المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الخميس 21 تموز 2016 - 18:23 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

حزب الله.. "باي باي سلامة"

حزب الله.. "باي باي سلامة"

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

إذا كان هناك من أمل لكي يكون رياض سلامة مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية، فقد تبدّد من جراء مفاعيل العقوبات الأميركية على حزب الله.

حاكم مصرف لبنان الذي إختار سلوك الطريق الأميركي مؤمّناً مطالب واشنطن حفر عميقاً في وجدان حزب الله الذي ربطته معه علاقات جيدة نسبياً حافظت عليها حارة حريك طوال الفترة الماضية. إمتعاظ الحزب من "سلامة" جاء بعد مواقفه في الفترة الأخيرة التي وصلت ليست فقط حد التماهي مع العقوبات الأميركية بل تأمين مستلزماتها داخلياً حيث بات ينظر لسلامة على أنه "شرطي" يحرس درب سير العقوبات وصل حد توفير كل متطلباتها. ولعل الموقف الأخير له أمس لناحية تأكيده على الإشراف المباشر على إلتزام البنوك المحلية بقانون إستهداف المصادر المالية لحزب الله، خير دليل على الطريق الذي قرّر الحاكم سلوكه.

لم يقطع حزب الله العلاقة مع "سلامة" في الفترة الماضية، لكن العلاقة في الفترة الحالية تتسم بالركود التي تخرقها غارات تواصل محدود بسبب حساسية حزب الله من تصريحات الحاكم وتصرفاته. قبل فترة قصيرة، كانت شخصيات من حزب الله تلتقي "سلامة" دورياً في لقاءات خاصة تعقد في أحد قصور الأخير الساحلية أو في أماكن محددة. كان دوماً يتم التطرق فيها إلى أمور إقتصادية وسياسية وتأتي إنطلاقاً من أنه يجب أن تكون العلاقات طبيعة مع الجميع. كان دائماً حزب الله يتلقى الإشارات الصاعدة من "سلامة" ويقرأها جيداً أو التي تسبح في الفضاء السياسي وتقدمه على طبع التوافق الرئاسي. كان حزب الله يتابع تلك الإشارات دون أن يعطي موقفاً، لا على الإعلام ولا في اللقاءات الخاصة التي كان "سلامة" وغيره يسعون إلى إلتقاطها.

حزب الله وفقاً لمصادره، كان دائماً يردد في الجلسات الخاصة كما العلنية أنه مع التوافق الرئاسي، لكن لديه موقفاً مبدئياً أساسياً لناحية دعم ترشح ووصول العماد ميشال عون وهو ملتزم به ومنفتح على حلول أخرى في حال تنازل أو تخلى عون عن ترشحه. في آخر لقاء عُقد مع "سلامة"، غمز الأخير من قناة أحد مسؤولي حزب الله محاولاً إلتقاط إشارات الحزب لناحية إمكانية التوافق عليه رئيساً في ظل إنسداد أفق الحل مستغلاً عوامل دولية مساعدة. كان حزب الله محتقناً جداً من أسلوب تعاطي "الحاكم" معه خاصة بعد إقرار العقوبات في ظل غضب البيئة الشعبية على القرارات التعسفية للبنوك التي بدأت تستخدم كالعصا التي تريد تطويع جمهور المقاومة. أوصل حزب الله على لسان المسؤول كلاماً واضحاً، أنه وإن كان هناك من نسبة ما ترجح وصول رياض سلامة الذي كان ولا يزال يعمل على ترويج نفسه لمنصب الرئاسة، "قد تبدّدت" من جراء مفاعيل العقوبات الأميركية.

المسؤول لم يخجل حين قال للحاكم أثناء جلسته الخاصة في تلك الليلة الهادئة، "هلق معش تفكر بالرئاسة، خلصت، إذا كان في أمل فراح وإنتهى!". منذ تلك اللحظة بدأ تاريخ جديد في العلاقة بين الطرفين. صعّد ويُصعّد سلامة نحو حزب الله بعد أن سمع الموقف على الرغم من أنه يحاول حياكة خطاب متزن لا يخلو من الرسائل كموقف مقابلة "رويترز" أمس، بينما الحزب هاديء ويراقب، يترك المجال لوسطاء الصلح الذين يتدخلون بين الحين والآخر لتقريب وجهات النظر. منذ تلك الليلة تغيّرت الأحوال، وبات سلامة لا يغدو أكثر من حاكم للمصرف دون كرسي بعبدا.. نحن هنا لسنا في حكم ولايات!.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة