالقدر الذي يتصوّره الذي يكتفون بالتعويل على موقف الرياض وحدها لحسمه. بل يبدو عالقاً عند جملة مفيدة بسيطة، لا تحتاج الى تفسير واجتهاد، وتقتصر على شخص واحد هو فحوى تعذّر انتخاب رئيس الجمهورية: تتحفظ الرياض عن الرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية مرشحاً وحيداً منتخباً من دون ان تقف في طريق انتخاب سواه، بينما تتمسك به ايران مرشحاً منتخباً وحيداً انسجاماً مع موقف حزب الله.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News